الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
«فندق بابا وماما»!

«فندق بابا وماما»!

أحلام الشباب فى بريطانيا لم تعد تتحقق كما يتمنون..



 يكفى أن حلم الانتقال من بيت العائلة إلى بيت الزوجية لم يعد متيسرًا لنسبة كبيرة من شباب وشابات هذه الأيام..

هيئة الإحصاء البريطانية رصدت أن هناك حوالى خمسة ملايين من الشباب مازالوا يعيشون فى بيوت أهاليهم مع أنهم تجاوزوا سن الطفولة والمراهقة.

بل إن الأبناء والبنات الذين التحقوا بالجامعات وسكنوا المدن الجامعية أو مساكن أخرى قريبة من جامعاتهم البعيدة، عادوا إلى بيت العائلة، ليقيموا فيه عندما أغلقت الجامعات منذ سنتين بفعل قيود مكافحة فيروس كورونا. ولزم كثيرون منهم بيت العائلة من وقتها، ويعود ذلك إلى ارتفاع كلفة المعيشة والغلاء والارتفاع الحاد فى إيجارات المساكن.. وعدم توفر المساكن.. وصعوبة التمكن من توفير المال اللازم تقديمه كخطوة أولى فى عملية شراء بيت بأقساط تدفع على مدى ربع قرن.

فأسعار البيوت زادت بشدة، والمبلغ المطلوب دفعه كمقدم زاد أيضًا، ولم يعد فى متناول الشباب، وهناك أيضًا زيادة متواصلة فى نسبة الفائدة المئوية التى تحصّل على كل شىء.. 

وأصبحت عبارات مثل «فندق بابا وماما».. و«بنك بابا وماما» من الكلمات الشائعة عند تداول الحديث عن أحوال الشباب وأحلامهم، وتأثير أزمة كورونا، وارتفاع الأسعار، على حياتهم.

ومن الظواهر التى رصدتها الإحصائيات الرسمية ظاهرة عدم الإقبال على الزواج، وظاهرة الحياة المشتركة دون زواج.

وقد تم رصد «زيادة حادة» فى أعداد الشباب بعد سن 19 الذين يواصلون البقاء فى بيت والديهم «فندق بابا وماما» ولا يغادرونه إلى بيوت جديدة يفتحونها لتكوين أسرة جديدة.

«بنك بابا وماما»

وتتعدد الأسباب وراء ذلك فالتكلفة العالية للإيجارات وعدم توفر مساكن بما يناسب ارتفاع الطلب عليها، ومصاعب ارتقاء سلم امتلاك بيت نظرًا لارتفاع أسعار البيوت وارتفاع قيمة «المقدم» وزيادة المبلغ المطلوب سداده شهريًا كقسط فى ثمن البيت. وهى أمور لا يقدر عليها شباب بريطانيا هذه الأيام.. ومن هنا يتم اللجوء إلى الأهل، إما بالبقاء معهم فى «فندق بابا وماما».. أو بالاعتماد عليهم فى تمويل عملية شراء البيت: «بنك بابا وماما».

ونظرًا لهذه الظروف الصعبة فقد رصدت الإحصائيات أن أعدادًا كبيرة من الشباب لم تدخل عش الزوجية بنسبة كبيرة قياسًا بما جرى قبل عشر سنوات.

 

 

 

ويقول «جاستين روبرتس» من مؤسسة رعاية الأبناء أنه بينما ترحب بعض العائلات ببقاء أبنائها الذين تجاوزوا سن المراهقة، تشعر عائلات أخرى بالمتاعب والعناء الناتج عن ازدحام البيت وزيادة أعباء المعيشة والضغوط العصبية.

وبلغت نسبة زياد عدد من يعيشون مع والديهم ممن بلغوا 23 سنة فما فوق 50 ٪ بينما كانت 41 ٪ فقط منذ عشر سنوات مضت. أما من بلغوا 27 عامًا فزادت نسبتهم بحيث أصبح ربعهم تقريبًا يعيشون فى «فندق بابا وماما»!

الأرقام مذهلة

فإذا انتقلنا إلى «بنك بابا وماما» فالأرقام مذهلة.. يكفى أن الإحصاءات رصدت ما مجموعه 17 مليار جنيه إسترلينى قدمتها العائلات لأبنائها وبناتها فى سنة واحدة، لتمويل الزواج أو المساعدة فى شراء بيت أو مجرد هدايا لتحسين مستوى معيشتهم المستقلة.

وحسب تقديرات معهد الدراسات المالية، فإن العائلات قدمت لأبنائها العام الماضي ما يزيد على 8 مليارات من الجنيهات وأن نصف من يتقدمون من الشباب لشراء بيوت، يتلقون معاونة مالية من الأهل تبلغ فى المتوسط 20 ألف جنيه.

ويقول «فرانسيس ماكدونالد» من مؤسسة «سافيل» للعقارات:

فى السنوات الأخيرة زادت نسبة المتقدمين لشراء بيوت ممن حصلوا على مساعدات مالية من والديهم أو أقاربهم، نظرًا لارتفاع أسعار البيوت وعدم قدرة الشباب على الشراء اعتمادًا على مدخراتهم وحدها.