الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 مهرجان الجونة.. نصائح ما بعد العودة!

إستراحة مشاهد

 مهرجان الجونة.. نصائح ما بعد العودة!

 فوجئ الكثيرون بإعلان مهرجان الجونة عن عودته من جديد فى أكتوبر المقبل، لتنعقد الدورة السادسة التى كان من المفترض إقامتها فى نفس الشهر من العام 2022. تأخُر الإعلان عن العودة حتى فبراير الجارى جعل التكهنات تقول إن غياب المهرجان سيطول، لكن مؤسسيه فاجأوا الجميع وأعلنوا عن استمرار انتشال التميمى رئيساً لفريق المهرجان وعودة عمرو منسى مديرا تنفيذيا له.



بلا شك كان توقف المهرجان خسارة كبيرة لمن ينظر لخريطة المهرجانات المصرية نظرة شاملة، ويعرف أن الجونة كان له تأثير إيجابى على تطور مهرجان القاهرة العريق بعد سنوات من الجمود انتهت بتولى محمد حفظى رئاسة المهرجان فى دورته الأربعين ولمدة 4 دورات متتالية، وجاء الجونة ليؤكد أن صناعة المهرجانات لا يمكن أن تحقق صدى بدون استثمار ورعاة ودراسة جدوى شاملة لكل جنيه يتم إنفاقه، وإننا لن نواجه المهرجانات الإقليمية الجديدة ذات الإنفاق المرتفع بالنوايا الحسنة والحديث عن القوة الناعمة فيما لا تملك بعض المهرجانات المحلية فى مصر سجادة حمراء تليق بحفل افتتاح متوسط المستوى.

غير أن النقطة الأساسية التى تستحق النقاش الآن، هى إلى أى مدى سينجح مهرجان الجونة بعد التوقف ثم العودة فى معالجة أخطائه الرئيسية، فللصورة دائما وجهان؛ الأول إيجابى حيث أصبحت المدينة السياحية على كل لسان، وقدَّم المهرجان جيلاً جديداً من المحترفين فى صناعة المهرجانات، وقصد مصر من أجل الجونة نجوم عالميون كثر، لكن الوجه السلبى لم يتوارَ للحظة، ومن هنا يمكن كتابة النصيحة الأساسية التى نتمنى أن يكون فريق الجونة قد توصل لها فى شهور التوقف، تلك المرتبطة بضرورة أن يقرر هذا المهرجان «هل هو مهرجان سينمائى فعلا أم مهرجان سياحى دعائى بمذاق سينمائي؟».

 

 

 

لو تم الانحياز للخيار الأول، فنحن ننتظر مراعاة كل الآراء التى قدمها المهتمون بصناعة السينما والميديا والمهرجانات بشكل عام، حول ضرورة التقليل من التعامل مع الحدث وكأنه عروض أزياء وحسب. نعم كانت هناك أفلام وورش عمل ومحاضرات قيّمة، لكن ما الذى كان يصل للناس عبر منصات التواصل الاجتماعي؟ والأمر لا يتعلق فقط بالاستعراض المبالغ فيه لفساتين النجمات، لكن هناك عشرات من الإنفلونسرز والراقصات والموديلز و«كل من هب ودب» حرفيا مشوا على سجادة الجونة، وشتتوا الأنظار التى كان من المفترض أن تتعلّق إما بالأفلام أو بنجوم السينما، وبالتالى تطبيق قاعدة أن «الراعى دائما على حق» وأن «المهرجان لا يتحمل مسئولية تصرفات كل هؤلاء»، أمر لم يعد مقبولا بعد فترة الاستراحة المطولة، إلا لو أن العودة جاءت لتنحاز للخيار الثانى، أننا أمام مهرجان سياحى وحسب، وهنا يجب إعلان ذلك رسميا تفاديا للانتقادات المتكررة.

وإذا كان المهرجان سيركز فعلا على صناعة السينما، فسؤال رئيسى يجب أن يطرح على الإدارة الجديدة أو لنقل «الإدارة المعدلة»، هل كل المدعوين من سينمائيين وصحفيين وإعلاميين علاقتهم بالسينما حقيقية؟ هل ستظل «قائمة الترضيات» أكبر من قائمة من يستحقون الحضور فعلا؟ هل أدرك القائمون على المهرجان أن من بين المدعوين عاما تلو الآخر من سارعوا بإظهار الشماتة فور توقف المهرجان، لأن السينما لا تهمهم بل أسبوع الإجازة فى الجونة هو المقصد من البداية؟

أخيرا، هل ستصارح إدارة المهرجان الوسط السينمائى والصحفى ومن بعده الرأى العام حول الأسباب الحقيقية لتغيير بعض القيادات؟ أو على الأقل سنرى تغييرا حقيقيا ندرك من خلاله من كان وراء الثغرات التى سببت لمهرجان بهذه الأهمية انتقادات كان من الأفضل تفاديها لا تجاوزها وكأنها لم تكن!

قرار التوقف كان شجاعا بالتأكيد بدلا من الاستمرار وسط حالة من الضبابية، خصوصا بعدما جرى فى الدورة الخامسة من أحداث غريبة أبرزها «الحريق الشهير»، غير أن قرار العودة أشجع بلا شك، خصوصا وأنه مهرجان خاص لو لم يعد لا يحق لأحد توجيه اللوم، لكن المهم أن تلازم العودة إرادة حقيقية فى أن يكمل هذه المهرجان مشواره وقد تخلص من خطايا البدايات.