الدرويش

هالة حامد
وجدتُه يومًا يطوفُ بين الطرقاتِ ثَمِلا
يتغزلُ فى أسوارِ المدينةِ العتيقةِ عشقًا
ينثرُ الحلوى والبسماتِ بين الأطفالِ
يَرقصُ ويَعزفُ على قيثارتِه طربًا
يَحكى فرحًا عن قصصِ الحبِ الأزليةْ
وطيورُ المدينةِ فوقَه تحلقُ فى حرية
ومِنْ خلفِه تَنطلقُ الأطفالُ تغنى
نغماتِ عشقهِ الشجية
فيدقُّ قلبي للحياةِ شغفَا
ويتبعُهم هائمًا وجدًا وشوقًا
تتعجبُ النساءُ فى المدينةِ
ويَهتفْن مَجنونٌ.. مجنونْ
وتثورُ جموعُ الرجالِ غضبًا
يَسحقون براءتَه والعفوية سحقًا
يرمونه بأقسى الكلماتِ بُغضًا
عِربيدا.. سكيرًا
يستحقُ القتلَ رجمًا
فأردُهم آآآآآآهٍ لو تدرون قلبَه
كُفوا عنه
أيها الدرويشُ عُذرًا
لا وجودَ للبراءةِ هنا
والحبُ مِنْ زمنٍ أضحى لدينا قتيلا
تَلتفُ الجموعُ حولَه
تقذفُه بالحجارةِ كُرهًا
فيدورُ ويدورُ كقمرٍ فى السماء منير
حتى يتساقطَ ألمًا
وأنا أصرخُ فيهم فزعًا
حذارِ ..... حذارِ
حينما تقتلونه فإنكم تقتلون الحبَ غدرًا