الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
مجلة تايم تبدأ عامها الـ100

مجلة تايم تبدأ عامها الـ100

لم تتردد مجلة تايم الأمريكية ـ وهى تدخل عامها المئة ـ فى أن تبين لقرائها أن المجلة الأسبوعية ومثلها الشهرية لها الآن فى تناول الحياة والبشر أدوار وطرق مختلفة عما كانت تفعله من قبل. وأنها تريد أن تقدم وجبة صحفية وثقافية شاملة متأملة لا تلهث وراء الأحداث.. والأهم  أنها تقدمها بكتابة جميلة وشيقة تزيد من معرفة القارئ ومن توسيع مداركه ودائرة اهتماماته بما يحدث فى العالم وبين البشر..



 

تايم الأسبوعية صارت تصدر كل أسبوعين بدءًا من عام 2020. وتوزيعها فى الوقت الحالى يتجاوز المليون ونصف المليون نسخة. وكان عددها الأول قد صدر فى مارس 1923. وموضوع غلاف العدد الأول لعامنا الحالى أسرار خبراء السعادة. ويتضمن هذه المقالات: دليل إعادة إحياء السعادة.. العادات اليومية لخبراء السعادة.. والطريقة الأمريكية للسعادة.

والمجلة الأمريكية بهذا الملف الخاص لا تبتعد أو تهرب من الواقع فباقى صفحاتها تحتوى على مقالات تحليلية لما يقلقنا وما يشغل بالنا من قضايا وهموم البشر.. وأزمات البيت الكبير ـ العالم كله التى لا تقتصر فى بقعة جغرافية بعينها، بل صارت لها تبعاتها على الكل بلا استثناء.. إنها عولمة الهم والغم!!. ومنها بالطبع ـ كما كتبت المجلة ـ غليان البوتقة فى أوكرانيا هل يأخذنا إلى مواجهة نووية؟.. بالإضافة إلى رصد وتقييم لأهم المخاطر العالمية التى قد نعيشها فى عام 2023.

هكذا تقدم المجلة الأمريكية العريقة الخلطة الصحفية المثيرة للاهتمام والمفيدة كمعرفة فى زمن يحمل فى أيامه الكثير من القلق والخوف.. وبعضًا من الأمل ومحاولات الخروج من الأزمات. وطبعًا الكتابة الشيقة تحمل المزيد من المعلومات.. وتثير الاهتمام وتطرح الأسئلة وتدفع القارئ لفهم أفضل وأشمل للحياة التى يعيش فيها.  

بما أننا نتكلم عن ضرورة وأهمية تعامل المجلة أو الصحيفة مع الحياة بجميع أوجهها فى محاولة منا لفهم ما يحدث وما لا يحدث فى حياتنا اليومية.. فإن استقراء الغد من خلال ما يجرى من اكتشافات فى مجال العلوم والصحة والتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعى.. لهو أمر حيوى.

وهنا يجب أن أذكر أن الصحف والمجلات ووسائل الإعلام بشكل عام عادة لا تكتفى بأن تقف موقف المتفرج/ المستهلك والمبهور بالجديد والأحدث والأسرع والأكثر ذكاءً.. بل تحاول أن تشرح التفاصيل ـ وبالتالى تساعد المتلقى على أن يفهم أكثر وأعمق مما كان يعرفه ـ خاصة ما يقلقه ويحيره من المستجدات اللاهثة فى عالمنا المعاصر.

ولذا نرى أن الملحق العلمى والصحى الأسبوعى فى الصحف الكبرى ومنها نيويورك تايمز وواشنطن بوست كل يوم ثلاثاء.. تسعى أو تحاول بجهد واضح وبأسلوب واضح وبسيط أن تفك الألغاز أو المعادلات العلمية وأن تسلط الأضواء على الحقائق العلمية وتهتم بالتفاصيل وأن تغربل المطروح من المعلومات والأكاذيب ـ وبعبارة واحدة تأخذ بيد القارئ وعينيه وعقله إلى منطقة آمنة يمكن للمرء فيها أن يفكر ويتأمل هذا التطور العلمى ويفهم أكثر كل ما له صلة بصحة بدنه وعقله.. ونفسه البشرية.

وهنا يجب أن أذكر أن هذا التناول للأمور العلمية والصحية لا يقتصر على الأخبار أو الحوارات أو دلق المعلومات، بل على صياغة كل هذا بكتابة قادرة على توصيل المعلومة وحث القارئ على التفكير النقدى واستيعاب الموضوع المطروح.

 

 

 

من ضمن الموضوعات التى نشرت مؤخرًا.. دراسة عن استعمال السوشيال ميديا وما له من صلة بما يحدث من تغييرات فى أداء المخ بالنسبة للمراهقين.. متى تأكل وجباتك اليومية وما مدى تأثير التوقيت الذى تختاره على صحتك؟.. وما هى الخطوات التى يجب أن تأخذها حتى تعتاد على ممارسة التمرينات الرياضية فى حياتك اليومية؟ وهل تريد أن تترك وظيفتك وتتحرر من ضغوطها النفسية عليك؟ وماذا عن دواء الزهايمر وتجاربه المبشرة؟.. وكيف يمكن أن تساعدك التطبيقات الصحية على الهواتف الذكية فى مواجهة تحديات أى مرض يصيبك؟ 

الفكرة ليس طرح التساؤلات الفلسفية أو الفكرية أو النصائح أو الأحكام الأخلاقية أو الدينية ـ فهناك مساحات أخرى فى الصحيفة يمكن أن يتم فيها نشر هذه الأمور .. الهدف هو أن القارئ فى نهاية المطاف يتاح له الإلمام بجميع ما يتعلق بالظرف الذى طرأ عليه أو المرض الذى أصابه أو التحدى النفسى الذى يريد أن يتصدى له.