الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
كلية البنات تفتح ذراعيها للأولاد!

كلية البنات تفتح ذراعيها للأولاد!

جامعة كامبريدج من أقدم جامعات العالم..



 ولذلك فهى تضم كليات للبنات فقط.. لكن الزمن يتطور، والجامعات والكليات تضبط نفسها على حركة عقارب ساعة التطور.. ومن علامات ذلك ما يحدث الآن من تغييراً فى إحدى هذه الكليات واسمها كلية لوسى كافنديش، حيث تقرر لأول مرة فى تاريخ هذه الكلية - التى أنشئت خصيصًا لتعليم النساء الناضجات، وليس الفتيات اليافعات - تغيير نظام القبول والسماح للطلاب الذكور بالالتحاق بكلية البنات!

هل جاء ذلك رغبة فى مسايرة روح العصر، أم هناك أسباب أخرى؟

يبدو أن هناك أسباباً دعت لأن تفتح كلية البنات ذراعيها للأولاد، منها عدم تقدم عدد كاف من النساء والفتيات للالتحاق بالكلية.

 وسبب آخر تشرحه عميدة الكلية «مادلين اتكينز» هو تشجيع الأجيال الجديدة من أبناء الطبقة الفقيرة المتميزين بقدرات أكاديمية عالية على الالتحاق بالكلية دون اعتبار لجنس المتقدم، و«نحن نبدأ عملية اكتشاف الموهوبين علميًا فى المدارس الثانوية ونقوم بتقديم المساعدات اللازمة لهم ليحققوا أعلى المستويات، ثم نضمهم إلينا، وبلغت نسبة المتقدمين من هذه الفئة ما يزيد على 90 %، كما أننا نقبل أيضًا الرجال الناضجين المتطلعين للدراسة العليا، وصنعنا مجتمعًا جديدًا تختلط فيه النساء والبنات مع الرجال والأولاد، للحفاظ على نهج جامعة كامبريدج فى توسيع فرص الترقى الأكاديمى أمام الجميع». الكلية أنشئت فى الستينيات من القرن العشرين، للنساء فقط، فماذا تغير؟

تقول العميدة: نحن لم نكن أبدًا نضع جدرانًا عالية حتى نبقى الرجال خارج الكلية، كان ما يهمنا هو إعداد عناصر تلعب أدوارًا قيادية فى المجتمع. ومن أسباب التغيير أن النساء والفتيات أصبحن الآن متواجدات فى كل الجامعات والكليات، وليس كما كان عليه الحال عند إنشاء الكلية فى الستينيات. والآن أصبح مجتمع تلاميذنا يتكون من نساء ناضجات مع شبان فى سن المراهقة وبنات مراهقات ورجال، هذا خليط متميز ويتيح تبادل الخبرات ومشاركة الأجيال مشاعرها وتطلعاتها.

 

 

 

لكن الفكرة لم تلق ترحيب بعض المراقبين، وكتبوا فى مجلة طلبة جامعة كامبريدج، معارضين لها ومؤكدين أن هدف الكلية المحدد فى رعاية المرأة والارتقاء بمستواها الأكاديمى لم يتحقق بالكامل، وفتح أبواب كلية النساء للرجال لن يفيد فى تطوير فرص المرأة.. وأبدوا اعتراضًا شديد اللهجة على فكرة الجمع بين نساء ناضجات وفتيان مراهقين!

ردت الكلية بالقول إنها سمحت بدخول الطلاب والطالبات من الفئات الفقيرة حتى يتوفر تمثيل سليم لجميع فئات المجتمع البريطانى فى الكلية. كما أنها ستزيد فرص قبول طلاب من دول أخرى نامية.

وزاد عدد من يدرسون فى الكلية إلى أكثر من الضعف فبعد أن كانوا 400 طالبة، أصبحوا الآن ألف طالب وطالبة، كما أنه تشكل مجتمع أكاديمى متناغم بين الجنسين. 

تقول «إيللى» إحدى الخريجات - تعمل الآن سكرتيرة للكلية - وهى تسترجع ذكريات الدراسة مع نساء أكبر من والدتها، كان مجتمعًا غريبًا ليس كالمعهود فى أى كلية، لكنه متفاهم ومنسجم، لم أر طوال سنوات الدراسة أى رجل سوى عمال الصيانة والحراسة، أما الآن فالأمور تسير ببساطة وتحافظ على مفهوم أن الكلية يسودها الحس النسائى، وقد تواءم الطلاب الذكور كبارًا وصغارًا مع هذا بسلاسة وعلى الفور، وبعد أسبوعين نسينا تقريبًا أن تغييرًا قد حدث!

وقال طالب إن الجزء الصعب من عملية تقبل الدراسة فى كلية بنات، كان بالنسبة له هو الاختلاف بين الأجيال التى تدرس معًا.. بين الشباب والكبار، لكن ذلك مر بسلام.

الدكتور «بيرس هال» أحد أساتذة الجامعة يقدم نصائحه للطلاب الذكور فى كلية البنات فيبدأ بالقول أنهم محظوظون!.. فسوف يلقون عناية ورعاية زائدة وحتى مساعدات فى الدراسة، فكليات البنات لديها قاعدة هى الاهتمام الزائد بالتلاميذ.

لكن واحدة من زعيمات حركة الأنوثة فى الستينيات والسبعينيات «جيرمين حرير» وكانت تحاضر فى كلية بنات أخرى تتبع جامعة كامبريدج، ترى أن النساء يتوافقن بطريقة أفضل فى تجمعاتهن المغلقة، لكنها ترى أيضًا، أن الكليتين الباقيتين المخصصتين للنساء فقط تعيشان فى الوقت الضائع!

أما «جوزيف كال» نائب رئيس الجامعة فيقول إن قرار تحويل كلية البنات إلى كلية مشتركة للجنسين لم يكن مرتبطًا بفكرة التقسيم بين النوعين، ولم تكن أبدًا تتعلق بالرجال، إنها عملية توفير فرص التعليم العالى لمن حرموا منه لأسباب لا علاقة لها بكونهم رجالًا أم نساء، وقد حدث أن بعض هؤلاء كانوا من الرجال ولهذا تم تغيير نظام القبول.