الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حنان سليمان: أنا خجولة وست بيت خايبة

حنان سليمان
حنان سليمان

حنان سليمان.. فنانة لها من اسمها حظ ونصيب، فهى تجسد كل أدوارها بصوت وأداء ملىء بالحنان جذبت به قلوب الجماهير إليها، لا سيما فى أدوار الأم التى أجادت تقديمها على الشاشة، حيث يطغى الحب الوافر على أدائها الفنى،  فيصل الدور بسهولة لقلوب المشاهدين.



 

تتحدث حنان سليمان لمجلة «صباح الخير» عن تفاصيل مُشاركتها فى الموسم الدرامى الرمضانى المقبل، وكيف وجدت تقديمها لشخصية زوجة الأب «الأم الثانية» فى مُسلسل «جروب العيلة» بشكل غير نمطى،  فضلا عن عن علاقتها بالتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى،  ونوعية الأدوار التى تُفضلها.. وإلى نص الحوار.

• بداية.. حدثينا عن تفاصيل مشاركتك فى موسم رمضان 2023.

- أشارك فى ثلاثة أعمال فنية، وهى «الهرشة السابعة»، والذى أجسد خلاله شخصية مُختلفة تماما وكانت مفاجأة بالنسبة لى عندما قرأت السيناريو، وستكون بمثابة مفاجأة للجمهور كذلك. أيضا أشارك فى المُسلسل الدرامى «أم البنات» وأقدم فيه دور سيدة غير سوية «حقودة»، وقد انتابنى قلق كبير من تقديمها ولكن تحول الأمر للنقيض أثناء التصوير، والعمل الثالث هو «المدّاح 3» مع الفنان حمادة هلال.

• وماذا عن دور «زوجة الأب» الذى قدمتيه مؤخرا فى «جروب العيلة»؟

- «نادية» شخصية واقعية، فهناك زوجات أب يحملن الكثير من الطيبة ويرون الأمور ببساطة مثلما كانت تراها «نادية»، فقد رأت أن هذا الولد ليس له ذنب فيما فعله والده، وكان ذلك سبب عدم رفضها له، فهى سيدة متسامحة وأتمنى أن أكون مثلها، ويجب تقديم هذه النماذج فى الأعمال الفنية، مثلما نقدم الشخصيات الأخرى التى تحرص على تقديم زوجة الأب بصورة سلبية وأنها غير رحيمة وشريرة لجذب أكبر قطاع ممكن من الجمهور.

• العمل ألقى الضوء على التكنولوجيا ومدى تأثيرها على العلاقات الاجتماعية، فماذا عن علاقتك بالسوشيال ميديا فى الواقع؟

- «معنديش خُلق للشات» ولا أفضل التعامل مع التكنولوجيا بشكل عام، والسوشيال ميديا بشكل خاص، فقد كشفت ما ستره الله، ومعظم الموضوعات والقضايا التى تتصدر التريند تكون فضائح ومشاكل وقضايا شخصية، بينما نحن قديما لم نكن نسمع عن هذه الأشياء على الرغم من أنها كانت تحدث، ولكن كان لا يجرؤ أحد على المساس بحياة الآخر الشخصية. كما أن الخط الدرامى لشخصيتى فى العمل ألقى الضوء على العلاقات بين الجيران التى كادت أن تنعدم، فأنا لا أعرف جيرانى،  والكل أصبح يخاف من التعامل مع الآخر، بينما قديما كانوا يتوارثون المنازل، فكنا نعرف بعضنا البعض جيدا، لذلك لم يكن هناك تخوفات من التعارف.

• البعض يرى أنه من الضرورى وجود رسالة بالعمل الفنى والبعض الآخر لا يقتنع بذلك، فما تصنيفك لـ«جروب العيلة»؟

- أؤمن أن العمل الفنى يجب أن يقدم رسالة هادفة، وقد عملت بالفن على هذا الأساس، فإذا لم يكن له رسالة فلن أعمل به على الإطلاق، وبالتالى كان من الضرورى تسليط الضوء على العلاقات بين العائلات والجيران التى تأثرت بظهور التكنولوجيا مثلما فعل صُناع «جروب العيلة»، فعندما كُنت صغيرة شربت الحس الوطنى من الأفلام السينمائية مثل «رُد قلبى» و«فى بيتنا رجل». بالفعل هُناك أشياء سلبية بمجتمعنا، ولكننى ضد تقديمها لأنها ترسخ فى الوجدان.

• على مدار مشوارك الفنى.. هل هناك عمل فنى خجلتِ من المشاركة فيه؟

- أضطر فى بعض الأحيان للقيام بعمل ليس ذا قيمة، لأن الفن مهنتى ومصدر دخلى الوحيد، وهذا الأمر لا يحدث فى مرحلة الانتشار الفنى فقط، بل يحدث فى أى وقت، وجميع الفنانين لديهم أعمال ليست ذات مستوى، فعادل إمام على الرغم من أنه الزعيم ولكن لديه أعمال ليست ذات مستوى، لذلك أسعى بقدر الإمكان لانتقاء الأعمال فى حدود المعروض علىّ.

مسلسل مكتوب عليا
مسلسل مكتوب عليا

 

 

• وما العمل الفنى الذى شاركتِ فيه وتحرصين على مشاهدته كلما عُرض؟

- لا أشاهد التليفزيون على الإطلاق، فمهما كان العمل جيدا إلا أننى أرى أن لدىَّ مُشكلة فى أدائى،  فالفيلم السينمائى «يارب ولد» الذى شاركت فيه بشخصية «هدى» كنت دائما أدعو الله ألا يُشاهده أحد، لأننى «كنت مخنوقة من نفسى للغاية»، ولكن هناك عمل واحد أعتز به وأحب مشاهدته وهو المُسلسل الدرامى «الضوء الشارد»، فشخصية «موزة» من أحلى وأجمل الأدوار التى جسدتها، وكانت بعيدة كل البُعد عن شخصيتى،  وكان من المستحيل أن يرانى أحد فى هذه الدور فى توقيت عمل المُسلسل، والذى اعتذر عن أدائه كل الفنانين بسبب ضعف الأج

• هل هناك نوعية مُعينة من الأدوار تفضلين تجسيدها بأعمالك الفنية؟

- أفضل تجسيد الشخصيات البعيدة عنى فى الواقع، حتى لا أفقد مصداقيتى وأصبح «محروقة» لدى جمهورى فيعلم ما سيحدث لها فى الأحداث، فأنا أقدم دائما شخصيات طيّبة وهو ما يزعجنى،  لأننى أشعر بأن جمهورى قد حفظنى.

• وماذا عن أسباب اختفائك فنيا فى مرحلة من مراحلك الفنية؟

- سبب اختفائى أننى فى بداياتى لم أكن مؤمنة بفكرة الانتشار الفنى، بل مؤمنة بما درسته وما زلت عليه، ولكننى أصبحت واعية بشكل أكبر الآن، فدفعت ثمن عدم إيمانى هذا ورفضى المُتكرر للأعمال التى تُعرض عليّ، فتم تجاهلى لسنوات طويلة ولم أقم بعمل «المال والبنون» إلا بعد أربع سنوات من التقاعد بالمنزل، ثم جلست ثلاث سنوات إلى أن شاركت فى «الضوء الشارد»، فمعظم الأعمال الناجحة التى قدمتها كانت مشاركتى بها بالصدفة البحتة وأثناء فترة اختفائى.

• هل قناعاتك الشخصية كانت سببا لرفضك للأعمال فى هذا التوقيت؟

- كنت مطلوبة بشكل مُبالغ فيه، وأخذت ثقة كبيرة فى ذاتى،  فقررت ألا أقدم سوى الأدوار التى أقتنع بها فقط لأنها مسئولية كبيرة على عاتقى،  فكنت أقرأ الأعمال الفنية التى تعرض عليّ فإذا وجدتها مناسبة لى ولقناعاتى أوافق عليها، وإذا كانت على النقيض أحاول بقدر الإمكان الاعتذار عنها.  واكتشفت فى النهاية أن هذا «كلام فاضى»، وقررت بعد سنوات طويلة أن أقبل كل الأدوار ولا أرفض أى دور أرشح له، وأصبح المُخرجون يروننى الآن بالشكل الذى يُريحنى إنسانيا ويُناسب قناعتى الشخصية، وأعتبر نفسى محظوظة بذلك، فالأدوار الجريئة لم يجرؤ أحد على ترشيحى لها سوى فى بداياتى الفنية.

• ولماذا لم تستعينى بأصدقائك من الوسط للمساعدة فى محنتك؟

- أرى فى بعض الأحيان أن العلاقات الإنسانية كاذبة، خاصة حين تكون مبنية على المصالح، وليست علاقات حقيقية صادقة، فلا أحب أن أكون جزءا منها، ولدىَّ مُشكلة كبيرة وهى أننى منغلقة بدرجة مبالغ فيها، لدرجة أننى أقوم بتصوير مشاهدى وأذهب لغرفتى على الفور، والعلاقات تكون طيبة خلال فترة تصوير العمل ثم تنتهى فور الانتهاء منه، وبسبب ذلك فأنا ليس لدىَّ أى كواليس عمل على مدار مشوارى الفنى إلا فى مُسلسل «هبة رجل الغُراب»، لأن تصويره استغرق ما يقرُب من عام ونصف العام، فالأجيال الجديدة لا تشبهنى وبعيدة عنى.

• إذن كيف تخطيت هذه الفترة الصعبة؟

- كان هناك إحساس قوى وخفى بداخلى،  وهو أننى أصبحت غير مطلوبة وغير محبوبة، ولكن الحياة علمتنى أنه فى كل محنة تولد المنحة، فدائما أرى فائدة الأشياء السيئة التى تحدث فى حياتى وطوّرت من موهبتى خلال هذه الفترة، وشاهدت أعمالا فنية كثيرة، لأن كثرة المشاهدة تُحدث للفنان تطور خفى.

• كيف تقضين أوقاتك بعيدا عن الفن خاصة أنك شخصية مُنغلقة؟

- أقوم بطهى الطعام لابنى وتنظيف منزلى،  وهذا يستغرق وقتا طويلا، لأننى «خايبة» ولا أجيد فعل ذلك. كما أقضى طلباتى الضرورية التى أجّلتها بسبب التصوير، وفى بعض الأحيان ألعب «بازل» و«سودوكو» و»كاندى كرش».

• ما الصفة الشخصية التى تريدين التخلص منها؟

- أنا إنسانة خجولة بطبعى،  ولا أحب أن أطلب شيئًا من أى شخص، فكنت أخجل كثيرا وأنا آخذ مصروفى من أهلى،  ولكن من أبرز الصفات التى أكرهها فى نفسى هى الخوف، الذى يجعلنى دائما مُترددة وأتراجع فى قراراتى.