الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ليلى وسلوى ومعالى وراجية وشادية!

 من صديقاتى ومعارفى اخترت خمسا منهن! كل واحدة «نمط» خاص. عالم خاص، دنيا خاصة .. وتعترف صديقاتى أنى أجيد  لعبة «تحليل» الشخصيات. والبعض يعمل حسابا لعدساتى التى أوظفها في تحليل السلوك الإنساني ولا أعرف من أين أتقنت هذه اللعبة. وأنا أسميها لعبة، لأنها اجتهادية بحتة لا تستند على أى علم.



أحب  أن أذكر أننا حين نفهم «كيمياء» من نصادقهم، رجالاً  أو نساء،  نتحاشى «سوء الفهم» والخلافات. فأنا كصديقة، غير مرهقة لماذا ؟ لأنى أعامل صديقاتى كما هن لا أفترض أنهن مثاليات! و النماذج الخمسة اخترت لهن أسماء مستعارة.. حتى لا يغضبن منى!

• ليلى : جميلة وتافهة!

 تعتقد «ليلي» أن التفاهة جعلتها ناجحة مع الجنس الآخر! هى جميلة وناضجة كأنثى وتلفت النظر بل وتدير الرؤوس. هى قنوعة جدا بجمالها الآخاذ وفتنتها الطاغية وقوامها الممشوق وتعترف أن الرجال مهما بالغوا فى حبهم واحترامهم للمرأة الناضجة عقلا،  يهتمون أكثر بالناضجة بدنا وأنوثة! وليلي، لا تقرأ كتابا وتنفر من قراءة الكتب، وتهتم بجسدها اهتماما لا يتصوره عقل، فكل امرأة منا تهتم  بمظهرها بلاشك، ولكن ليلى تقضى فى الحمام أضعاف ما نقضى جميعا، ونجاح ليلى مع الجنس الآخر هو قمة النجاح فى مفهومها.

وهى لم تتزوج بعد لأن أحدًا لم يسيطر عليها بعد، بل هى التى تسيطر عليهم! وشقاء الجميلة «ليلي» لا حدود له عندما تعرف أن واحدة من صديقاتها تزف إلى عريسها!

 ولا تزال تؤمن أن الاهتمام الشديد بجمالها فوق أى اهتمام  لأن الرجال لا يحبون «الزعيمات»! التفاهة عندها لها مفهوم خاص: بلاش وجع دماغ، أنا ست . هو راجل ، مفيش راجل  بيتجوز راجل !!

• سلوى : المصدومة دوما!

 سلوي، أقرب صديقاتى إلى نفسى حساسة لدرجة هائلة، كلمة عفوية تؤذيها  نظرة، مجرد نظرة تجرح مشاعرها، إذا سمعت خبرا سيئا عن إنسان لا تعرفه بكت بدموع حقيقية. تقتلنى حساسيتها  المفرطة!

لأنها سر مشاكلها فى الحياة، كلام الناس يدوس مشاعرها، نظرات الناس  تذبح أحلامها. عاطفية لدرجة كبيرة  فترى  الناس من دائرتها البيضاء. تراهم أنقياء، بسطاء، أصفياء القلب ثم تكتشف أنهم أبالسة، معقدون .. حقودون فتصدم! من فرط الحساسية، تترقى عليها الصدمات  كثيرا ما أحاول  أن أسلمها (حزاما واقيا ) أو حاجز أمواج من الصدمات.

 فتقتنع به قليلا ثم تعود لطبيعتها! أصدقاها قليلون. صديقاتها نادرات. الإخلاص عندها طبيعة. الحب عندها عقيدة. الخيانة فى نظرها مدمرة! أحب فى سلوى صدقها مع نفسها ولن أرهق الآخرين.

• معالى : الخائفة المرتجفة!

لا أعرف الكثير عن طفولة معالى، ولكنها خائفة، مترددة مرتجفة،  تخاف أشياء لم تقع ترتعد من أشخاص لم تقابلهم، حياتها خوف فى خوف! لا أدرى مم تخاف. عندما أقضى معها وقتا،  أشعر أن فى أعماقها قشعريرة فى الخوف. وعندما أفاجئها  بسؤال ما، ترتعش!

خافت من الزواج! فلم تتزوج. خافت من العمل، فلم تعمل. خافت من الحب، فهى  خالية القلب! خافت من الصداقة، فهى ليست صديقة حقيقية لأحد! وعندما كانت  معالى  فى الجامعة، تدرس الفلسفة، كانت تلك فى كل ما حولها. كان لها افتراضات معينة فإذا لم تتحقق، شعرت بالخوف! هل  دراسة الفلسفة- أحيانا - تلخبط مخ دارسها ربما! ومعالى  لا تريد أن تتزوج، فإذا تزوجت لا تريد إنجاب أطفال ترى أن عالمنا عالم حزين، ولا يجب  أن ندفع بأطفالنا  فى ألوان الحزن والوجع! أعرف أن معالى حالة، حالة تأمل  وربما تصوف، وربما حزن لا ينتهى! لكن معالى - وهذه أعظم مميزاتها - تفكر ورغم هذا، تخاف! تخاف من أى ارتباط. تحب أن تحيا كفرع جاف! سألتنى مرة: لماذا جئنا هذه  الحياة بعقول. إن البهائم أسعد منآ!

• راجية: الشريرة بأناقة!

راجية لا تعترف مطلقا أنها «شريرة». الشر فى دمها. الشر يسيطر على سلوكها! تقول لنا نحن صديقاتها أنا أدافع عن نفسى ضد عالم ظالم! تعتبر راجية نفسها مظلومة.. مظلومة دائمًا، ومعتدى عليها دائمًا. تضطر للدفاع عن نفسها. الشر وسيلتها! لها ألف وسيلة ووسيلة! بالنميمة مرة. بالكذب مرات. بالفتك الهادئ أحيانا. المهم أسلوب من الشر شديد الأناقة. يغلفه صوت هامس لا يرتفع مطلقا، ولمسة دلع وتظاهر بالبراءة لا يكشفه أذكى الرجال!

 وراجية لا قلب لها: فقد أسقطت قلبها منذ أن خدعها ثلاثة رجال خلال ثلاث تجارب متوالية! ومنذ ذلك اليوم ،  لا تعامل ضميرها، ولا يهمها ماذا أصاب ضحيتها!أنا شخصيا أعامل «راجية» بحذر لسبب خاص جدا، لأتقى شرورها.

• شادية : المال سيد الأخلاق!

لم أعرف واحدة من صديقاتى أو معارفى «تعبد» الفلوس مثلما تعبدها  شادية! إننا  جميعا نعمل من أجل المال ولكن ليس بهذه الصورة البشعة! لا مبادئ ولا قيم لا أخلاق. المهم أن تصلها فلوس ، فلوس! وهى فى سبيل هذا «تسترخص» كل شيء ثمين! وشابة جميلة، ومن طبقة متوسطة، وتعتقد أن جمالها، لم «يثمن» جيدا. تزوجت وطلقت، وتزوجت مرة ثانية وطلقت! وفى كل مرة «تكسب» مؤخر الصداق! كسبت كثيرًا. وأقامت فى فيللا. وحققت أحلامها! لكنها فى تقديرى خسرت كل شيء. صارت هيكل إنسان، لأنها تؤمن عن قناعة أن المال سيد الأخلاق!