الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أسطورة باربرا والترز..

أسطورة باربرا والترز..

إنها باربرا والترز ملكة الحوارات التليفزيونية الشهيرة، التى رحلت عن دنيانا مع نهاية عام 2022 وكانت فى الـ 93 من عمرها.. 



قبل أن تقرّر الابتعادَ عن الظهور المنتظم على شاشة التليفزيون الأمريكى فى مايو 2014 عاشت باربرا 50 عامًا من العمل التليفزيونى الدؤوب والمتواصل والحوارات المتميزة مع أصحاب الشهرة والنفوذ.

 

ولذا فإن حكاياتها حواديت باربرا «لا أول لها ولا آخر» فى مشوار عُمْر امرأة عاشت وعشقت حياتها وعملها التليفزيونى وطرحها للأسئلة واستماعها للأجوبة ومعايشتها الدائمة للأسماء البارزة. القائمة الطويلة لـ «ملكة الحوارات» ضمت السادات وكاسترو وبوتين وشاه إيران وعرفات والقذافى وتاتشر ورؤساء أمريكا من نيكسون إلى أوباما.. وحاورت أيضًا الأميرة ديانا والنجمة إنچيلينا چولى والممثلة القديرة كاترين هيبورن.. ومونيكا لوينسكى وآخرين من نجوم الفن والمجتمع والشهرة.

أخذت المذيعة والمُحاورة الشهيرة قرارَ الابتعاد عن الشاشة وهى تبلغ من العمر 84 عامًا، إلا أنها عادت فى ديسمبر 2015 للشاشة لتجرى حوارًا مع دونالد ترامب وعائلته مع تطلعه للبيت الأبيض. وآخر ظهور لباربرا فى مكان عام كان سنة 2016. وكانت فى سنواتها الأخيرة تعانى من أعراض الزهايمر. 

 

 

 

«باربرا» وُلدت فى 25 سبتمبر 1929 فى بوسطن.. دخلت فى مجال الإعلام والتليفزيون كمُحررة ومُعدة برنامج بشبكة «إن بى سى» عام 1961 ثم قامت بأدوار أخرى بها. وفى عام 1976 كان ظهورها على الشاشة كمذيعة أساسية لنشرة الأخبار المسائية فى شبكة «اى بى سى» كأول امرأة تكون فى هذا الموقع المميز. وصارت صاحبة برامج خاصة وحوارية. وقد تزوجت باربرا وطلقت أربع مرات ولها ابنة. وقد قدرت ثروتها لدى وفاتها بنحو 170 مليون دولار. كما أنها أصدرت مذكراتها عام 2008 بعنوان Audition «بروفة» أو «ما يُعد استعدادًا للشو القادم». وفيها تناولت باربرا بصراحتها وجرأتها تفاصيل حياتها ومواقفها من كل من مرّت بهم. وفى مذكراتها خصصت فصلاً كاملاً لما أسمته بـ «الحوار التاريخى: أنور السادات ومناحم بيجن».

وتروى فيه تفاصيل وصولها إلى إجراء حوار تليفزيونى مع السادات وبيجن معًا عام 1977. «باربرا» لسنوات طويلة وبعد تعدد لقاءاتها مع السادات لم تمل من الحديث عن انبهارها بالسادات وتلقائيته وجاذبيته فى الحديث وقدرته الفائقة على التواصل (حسب وصفها). وأن السادات كما قالت «لا يزال عالقًا فى البال والذاكرة» أكثر من أى شخص آخر التقت به وحاورته. كما كانت حريصة فى مذكراتها على أن تشير إلى كيف أن السادات كان ينطق اسمها مشددًا على بعض الحروف «باررباارا».

والكثير ممن تحاورت باربرا معهم أو معهن اعترفوا فيما بعد بأنهم وهم معها كان فى إمكانهم أن يبوحوا بمكنون نفوسهم لها وربما لها وحدها دون حرج أو ندم، وما أروعها تلك اللحظة الإنسانية التى تشعر معها باربرا بأنها «كلها آذان صاغية» وأنها هى أكثر من غيرها القادرة والراغبة فى الاستماع إليك؛ بل الأهم أنك متأكد من هذا الشعور وعلى يقين بهذه القناعة!! باربرا خلال سنوات مشوارها ظلت حريصة على إبقاء وتعميق الثقة التى اكتسبتها سواء من جانب من تحاوره أو من جانب المُشاهد لحواراتها.

باربرا والترز لها حكاية أخرى مع مصر بجانب السادات، إذ إن والدها «لو والترز» كان يملك ناديًا ليليًا فى نيويورك فى منتصف القرن الماضى يسمى «الحى اللاتينى» وكان يقدم فيه استعراضات راقصة. وكانت من ضمن الراقصات اللائى شاركن فى هذه الاستعراضات سامية جمال. النادى الليلى تم تأسيسه عام 1949. وبعد عامين كانت سامية جمال من إحدى الراقصات فى «الحى اللاتينى». وكانت سامية جمال فى السادسة والعشرين من عمرها عام 1950 عندما ذهبت إلى الولايات المتحدة. وخلال تواجُدها فى أمريكا تزوجت من كان يطلق على نفسه لقب «مليونير تكساس» واسمه «شيبرد كينج الثالث» اتضح فيما بعد (كما يقال) بأنه كان لا يملك أكثر من 50 ألف دولار.

إن باربرا والترز (كما أشادت بها إعلاميات شهيرات) كسرت الحواجز وتغلبت على العوائق وتخطت الصعاب وكل ما واجهته من تحديات لكونها امرأة.. عملت فى مجال تنافسى شرس هو التليفزيون. كما أن السنوات مرّت وتقدّم بها العمر إلا أنها ظلت كما كانت دائمًا محتفظة وأيضًا معتزة برغبتها فى طرح الأسئلة ومكاشفة المشاهير وتحمل تبعات جرأتها ودفع ثمَن تلك الجرأة والصراحة مَهما كان!.