الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شئ ما

هل هذا هو الحب؟!!

بكل الحب أتلقى رسائلكم.. وهذه الرسالة عن: الحب! وصلتنى من شاب «ناضج» يسأل: هل هل هذا هو الحب؟!



وسبب السؤال أن الرسالة أصلاً جاءته من فتاة تَعَرَّف بها منذ وقت قريب وأثارت فكره بسلوكها.. ورسالتها! وأفتح أبواب المناقشة.. بعد قراءة هذه الرسالة:  

«أريد أن أحكى لك ما حدث.. وما دار بذهنى فى كل لحظة، وبكل صدق، ووضوح.

عندما وصلتُ إلى مدينتى مع بداية الإجازة الصيفية، لم أجد غير أمّى فى البيت، قابلتنى بمنتهى الفرح، بكت لأنها وجدتنى فى غير حالتى.. وقالت إن صحتى ليست بخير، وإن وجهى يملؤه الشحوب والاصفرار.

لأول مرّة أشعر أننى لا أستقبل أمّى باللهفة التى تعودت عليها.

تمنيت أن تتركنى.. كنت أريد أن أخلو بنفسى فقلت لها إنى مرهقة، وأريد أن أنام.. فتركتنى وهى تدعو لى، وأنت تعرف معنى دعاء الأم.

أغلقتُ باب حجرتى، وألقيتُ بجسدى على الفراش، كأننى كنت فى رحلة «مشى على الأقدام»! ورغم تعبى لم أنم.

رجعتُ بذاكرتى إلى ما فات.. إلى أحد عشر يومًا كنت خلالها من أسعد المخلوقات على الأرض.. هل تعرف لماذا؟! لأنى عرفتك فى اليوم الأول منها وكنت أراك خلالها.

رجعت بذاكرتى إلى كل كلمة سمعتها منك، إلى كل كلمة أغضبتنى وأسعدتنى.. إلى كل حركة وكل لمحة منك.. تذكرت كل هذا وكأنك معى.. أحدّثك وتعاندنى، أحدّثك وتسعدنى، أحدّثك وتغضبنى.

تخيلت كل هذا وتذكرته وأنا على سريرى، وفجأة قمت لأحضر ورقة وقلمًا من أجل أن أكتب لك. وسألت نفسى: ماذا أكتب؟ ولماذا؟

وضعت الورقة والقلم مرّة أخرى، وقلت لنفسى: لن أكتب لك، حتى لا تظن أنى مَثلاً يعنى.. أحبك!

وإذا وصلك هذا الخطاب، هل تظن أنى أحبك؟!

هل كلماتى تدل على أنى أحبك؟ إننى فعلاً أفتقدك، أشعر أننى أريد أن أراك دائمًا، ألوم نفسى لأننى لم أركَ كل يوم، خلال الأيام التى عرفتك فيها.. أقول كل هذا ولا أظن أنى أحبك!

كل ما فى الأمر أنك شىء لم أعهده من قبل.. لقد أعجبتُ بك فقط، أعجبتُ بك إعجابًا عقليًا، لم أشعر به حيال أى رجُل، أخذت بهدوئك وشخصيتك وبساطتك، وبما كان يتألق فى عينيك من ذكاء وقّاد كلما احتدم ذهنك فی حديث جدّى، هذا كل ما دار بذهنى فى اليوم الأول لوصولى.

فى الأيام التالية وجدتُ نفسى أكتب لك كل يوم خطابًا.! ولكنى كنت أمزّقه بمجرد أن أقرأه، مرّة أخرى تسأل لماذا أفعل ذلك؟ وتستغرب أيضًا عندما أجيب إننى لم أبعث إليك لمجرد التفكير فى أنى سوف أقول لك إنى... مريضة! ولن تهتم أنت بهذا.. حتى بالسؤال عنّى.. هل تعرف لماذا؟ لأنك أنت «الأستاذ الكبير» الذى يريد مَن يبادله أفكاره بنفس حجمها وعمقها. «الأستاذ الكبير» الذى يستطيع أن يضع أى إنسان مَهما كان فى سجن خيالاته، لأنك أيضًا لا تريد أن تضيّع وقتك مع مجرد «بنت» من السهل جدًا أن يمر عليك كل يوم عشرات مثلها.. وأنك تريد شيئًا جديدًا.. أفكارًا جديدة.

وأظن أنها ليست عندى: أنا!!

تأكد أننى أيضًا أفكر.. بقدر سنّى ولن أتعامل إلا مع مَن يبادلنى أفكارى المتواضعة، فهى بالنسبة لك، عكس ما تريد، أمّا أنت فهو ما كنت أريد، لكنى وجدت نفسى لن أستطيع أن أعاملك بأسلوبك.. لن أستطيع أن أتحداك إذا تحديتنى! سوف أكون أنا المهزومة دائمًا!

لكن يا أستاذى.. هل تنتظر أن تكبر أفكارى أنا الأخرى؟! هل تعلمنى كيف أتحداك؟!

هل تعلمنى ألا أهزم أو أستسلم للهزيمة؟!

قلت لى قبل أن أسافر، أننى يجب أن أغيّر من نفسى، لكننى لا أستطيع أن أقول لك إننى فعلاً قد تغيّرت، كل ما فى الأمر أننى أضحك دائمًا! ذهبتُ إلى الحدائق بعد خروجى من المستشفى- لم أذكر لك أننى دخلت المستشفى- تعبتُ كثيرًا.. تسلقت الشجر هناك، وتعلمت كيف «أسوق» الدرّاجات!.. واشتريت أقمشة فساتين جديدة.. وارتديت الفستان الأول منها.

وقد رقصتُ أيضًا.. رقصتُ كثيرًا، على كل نغم، وأنا التى لم تعرف الرقصَ، أو تهواه.

هل تغيّرت؟.. لن أقول نعم، لكنى سوف أنتظر حتى أحضر إليك.

ملحوظة: لقد حدّثت ماما وأصدقائى عنك كثيرًا.. هل يضايقك هذا؟!

«أغنية.....».

انتهت الرسالة، ما رأيكم؟!

هل هذا هو الحب؟!