الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ســلام شامــل وعــادل

قبل انعقاد القمة الثلاثية بالقاهرة
قبل انعقاد القمة الثلاثية بالقاهرة

الاهتمام المصرى التاريخى والراسخ بالقضية الفلسطينية، والتأكيد الدائم على أن فلسطين هى قضية العرب المركزية، وأن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية هى أحد أهم ثوابت السياسة المصرية كان محور القمة الثلاثية التى عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية مع الملك عبد الله الثانى بن الحسين ملك الأردن والرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين.



 

وفى البيان الختامى لاجتماعهم أكد القادة ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة واستمرار جهودهم المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين، الذى يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من «حزيران»  يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى وجلالة الملك عبد الله الثانى بن الحسين على دعمهما الكامل لجهود الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به القضية الفلسطينية وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة.

وشدد القادة على ضرورة توفير المجتمع الدولى الحماية للشعب الفلسطينى الشقيق وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسى حقيقى يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، محذرين من خطورة استمرار غياب الأفق السياسى وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار.

وأكدوا ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللا شرعية التى تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل والتى تشمل الاستيطان ومصادرة الأراضى الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمدن الفلسطينية، وانتهاك الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها.

كما شددوا على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبما يضمن احترام حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك «الحرم القدسى الشريف» بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك «الحرم القدسى الشريف»، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هى الجهة الوحيدة المخولة إدارة شئون المسجد الأقصى المبارك وتنظيم الدخول إليه.

 

مصر لا تدخر جهداً لصالح الأشقاء
مصر لا تدخر جهداً لصالح الأشقاء

 

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس محمود عباس على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فى القدس ودورها فى حماية هذه المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.

وطالب القادة بضرورة توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام، الذى يعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطينى الشقيق، لما لذلك من تأثير على وحدة الموقف الفلسطينى وصلابته فى الدفاع عن قضيته، وعلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة ومؤثرة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة لأبناء الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة.

وأشاد الملك عبد الله الثانى بن الحسين والرئيس الفلسطينى محمود عباس بالجهود المصرية المبذولة للحفاظ على التهدئة فى القطاع وإعادة الإعمار، مع التأكيد مجددًا على مسؤولية المانحين الدوليين فى جهود إعادة إعمار القطاع.

كما شدد القادة على أهمية استمرار المجتمع الدولى فى دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة توفير الدعم المالى الذى تحتاجه للاستمرار فى تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممى، لا سيما فى ظل الدور الإنسانى والتنموى الهام الذى تقوم به الوكالة لصالح أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق.

واتفق القادة على استمرار التشاور والتنسيق المكثف فى إطار صيغة التنسيق الثلاثية المصرية- الأردنية- الفلسطينية على جميع المستويات، من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام، وفقًا للمرجعيات المعتمدة، وذلك فى إطار الجهود الرامية لمساعدة الشعب الفلسطينى الشقيق على نيل جميع حقوقه المشروعة، وفى مقدمها حقه فى الحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة على ترابه الوطنى على أساس حل الدولتين.

وعلى هامش القمة، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، الملك عبد الله الثانى بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، حيث رحب الرئيس بزيارة أخيه جلالة الملك عبدالله، مشيدًا بقوة العلاقات التاريخية بين مصر والأردن، وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط أخوة ومودة ومصير مشترك، مؤكدًا أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين، خاصةً فى ضوء ما يجمعهما من توافق فى الرؤى والمصالح، وفى ظل التحديات الكبيرة التى تشهدها المنطقة.

من جانبه؛ أعرب العاهل الأردنى عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، وترحيب الأردن بالمستوى القائم للتنسيق المشترك مع مصر للتعامل مع مختلف الأزمات التى تمر بها دول المنطقة والتى تهدد أمن واستقرار الشعوب العربية، مشيدًا فى هذا السياق بالدور المحورى لمصر فى خدمة القضايا العربية وجهودها لتعزيز التضامن العربى.

وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائى، خاصةً ما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجارى.