الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حكايات العرب من «بيت العرب»

جناح مصر الأكبر
جناح مصر الأكبر

نجح المعرض العربى للأسر المنتجة «بيت العرب»، فى جمع تراث وثقافات وحرف يدوية عربية متنوعة تحت سقف واحد، كما أتاح لزائريه فرصة استثنائية للقيام بجولات متتابعة فى عدة بلدان عربية فى آن واحد ومكان واحد.. وبدأ المعرض بجناح المملكة الأردنية الهاشمية وفيه نظرة متعمقة للثقافة والتراث والأصل الأردنى، لتمر بقطر حيث الملابس والعبايات المميزة، وبعدها تعبر إلى فلسطين لتجد مشغولات يدوية أنتجها أسرى فلسطينيون داخل سجون الاحتلال.



 

وخلال الجولة تأخذك رائحة البن اليمنى المميز إلى جناح اليمن، مرورا بالكويت وليبيا والصومال وموريتانيا والسودان والإمارات وعمان، وصولا إلى جناح السعودية والذى شهد تجمعا كبيرا من زوار المعرض، حيث كان العارضون ينفذون منتجاتهم اليدوية أمام أعين الزوار.

خلال جولة «صباح الخير» ببيت العرب التقت بـالسعودى سلمان الحمد، والذى يعمل لأكثر من 40 عاما تقريبا فى صناعة «البشت السعودى» وهو الزى الذى يحرص السعوديون على ارتدائه فى صلوات العيد والجمعة، والأفراح والأعياد والمناسبات المختلفة.

وقال الحمد - فى تصريحات خاصة - إن البشت يصنع من خيوط وخامات مختلفة، وتختلف بالطبع خامات فصل الصيف عن خامات فصل الشتاء، موضحا أن أهم ما يميز البشت السعودى هو التطريز اليدوى حيث التطريزات متنوعة.

ويستغرق تطريز البشت الواحد 15 يوما، حتى يكون متقنا ومرتبا، لذلك تختلف أسعار البشت من 2000 ريال سعودى وحتى 3500.

أما بدرية المطيرى- تمثل إحدى الأسر السعودية المنتجة- فقالت إنها سعيدة بتواجدها فى مصر، مؤكدة أن هذا المعرض مميز للغاية، لأنه يضم ثقافات عربية متنوعة، وهذا ولد نوعا من الألفة والود والتقارب بين العرب، خصوصا عندما نطلع عن قرب على ثقافات وعادات وتقاليد وحرف الشعوب الشقيقة الأخرى، موجهة الشكر لمصر على إتاحة تلك الفرصة العظيمة.

 

 

 

وتحدثت المطيرى عن معروضاتها من «السدو»، وقالت: السدو يعكس ثقافة البدو الرحل، وتبدأ الفتاة بتعلم هذه الصنعة من سن 4 سنوات، وفى البداية كانت هذه الحرفة غير تجارية، أما الآن وبعد تطويرها أصبحت حرفة تجارية، ويتم تداولها بأشكال وتصميمات مختلفة، ولها جمهور مختلف».

وأضافت: «المنتج اليدوى له خصوصية شديدة فيختلف عن المُصنع لأنه يتم تصميمه بناء على ما يريحيك ويناسبك، فهو منفذ خصيصا سواء فى التصميم أو الألوان».

وتابعت المطيرى: «الحرفة اليدوية دائما أجد فيها الاستمتاع لأننى أخرج بها عن ضغوط الحياة وصعوباتها، فمن يعمل بأى حرفة يدوية سيجد راحة شديدة».

سلاسل ونسيج

أما جناح الأردن فقد ضم العديد من منتجات التجميل وأشكالا متنوعة للسلات ومصنوعات الفسيفساء، وتصميمات متنوعة للأصواف.

وقالت د. أغادير جويحان، إن جميع المنتجات اليدوية المعروضة صديقة للبيئة ومن البيئة، فمثلا صناعة السلات تعتمد على استخدام سعف النخيل وقشر الموز، ويتم تصنيعها بأشكال وتصميمات مختلفة تناسب اختلاف الأذواق والاستعمالات.

 وفى جناح قطر، قال عبدالعزيز السعدى بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة بدولة قطر: «نشكر مصر على حسن الضيافة، وهذا المعرض شهد تبادلا كبيرا للأفكار بين العارضين العرب، وعمل على تنمية روح المشاركة والألفة بينهم». وتابع السعدى: «تتنوع المعروضات ما بين عبايات وشالات وشنط السدو وخزف وعطورات ومأكولات حيث يتم عرض منتجات مختلفة لثمانية وعشرين أسرة منتجة، لدعمهم وتشجيعهم وتطوير أفكارهم وتسويق منتجاتهم بحيث تصل للسوق العالمية، حيث إنه يتم استهداف تحويل الأسر القطرية من مستهلكة إلى منتجة».

وأكد السعدى، أن معروضات باقى الدول فى المعرض تؤكد أننا أصبحنا جميعا كعرب على الطريق الصحيح نحو رجوع ريادتنا فى مجالات الإنتاج، وقد حرصنا فى المعرض على أن يكون المنتج النهائى المتواجد مغلف بصورة عصرية مثل الذى يباع من شركات عالمية، وبسعر منافس، فالمنتجات المعروضة مرتبة للغاية وتحاكى نظيراتها العالمية.

 

 

 

لوحات حجرية

وفى جناح موريتانيا، قالت مكفولة حميدة –  إحدى العارضات بالجناح – إن أبرز المعروضات بالجناح هو بلح الرطب والأدوات المكتبية واللوحات المصنوعة من الحجارة. وأشارت إلى أن الإقبال كان مكثفا على الرطب.

أما فى جناح فلسطين، فقد قال الفلسطينى إيهاب أصلان، إن المعرض يتميز بالدقة فى الترتيب والتأمين للعارضين والزوار.

وأضاف أن الجناح يعرض العديد من المنتجات المختلفة مثل زيت الزيتون والتوابل والزعتر والمرمية والأشغال اليدوية والتطريز والرمال الملونة أساور يد صنعها الأسرى داخل سجون الاحتلال.

وأوضح أصلان، أن مهنة الرسم بالرمال الملونة حرفة فلسطينية أصيلة اشتهرت فى القدس، وتنال إعجاب الكثيرين حول العالم حيث يمكنهم كتابة اسم أو ذكرى مميزة بالنسبة لهم، فى زجاجات الرمل والاحتفاظ بها أو مشاركتها مع من يحبونهم.

ومن جناح فلسطين إلى جناح اليمن قال رائد محمد الشريحى، أحد العارضين، إن المعرض فرصة جيدة لمشاركة وتبادل ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا مع إخواننا العرب، ووجه الشريحى الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى لرعايته مثل تلك الفاعليات، مؤكدا على حسن الضيافة والاستقبال فى مصر.

وحسب الشريحى، فإن الجناح احتوى على معروضات يمنية متميزة مثل العسل والزبيب القهوة البيضانى والإكسسوارات والزى اليمنى والبخور والتوابل اليمنية وأشهرها بهارات المرق وبهارات المندى والكارى، والثوم الذكر اليمنى والذى يعزز المناعة ويعالج جرثومة المعدة وأمراض الضغط والسرطان، كما حوى الجناح عرض متنوع لجميع أنواع البن اليمنى مثل اليافعى والحمادى والمطرى مؤكدا على جودته ومذاقه المميز قائلا بلهجة يمنية: «اللى ميدوقش البن اليمنى ما شرب قهوة».

 

 

 

ثقافة الإنتاج

ومن جناح سلطنة عمان، قالت صفية المحرزية والتى تمثل إحدى الأسر العربية المنتجة المشاركة: إنه يشرفنى وجودى فى القاهرة ومصر كمنتجة صغيرة، وإن مشاركتى فى المعرض علمتنى ما يمكن أن نسميه ثقافة الإنتاج. وأضافت: «لى الكثير من الخبرات والتجارب الجيدة، وهذا شىء إيجابى للغاية، حيث تبادلنا ثقافات فيما بيننا والأشياء المبتكرة تعلمناها من الآخرين وعلمنا نحن أيضا».

وأضافت المحرزية، أن المنتجات العمانية تعكس التراث والأصل العمانى، «اللبان العمانى» من أشهر المنتجات التى لاقت إقبالا وهو مستخرج من شجرة تنمو فى المحميات، تخرج منها ثمرة اللبان التى يتم تجفيفها ثم يتم التبخير بها، وتستخدم كطارد للطاقة السلبية ومعقم للجو، كما يستخدم كمضاد حيوى عند نقعه فى الماء وشربه.

وتابعت المحرزية: شهدت الفضة العمانية إقبالا شديدا، لأنها تتميز عن غيرها وتتفرد بالدقة من خلال النقشة المميزة تفاصيل إسلامية عربية بحتة، وتظهر تفاصيل التراث العمانى.

وفى جناح السودان، قالت عارضة سودانية، إن الحنة والبخور والدلكة السودانية من أكثر المنتجات التى شهدت اقبالا فى المعرض، فهى مميزة للغاية، وطلبها الكثير من العرائس خلال المعرض.

وفى جناح الإمارات العربية المتحدة، قال إبراهيم سالم مسئول المشروعات والبرامج للأسر المنتجة، أن الجناح شمل الحرف المميزة مثل صناعة الخوص والفخار والتلى وغيرها من الصناعات التراثية المعبرة عن البيئة الإماراتية، بجانب البخور والمباخر، وبعض المنتجات الأخرى مثل السعفيات والمجسمات والإكسسوارات التى شهدت إقبالا كبيرا.

وأضاف إبراهيم أنه فيما يخص المنتجات الغذائية فالمنافسة الطيبة كانت بينا وبين الدول الشقيقة مثل السعودية واليمن، خصوصا فى منتجات مثل العسل والقهوة والبخور والتمور.

وأكد سالم أن ومن المشاركة فى «بيت العرب» أسعدت كل المشاركين متمنيا الإعادة لمرات وبصفة دورية، كونها فرصة جيدة كنوع من الشراكة المستقبلية للدول العربية فى مجال دعم وتمكين الأسر المنتجة اقتصاديا ومعرفيا، كما أنه فرصة جيدة لتبادل الخبرات وأرقام التواصل والتنسيق المستقبلى لأية فعاليات مستقبلية.

 

 

 

ومن جناح الصومال، قالت رقية إن الجناح شمل العديد من الملابس المميزة، والتى تقترب من بعض الثقافات الأخرى، وأكدت أن تواجدها فى المعرض وضع أمامها أفكارا جديدة فى عملها بصناعة الملابس، حيث إنها ستقوم بتطوير تصميمات وحياكة الملابس الصومالية لتناسب ثقافات أخرى.

الجناح المصرى فى المعرض فقد كان متميزا بما يليق بحضارتنا وثقافتنا فقد شمل عروضا متنوعة لأنواع الخزف والصينى وأدوات المائدة والزينة والمشغولات اليدوية المميزة سواء للملابس أو المفروشات أو السجاد.

وعن ردود أفعال جمهور المعرض، قال على حسام، طالب جامعى وأحد المشاركين أن فتح المعرض مجانا أمام الجمهور جعل فرصة المشاركة أكبر وشجعنى على حضوره، وبالفعل وجدت تنوعا كبيرا فى المعروضات والثقافات أمامى، وسأكرر التجربة دوما.

أما مديحة سعد الدين، وتعمل محاسبة، فـأكدت أن المعرض أتاح لها شراء منتجات كانت تنتظر شراءها من بلادها عن طريق الأونلاين، مؤكدة على الاستمتاع بتبادل الثقافات مع الإخوة العرب.