الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أمهات آخر زمن؟!

أمهات آخر زمن؟!

صدق أحمد شوقى فى قوله: (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق).. فكم من مثل وحكايات نجاح يفرد لها التاريخ صفحاته لهذا الكلام الرائع، فتذكروا معى عالية الأزدية الأم الصالحة للإمام مالك صاحبة المقولة الشهيرة (لعل الخير يكمن فى الشر)، أحسنت تربيته بمفردها بعد أن هجرها زوجها لمدة عشرين عامًا فوجهته إلى مسار العلماء حتى أصبح واحدًا من الأئمة الأربعة فى الفقه الإسلامى، والذى اشتهر بغزارة علمه وقوة حفظه للحديث النبوى فلم تيأس ولم تحزن، بل كانت نعم الدعم والسند لابنها.



أيضًا الفلاحة الأمية مبروكة خفاجى التى جاءت من قرية مطوبس بمحافظة كفر الشيخ بعد أن طردها زوجها وهى فى شهور حملها الأخيرة، لتنجب الجراح على باشا إبراهيم مؤسس جامعة الإسكندرية ونقابة الأطباء، وأبحاثه كانت أحد المراجع المهمة فى أمراض الكوليرا والبلهارسيا، فكانت والدته وراء نجاحاته!

فأمثال هؤلاء الأمهات يستحققن أن تكون الجنة تحت أقدامهن.. فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فأحسنوا إلى أولادكم وأحسنوا تربيتهم، فمن يغرس الخير حتمًا سيجده.. أما بالمقارنة ببعض أمهات اليوم فتعالوا نلقى نظرة على بعض حاملات اللقب.. هل من تترك أبناءها بدون توجيه أو إرشاد تستحق أن تكون أمًا؟! هل من تترك أولادها يخربون ويقطعون الزهور فى الحدائق العامة ويتخذونها أداة لمطاردة قطط وكلاب الشوارع بمنتهى العنف والغلظة أم؟! هل من تأمن على أبنائها فى أيدى الشغالات أم؟! هل من تصرخ فى وجه صغارها لتخويفهم وإسكاتهم أم؟! هل من تترك أبناءها لتعود إلى منزلها فى الرابعة والخامسة صباحًا من فجر اليوم التالى أم؟! هل من تحبس أولادها فى غرفة وتوصد الباب عليهم لتنام هى وترتاح بينما أبناؤها يصرخون رعبًا وخوفًا أم؟!

هل من تتنكر لأبنائها بمجرد الطلاق وتأخذ من أولادها درعًا لها ضد طليقها أم؟! وهل من تبلى المجتمع بأبناء فاسدين محملين بالعقد النفسية أم؟! بل أزيد.. هن كثيرات وراء حكايات ومآسى وجرائم  نقرأ ونسمع عنها؟! فالكلام عن الأم لا ينتهى، فهى كانت وما زالت والمفروض أنها ذلك الشلال المتدفق من العطاء والتضحية من أجل الفرحة فى عيون أبنائها ونجاح مسيرتهم فى الحياة.. «ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا».