السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
فى وصف ما حدث فى واشنطن

فى وصف ما حدث فى واشنطن

فوضى تاريخية هكذا جاء توصيف بوليتيكو الإصدار السياسى الواشنطنى المراقب والمتابع والمحلل لتفاصيل المشهد فى عاصمة القرار الأمريكى..



صحيفة وول ستريت جورنال المعروفة بتوجهاتها وانتماءاتها الجمهورية والمحافظة لم تتردد بعد يومين من بدء الدراما السياسية

فى أن تتساءل فى افتتاحيتها من هو مجنون بما يكفى لكى يكون رئيسا  لمجلس النواب هذا.. ذاكرة بأنك لا تستطيع أن تقود أغلبية التى تفضل أن تكون فى الأقلية!!

 

 

 

الولادة كانت متعسرة فى اختيار كيفن ماكارتى الجمهورى رئيسا لمجلس النواب فى دورته الـ 118 التى انطلق يوم 3 يناير الجارى.. واختلفت القراءات والاستنتاجات وتباينت التصورات حول ما قد يأتى من هذا الكونجرس خلال عامى 2023 و2024.. انقسام واضح وصريح فى الحزب الجمهورى أغلبية مجلس النواب.. صدام حاد بين الحزبين فى المشهد السياسى بوجه عام.. وبالطبع أداء إدارة بايدن الرئيس الديمقراطى وما قد تعيشه أمريكا والعالم معها من قلق وحيرة وتخبط.. فى مواجهة تحديات كبرى أمريكية وعالمية.

وكما جرت العادة فى الجدال السياسى المحتدم والصاخب فالكل يتبارى فى تأكيد أمر ما أو نفيه تماما.. فالبعض يقول إن ما حدث يعد انتصارا لترامب. والبعض الآخر يذكر.. لا بل انتصارا لبايدن.. وبالطبع تتوالى الحجج والنظريات فى تبرير هذا الاستنتاج أو ذاك.. وفى كل الأحوال لا يمكن تجاهل ما حدث..وأيضا الاحتقان المدمر داخل صفوف الحزب الجمهورى..

والاستقطاب المتنامى داخل المشهد السياسى.. ومن ثم يتم التساؤل  ماذا ستكون انعكاسات ما شاهدناه وتابعناه على أداء الكونجرس فى الأسابيع والشهور المقبلة.. مجلس النواب هذا بأغلبيته الجمهورية التى توعدت ولوحت بأنها ستحاسب بشدة ممارسات إدارة بايدن وأنها لن تسكت عن أخطاء وتجاوزات الرئيس وإدارته فى تعامله مع أمن الحدود والإنفاق الحكومى ومساندة أوكرانيا ومواجهة الصين.. والانسحاب من أفغانستان.. والتحقيق فى التجاوزات القانونية لهانتر بايدن نجل الرئيس!!

السادس من يناير..

فى السادس من يناير من العام الحالى كان أهل واشنطن يتابعون الفوضى التاريخية والولادة المتعسرة لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.. كما كانوا يحيون ذكرى السادس من يناير 2021.. ذلك اليوم التاريخى الذى شهد الاقتحام لمبنى الكابيتول.. من جانب أنصار ومؤيدى الرئيس ترامب فى محاولة منهم لتغيير أو تبديل أو عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 والتى انتهت بفوز بايدن المرشح الديمقراطى وهزيمة ترامب.. الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة.

أحداث 6 يناير 2021.. التحقيقات والتساؤلات ونظريات المؤامرة مستمرة بشأنها.. ومئات من المقتحمين والمتورطين فى هذا الاقتحام رهن الاعتقال والتحقيق.. ولجنة خاصة من الكونجرس لتقصى الحقائق قدمت تقريرا عاما للرأى العام بعد أن قامت باستجواب عشرات من الشخصيات العامة خاصة ممن ينتمون للحزب الجمهورى وكانوا فى إدارة ترامب أو قريبة منها ومنهم أيضا ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر وذلك لمعرفة ماذا فعل الرئيس الأمريكى السابق ترامب ولم يفعله فى ذاك اليوم.. 

ومهما كان موقف الأمريكى فى تفسير وتبرير ما حدث يوم 6 يناير 2021 فإن نظرة الأمريكى لأمريكا وواشنطن وطريقة إدارتها لشئون البلاد اختلفت عما كانت عليه من قبل هذا التاريخ وهذا الاقتحام للكونجرس والاعتداء على الديمقراطية بمفهومها الشامل. مثلما تغيرت نظرة الأمريكى للعالم بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.. وبالطبع تغيرت نظرة العالم وشعوبها لأمريكا وكيفية تعاملها مع دول العالم!! 

وماذا بعد..

تكشف استطلاعات الرأى فى السنوات الأخيرة أن ثقة الأمريكى تجاه الكونجرس كشريك وصانع للقرار الأمريكى لا تتجاوز الـ15 فى المائة فى أحسن الظروف.. وحسب ما تردد ويقال عن الجهاز التشريعى (خاصة وسط صخب السوشيال ميديا) هو أنه فى نهاية المطاف جزء من الدولة العميقة المهيمنة والمسيطرة على حياة الأمريكى وأمواله واختياراته ومن ثم تلجيم أو كلبشة حرياته وطموحاته الاقتصادية أو هكذا يتم توصيف الأشياء وتسميتها وإدانتها.

بالمناسبة منصب رئيس مجلس النواب أو Speaker كما يسمى هنا فى واشنطن.. يمثل المركز الثالث بعد الرئيس ونائبه فى تسلسل خلافة السلطة. ويبلغ راتبه السنوى نحو 224 ألف دولار. وكيفن مكارثى رئيس مجلس النواب الجديد يبلغ من العمر 57 عاما وهو من ولاية كاليفورنيا.

ولا شك أن أهل واشنطن وسكان أمريكا.. وشعوب العالم سوف يتابعون المشهد الواشنطنى فى الأسابيع والشهور المقبلة.