نسمة السعيد
عندما كنت شابًا لم أكن أعرف طقوس لعب كرة القدم.. ولا طقوس الحكم.. ولا الألوان التى يرتديها اللاعبون وكنت أندهش من الألوان الغريبة الصارخة الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر لم أكن أعرف شيئًا اسمه أوف سايد أو تسلل.
على سور نادى بنى سويف الرياضى.. أتذكر ضربات موجعة على ظهرى من كرباج الجنود رجال الهجانة.. وذلك عندما حاولت أن أقفز على سور النادى.. من أجل أن أرى نجم الفريق المحبوب ونجم منطقة الوسط بفريق بنى سويف حمدى رضوان.. وخضعت للعلاج لمدة عشرة أيام واستمر عدم فهمى لفترة طويلة.
وقد استمعت لرأى صديق لى كان من أنصار إنه إذا انهزم ناديه أصيب بمغص كلوى حاد.. ويذهب إلى الطبيب ويعالجه.
وإذا فاز ناديه.. يفرح بشدة ويصاب بمغص كلوى حاد ويذهب إلى الطبيب الذى قال له احتفظ بأعصابك هادئة.. حتى لا يتكرر هذا.. ويصبح المغص الكلوى مرتبطًا بالفرح والحزن.
بدأت عمرى بهذا الدرس، ولهذا فى المباريات التى يلعب فيها المنتخب الوطنى أصمت تمامًا ثم أستقبل النتيجة بهدوء تام على عكس صديقى المذيع تامر أمين الذى يغضب غضبًا حانقًا عند أى هزيمة..
أتذكر هذا كله عندما روت لى الصديقة نسمة السعيد المذيعة بقناة «بى بى سى عربى» حينما ذهبت لترى مباراة مع المصريين المسافرين إلى موسكو، حيث كانت تشاهد مباراة بين مصر وروسيا.. أنها لم تكن تعرف ماذا يرتدون وما يقصدون بأى صفارة.
وإذا بها عندما أحرزت روسيا هدفًا فى المنتخب المصرى.. هللت وصرخت فما كان من أحد الروس إلا أن قام واحتضنها وقبلها.