صباح رحيل العندليب

فى صباح رحيل عبدالحليم حافظ كان الحزن الشديد يملؤنى .. لم أتكلم.. ولم يبدُ علىَّ شىء، كنت فى حالة من عدم التسليم أو التصديق إنه .. راح ... وأثناء وجودى محررًا فى مجلة صباح الخير.. جاء إلى مكتبى فتحى غانم يقول لى:

فتش فى زواياك و... ذكرياتك فأنت أكثر إنسان عاش قربًا منه واقترابًا.

قلت له: أنا كلمته النهارده…

قال لى: كلمت مين؟

قلت له : حليم بس ما ردش..

قال لى: لا حليم.. مات.

وانهمرت دموعى بشدة. وتركنى فتحى غانم لدموعى ثم بعد ذلك عاد يزورنى فى المكتب يرى ماذا فعلت؟ وقال لى: إن الكتابة هى الطريق الوحيد الذى تصدق به رحيل عبدالحليم حافظ.

والمغزى هنا ما قاله نجيب محفوظ: نحن بالكتابة نتخلص من أحزاننا.