الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
هذا الرجل.. 

هذا الرجل.. 

العنوان مستعار من واحد من عيون أدب المقالة الصحفية، مقال أسبوعى  كان يكتبه الزميل الصحفى الكبير محمود السعدنى فى «الصبوحة» الذى اقتربت منه كزميل ورئيس تحرير لمجلة صباح الخير، والتقيت به فى غربتى بلبنان والمملكة المتحدة. فى مقالاته يمسك بسر الأسرار فى الشخصية «سلبًا أو إيجابًا». 



وليس تملقاً أن أستعير العنوان لأكتب عن هذا الرجل عبدالفتاح السيسى العاشق لبلده، رجل طموحه لمصر يشبه طموحات نابليون بونابرت لفرنسا بعد الثورة الفرنسية. هذا التعبير ليس لى فهو للصحفى الفرنسى رولان لومباردى الخبير فى شئون الشرق الأوسط والذى سيصدر له كتاب مع مطلع العام الجديد بعنوان «عبدالفتاح السيسى بونابرت المصرى»، والخبر على لسان الأديب الكاتب محمد سلماوى الذى وصله نص الكتاب قبل نشره كما أشار فى مقال له بجريدة الأهرام.

هذا الرجل عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى لم يدخل معركة عسكرية فى 8 يونيو 2014، بل حارب بنَفَسْه الطويل الإرهاب، محافظاً على وحدة الأمة، ونجح فى تحقيق الأمن والاستقرار لمصر وسط بحر من الفوضى والضياع. استغرب الكثيرون اهتمام رئيس البلاد بالمدن السكنية الجديدة كالمدينة المليونية السكنية بشرق بورسعيد ومدينة المنصورة الجديدة، والنهوض بالعشوائيات لتحقيق مستوى معيشى أفضل، وملف الطاقة. وهى أساسيات فى بناء الإنسان وتوفير الحياة الكريمة، وخلق مجتمع متكامل.

 

 

 

وبشكل شخصى وربما يكون أنانيًا أنا سعيد بهذا، أعيش أنا وما يقرب من المليون مواطن وفى تزايد بمدينة المقطم، المدينة التى أقنعنى بالسكن فيها بداية التسعينيات صديق العمر الكاتب الصحفى لويس جريس وزوجته الفنانة سناء جميل، بعد عودتى من غربتى الثانية بلندن مدينة الضباب وقتها. مدينة يسكنها كل الطوائف وشخصيات كبيرة وشهيرة وصفوة ووزراء، فى وقت كان سائقو الأجرة يتخوفون من الصعود بسياراتهم لهضبة المقطم، كذا وصول مواد الطعام والشراب بأسعار مرتفعة، بالإضافة لنقص الخدمات، وإهمال الشوارع  التى يشوبها التكسير والحفر وردم التراب وضعف عنصر الأمن بها وانتشار المخدرات، بعد أن أصبحت الملاذ الوحيد لمعظم المنتشلين من الزلزال. مدينة كان يتحكم فيها إداريا أيادٍ مرتعشة لا تقوى على البناء، ويسيطر على مبانيها البوابون وسماسرة العقارات. ومنذ سنوات احتل «التوك توك» شوارعها.

واليوم اهتم رئيس الدولة شخصيًا بالمنطقة، وتابع سير العمل وتفقد أعمال التطوير. امتدت أيادى العمران للمقطم بهضباته الثلاث بتكلفة قرابة 32 مليار جنيه لتحسين البيئة فى المدينة وسهولة الانتقال، وتوسيع المساحة الخضراء، وتطوير كورنيش المقطم على مساحة مليونى متر مربع بتنفيذ ممشى ومسار دراجات، سلسلة مطاعم ومناطق ترفيهية وجسر زجاجى ومنطقة تليسكوب لهواة الفلك ورصد النجوم، لتصبح المقطم قلب القاهرة، ماحدث حتى الآن معجزة بكل المقاييس.

فقط أتمنى من هذا الرجل أن يستفيد من 19 ألف فنان أعضاء فى نقابة الفنانين التشكيليين بالمشاركة فى تجميل الميادين والمواقع والمبانى والمشاريع الجديدة، أو الاستعانة بجمعية محبى الفنون الجميلة أقدم جمعية فنية فى الشرق الأوسط التابعة للدولة والتى يرأسها الفنان الكبير د. أحمد نوار صاحب المجسمات المعدنية التى ألفها من مخلفات حرب الاستنزاف عندما كان يعبر القناة ذهابًا وإيابا ليفرغ غضبه انتقامًا لزملائه الذين استشهدوا فى ساحة الشرف، ومبدع تمثاله الضخم «التحدى» على شاطئ‏ سانتا كاترينا بالمكسيك، تمثال يحض الشعوب على مواصلة النضال ضد قوى الشر فى الدنيا، ضمن ثلاثية أقامها فى المكسيك نفسها، وتضم تمثالين يفصل بينهما مائة ألف كيلومتر الأول «الحرية» حلم الشعوب التى تتحقق بالإرادة القوية للإنسان، الذى أقيم بجزيرة النساء بالشمال والثانى «الإرادة» الذى أقيم بمدينة شيتومال بالجنوب. وهما تمثالان من الحديد والصلب يزنان 5-8 أطنان وملونان بالأبيض والأسود.   

الشكر للسيسى «هذا الرجل» واجب وطنى.