الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عالم جديد فى انتظارنا.. وتيك توك

عالم جديد فى انتظارنا.. وتيك توك

الأمر الذى يقلق المرء فى الأيام الأخيرة أن احتمالات وقف الحرب الأوكرانية الروسية تبدو بعيدة المنال. ستظل الحرب بما لها من تبعات اقتصادية ومالية تستنزف وتشل حركة وقدرة دول العالم على احتواء أزمات عديدة لحقت بها من جراء الجائحة ثم منذ اشتعال المواجهة ما بين روسيا والغرب.



 

قد تختلف التسميات وقد تتباين القراءات إلا أن الأنظار كما تراها واشنطن متجهة تجاه أوكرانيا وشرق أوروبا تترقب أو تتمنى أى انفراجة فى المواجهة العالمية التى نعيشها منذ شهر فبراير الماضى.

وبالتالى الأزمة الأوكرانية بجميع ملفاتها سواء فى الحرب أو فى السلم ستكون معنا فى الشهور الأولى من السنة المقبلة 2023. أى لا جديد فى الأفق فى القريب العاجل..

عالم جديد يتشكل ربما سمعت وقرأت هذا التعبير كثيرًا. وربما حيرك أيضًا لبعض الوقت وأنت تحاول أن تعرف تفاصيل أكثر.. أنت لست وحدك فى هذه الحيرة أو هذا القلق. فى الشهور الأخيرة ناقش المهتمون والمختصون فى الشئون الدولية المشهد العالمى الذى تفكك أو تفتت خلال هذا العام فى جميع نواحى الحياة.. إلا أن لا أحد استطاع أن يحسم الشكل النهائى لهذا العالم الجديد المنتظر. المسألة لم تعد هل أنت متفائل أم متشائم بخصوص الغد؟ إنما السؤال الأهم هل أنت مستعد وقادر على التعامل مع المتغيرات المتوقعة وغير المتوقعة؟ ولا شك أن الأسئلة أكثر من الأجوبة.. كما أن الأجوبة غالبًا قد تأتى بما لا تشتهيه السفن أو يتمناه المرء!!

 

 

 

إدمان تيك توك

تيك توك تزداد انتشارًا ونفوذًا. فى الفترة الأخيرة ناقشت وسائل الإعلام الأمريكية مخاطر انتشار هذا التطبيق الصينى للتواصل الاجتماعى.. من جهة يتم الإشارة  إليها كخطر للأمن القومى الأمريكى.. ومراقبة ورصد وتجسس لكل ما يفعله المواطن الأمريكى!!. حياتنا الشخصية صارت كتابًا مفتوحًا بواسطة السوشيال ميديا. كما يتم النظر إلى تيك توك بصفتها إدمانًا له عواقب وخيمة ومدمرة على نفسية وعقلية الأجيال الجديدة على وجه الخصوص. وقد تم وصف هيمنة تيك توك.. بأنها كاسحة وأنها أكلت الجو أو أجواء السوشيال ميديا. لذا يجب الحذر والانتباه. يقدر عدد المستخدمين النشطاء لتيك توك بنحو مليار شخص على امتداد 154 دولة.

وحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا فإن نحو 113 مليون فيديو تم سحبها من جانب تيك توك خلال الفترة ما بين شهرى أبريل ويونيو من العام الجارى.. ونقلت الصحيفة عن الشركة أن 48 مليونًا من الفيديو قد تم سحبها أو إلغاء وجودها على هذا الوسيط من خلال عملية وآلية أوتومايشن تعتمد على خوارزميات.

البرمجة الإلكترونية تقوم بغربلة المواد المعروضة أو التى تزاحمت على تيك توك. وتلك العمليات تتم مستقلة عن البشر.. بذكاء تام أو غباء مستحكم! ربنا يستر!!

وطالما صار الذكاء الاصطناعى هو الحاضر الغائب فى أحاديثنا وقلقنا المتواصل. لفت نظرى ما قاله هنرى كيسنجر منذ فترة قصيرة حول هذا الأمر. نعم كيسنجر (99 سنة) الداهية السياسى وصاحب الرأى والرؤية (اتفقنا أو اختلفنا حوله) لما يسمى المشهد الجيوسياسى للعالم وصراع وصدام القوى السياسية والاقتصادية. يرى كيسنجر أن مخاوف الذكاء الاصطناعى تعد الأخطر والأكثر تدميرًا من السلاح النووى.. وفسر حكمه هذا قائلًا أن الذكاء الاصطناعى قوة ماردة قد لا يمكن تلجيمها فى لحظة ما أو أن خطأ ما يرتكب فى لحظة ما يترتب عليه دمار لا يمكن التصدى له أو احتواؤه.. وبالتأكيد هناك العديد من خبراء الأمن ودرء الأزمات يتفقون مع ما يحذر منه كيسنجر. ويطالبون بايجاد وسائل تحد من تهور الذكاء الاصطناعى مهما كان انبهارنا به!

أعمال الخير

فى الشهور الأخيرة من كل عام تتزايد الدعوات من أجل تقديم الأموال وجميع التبرعات لمن هم فى حاجة إلى المساعدات الخيرية.. فى محاولة للإسهام والمشاركة فى تخفيف أعباء المعيشة والتى بالتأكيد زادت بسبب التضخم وارتفاع الأسعار هذا العام. وحسب أرقام العام الماضى (2021 ما بعد كورونا) فان حجم التبرعات المالية وصل إلى نحو 485 مليون دولار بزيادة تقدر بـ 4 فى المائة عن العام السابق له. وأن 67 فى المائة من هذه الأموال تبرع بها الأفراد.. ولا بد من التذكير أن الكثير من الأفراد يتبرعون أيضًا بوقتهم فى تقديم الخدمات لذوى الحاجة.