هل تفقد ألمانيا الوعى؟!

كان وقع استقالة أوليفر بيرهوف، مسئول الاتحاد الألمانى لكرة القدم عن منصبه، ثقيلاً على المدرب هانز فليك الذى وجد نفسه يخسر أحد أهم داعميه، بعد الخروج للمرة الثانية من دور المجموعات فى كأس العالم.
خيبة أمل ألمانيا فى مونديال قطر ليست السبب الرئيسى فى حالة القلق التى فرضت نفسها على عشاق المانشافت، وإنما كيف سيدخل المنتخب بطولة يورو 2024 التى تستضيفها بلادهم بهذه القائمة المحطمة.
واضطر الاتحاد الألمانى لتقديم بيرهوف كضحية رغم بقائه لمدة 18 عامًا فى منصبه كمدير للمنتخب بداية من 2004، مما يؤكد أن مرحلة التغيير قد تسارعت وتيرتها فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
قد يبدو الوقت طويلاً للتخطيط من أجل يورو 2024، لكن الأزمة فى أن ألمانيا لم تستطع تعويض الجيل الشرس الذى كان يضم تونى كروس وميروسلاف كلوزه ومسعود أوزيل وسامى خضيرة وفيليب لام، وغيرهم من الأسماء الرنانة التى كانت تستطيع حسم الكثير من المباريات بمهاراتها وخبرتها.
تملك ألمانيا جيلاً مميزًا من الشباب، لكن يبقى اكتسابه الخبرات عاملاً رئيسيًا فى تطوره مثل جمال موسيالا وكاى هافيرتز وكريم أديمى ويوسف موكوكو، بالإضافة إلى ما سيجرى اكتشافه فى الفترة المقبلة من عناصر واعدة.
وكان مونديال قطر أشبه بالمرايا التى اكتشفت فيها ألمانيا نفسها، حيث اعتزل توماس مولر اللعب الدولى فيما بات الحارس مانويل نوير (36 عامًا) على مشارف الاعتزال بعدما تلقى مرماه أهداف فى جميع مباريات دور المجموعات.
وتعتمد ألمانيا على بطولة اليورو كوسيلة اقتصادية لإنعاش أسواقها والمناطق السياحية بها، ولن تستطيع توجيه ضربة إلى البطولة من خلال الخروج المبكر لمنتخبها مثلما حدث فى آخر نسختين من كأس العالم.