الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الفضاء والبيئة على اجندة البحث العلمى

الدلتا لن تغرق

خلال الجلسة الأولى من الملتقى
خلال الجلسة الأولى من الملتقى

خلال احتفالية عيد العلم فى عام 2019، قال الرئيس السيسى: لقد حان الوقت لأن يتحول الاقتصاد المصرى إلى اقتصاد يقوم على العلم والمعرفة، وأن تنعم مصر بمقدراتها بفضل جهود وإبداعات شبابها وعلمائها. 



ومن هذا المنطلق، عقدت «لجنة الفضاء» بنقابة المهندسين ملتقى «علوم وتكنولوجيا الفضاء فى مواجهة التغيرات المناخية»، تأكيدًا لأهمية العلم فى مواجهة قضايانا المصيرية، وعلى رأسها قضية التغير المناخى، حيث رصدت صباح الخير «مناقشات علمية» ظهرت خلالها مصطلحات جديدة مثل «الفضاء الحديث» و«الاتصالية الكلية»، إضافة إلى الإعلان عن استعداد مصر لإطلاق قمرين صناعيين لرصد التغيرات المناخية.

وأكد الدكتور المهندس أحمد فرج «رئيس لجنة الفضاء بنقابة المهندسين» أن الصلة بين علوم الفضاء والمناخ صلة وثيقة، حيث تشرف وكالة الفضاء المصرية على تصنيع قمرين صناعيين لرصد تغيرات المناخ فى مصر وإفريقيا، الأول «قمر التنمية الإفريقى»؛ لمراقبة التغيُّرات المناخية فى الدول الإفريقية، والثانى «قمر البلازما» الخاص بقياس خصائص البلازما فى طبقة الأيونوسفير، ومن المقرر إطلاقه نهاية عام 2023. 

وقال رئيس لجنة الفضاء بنقابة المهندسين لصباح الخير: نحرص على دعم مؤسسات الدولة فى مجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء، من خلال تقديم الخبرات والتدريبات والاستشارات، مع الحرص على مواكبة جهود الدولة فى المجال العلمى والبيئى، والتشبيك بين جميع المتخصصين فى مجالات الأقمار الصناعية وتكنولوجيا الفضاء من جانب، والمسئولين فى مؤسسات الدولة من جانب آخر، لتقديم حلول علمية وقابلة للتطبيق. 

أما الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، فقال لصباح الخير: لا يمكن أن تقوم الدولة وحدها  بمواجهة إشكالية «التغيرات المناخية»، بل لا بد من تكاتف المؤسسات الدعوية والمهنية والتربوية باعتبار ذلك ضرورة حياتية وفريضة دينية. 

 

 

 

وتابع: إن الحديث عن التغير المناخى ليس من باب الترف، إنما هو واجب حضت عليه الشرائع السماوية. 

وأكد طارق النبراوى، نقيب المهندسين،  أن اهتمام النقابة بموضوعات علمية مختلفة والخروج بتوصيات تقدم للجهات المعنية كون النقابة الاستشارى الهندسى الأول للدولة. 

وحول كيفية استفادة وزارة البيئة من علوم الفضاء والأقمار الصناعية فى مواجهة مشكلات البيئة، تحدثت المهندسة ليديا عليوة، مدير عام تكنولوجيا وبحوث تغير المناخ، بجهاز شئون البيئة بوزارة البيئة، قائلة لصباح الخير: التغيرات المناخية من أهم التحديات التى يواجهها سكان كوكب الأرض؛ وتفرض ضرورة العمل الجماعى والدولى لمواجهة ظاهرة الاحترار العالمى، الذى بات يهدد وجود الإنسان وبقاء أشكال التنوع البيولوجى برًا وبحرًا وجوًا.

وأضافت: إن العلوم جميعها، خاصة علوم الفضاء والاستشعار من البعد قادرة على حل مشكلات عديدة متعلقة بالبيئة المحيطة، خاصة «تغير المناخ»، حيث شهد العالم طفرة حقيقية فى هذا المجال مكنت علماء وخبراء البيئة والمناخ من الإثبات بالبراهين العلمية الدقيقة مخاطر التغيرات المناخية، ما دفعهم لضرورة مراعاة أبعاد وأهداف التنمية المستدامة فى القطاعات الاقتصادية كالصناعة والزراعة والطاقة والنقل وإدارة المخلفات. 

وأشار الدكتور أسامة شلبية، عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء فى تصريحات لصباح الخير إلى أن الفضاء الحديث لم يعد هو الفضاء التقليدى للاستشعار من بُعد والاتصالات والملاحة، بل هو نقلة نوعية جديدة، يمكننا من خلاله التنبؤ بالتغيرات المناخية القادمة، على كواكب المجموعة الشمسية ككل وليس الأرض فقط، خصوصًا التى تحتوى على غلاف جوى، وكيف تغيرت فى الماضى وكيف ستتغير فى المستقبل. 

وتابع شلبية: ما نشاهده من اهتمام مؤسسات الدولة يؤكد على أن مصر فى طريقها الصحيح، فى ظل تعاون دولى من خلال استضافة قمة مؤتمر الأطراف للمناخ فى شرم الشيخ.

من جانبه، أشار الدكتور يحيى زكريا محسب، أستاذ الاتصالات والحواسب فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، إلى أن مصر من الفئة الثالثة العالمية فى إطلاق الأقمار الصناعية، التى تضم دولًا أطلقت ما بين 10 إلى 30 قمرًا. 

وأوضح «محسب» لصباح الخير: أن الفضاء الحديث مصطلح يعبر عن مجموعة تكنولوجيات أدت إلى أن تكنولوجيا الفضاء عالية التكلفة فى الماضى، أصبحت حاليًا فى متناول عدد من الدول لاستخدامها للشركات للاستثمار فيها. 

وأوضح «أستاذ الاتصالات والحواسب» أن هذا ينعكس على صناعة الأقمار الصناعية التى يقل حجمها وتكلفتها، فأصبح بإمكان دول مثل مصر أن تشارك وتحصل على مجموعة من الأقمار فيما يسمى «كونستليشن» أو «كوكبة من الأقمار الصناعية»، التى تتآزر لتؤدى مهمة واحدة، وتكلفتها أقل من امتلاك قمر صناعى واحد، وتحقق مزايا أخرى مثل «الدقة الزمنية للمعلومات»، ما ينعكس بالتالى على تحديث المعلومات.

 

 

 

وكشف عن أن هناك توجهًا آخر نحو علوم البيانات، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى تحليل الصور قبل استقبالها على الأرض، مما يخفض التكلفة، وهو أحد المجالات التى يمكن لمصر أن يكون لها باع كبير فيه، من خلال وكالة الفضاء المصرية. 

وتحدث الدكتور المهندس رامى أحمد فتحى، رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجى بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، عن «الاتصالية الكلية»، موضحًا أن «حجم استثمارات تكنولوجيا الفضاء تزيد حاليًا على 37 مليار دولار سنويًّا»، مشيرًا إلى أن التوقعات تؤكد دخول 45 ألف قمر صناعى جديد للمجال الفضائى خلال الأعوام العشرة القادمة، و95 % من تلك الأقمار تستهدف مدارات منخفضة قريبة من سطح الأرض، وهو ما يخلق تحديات جديدة تتعلق بالازدحام المدارى والمخلفات الفضائية.

 

 

 

ودعا «فتحى» إلى تفعيل دور القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار فى مجالات تطبيقات الفضاء.

وقال الدكتور علاء على، رئيس مجموعة الائتمان بالبنك الزراعى المصري: «إن المعلومات التى تتيحها الأقمار الصناعية تساهم بدور كبير فى زيادة الإنتاج الزراعي»، فى حين أكد الدكتور طارق تمراز، مدير برنامج الماجستير فى إدارة التغيرات المناخية بجامعة قناة السويس، أن التغيرات المناخية تؤثر اجتماعيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، مضيفًا: «إفريقيا هى أكثر قارات العالم تأثرًا بالتغيرات المناخية، رغم أنها لا تساهم سوى بأقل من 3  % من مسببات تلك التغيرات». 

وأشار «تمراز» إلى أن مصر رقم 101 فى قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية من بين 181 دولة فى العالم، مضيفًا أن «الدراسات تشير إلى أن التغيرات المناخية ستقلل الإنتاج المحلى لكل دولة بما يتراوح من 5 % إلى 12 %»، لافتًا إلى وجود 7 سيناريوهات للتعامل مع التغيرات المناخية، مؤكدًا أن السيناريو المتشائم الذى يتحدث عن غرق مدن وخسائر بالمليارات لن يحدث. 

 

 

 

وقالت الدكتورة ماريان عازر، عضو مجلس النواب سابقًا، وعضو مجلس إدارة هيئة الرقابة المالية: «إن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 90 % من سكان الأرض يتنفسون هواء ملوثًا، وأن 7 ملايين شخص يموتون سنويًّا بسبب تلوث الهواء، و5 ملايين شخص يموتون بسبب تلوث المياه».

وأضافت: إن الدراسات أكدت أن كل شخص يتناول 40 طنًا بلاستيك طوال حياته بسبب اختلاط البلاستيك بمياه الشرب والمأكولات»، وأن عام 2050 ستكون أكياس البلاستيك الملقاة فى البحار والمحيطات أكثر من عدد الكائنات البحرية، وأكثر دول العالم فى تلوث المياه هى الصين وتليها إندونيسيا.

 

 

 

بينما تحدث الدكتور محمد محمود إبراهيم، خبير الفضاء ونائب محافظ المنيا قائلاً: إن الأقمار الصناعية المصرية ترصد يوميًّا كل المتغيرات التى تحدث على كل الأراضى المصرية، حيث يتم تصوير كل ما يحدث بشكل يومى، وهو ما يتيح للمحليات رصد أى تعدٍّ على الأراضى الزراعية بشكل فورى، كما تستعين المحليات بما ترصده صور الأقمار الصناعية فى تقدير الزراعات من المحاصيل المختلفة».

أما الدكتور أيمن محروس، مدير مختبر أبحاث البيئة الفضائية بالجامعة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، فأعلن عن منح للمهندسين بالجامعة اليابانية، يتم توزيعها من خلال نقابة المهندسين. 

وأكد الدكتور محمد فاروق، مدير عام الإدارة العامة للسجل الصناعى بالهيئة العامة للتنمية الصناعية، أن علوم الفضاء لها دور كبير فى تحقيق التنمية العمرانية، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية سيكون لها تأثير كبير فى كل مناحى الحياة،  موضحًا أن  أحد تأثيراتها هو ارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات، وما يتبعها من زيادة نحر الشواطئ، وهو ما سيكون له تأثير ضخم على المدن الساحلية، ولكن التيار البحرى فى البحر المتوسط سيكون موازيًا لسواحل مصر الشمالية، ولن يكون متقاطعًا عليها، وهو ما سيقلل من تأثيره السلبى على السواحل المصرية».

وأضاف أن بورسعيد هى أكثر السواحل المصرية تأثرًا بالتيار البحري،  وفى نفس الوقت: «منح الله مصر مزايا عديدة تمكنها من مواجهة زيادة منسوب مياه البحر، وهى البحيرات الشمالية التى سيؤدى إعادة تأهيلها إلى التكيف مع ارتفاع مناسيب مياه البحر المتوسط». 

 

 

 

بينما أكد الدكتور مهندس عمرو عثمان، نائب محافظ بورسعيد اتخاذ المحافظة إجراءات عديدة للحد من التأثيرات المناخية على سواحلها، مشيرًا إلى إعادة تأهيل بحيرة المنزلة وتحويل أكثر من 2 مليار متر مكعب مياه صرف إلى مياه رى لزراعة 500 ألف فدان فى سيناء.

وأكد الدكتور محمد عماد، نائب محافظ الفيوم، أن كل محافظات مصر تعتمد بشكل رئيسى على المعلومات الواردة عبر الأقمار الصناعية المصرية، وعلى رأسها التنبؤات والأرصاد الجوية، مشيرًا إلى أن بحيرة قارون تشهد حاليًا عمليات تطوير وتأهيل ضخمة لتحقيق أقصى استفادة منها. 

وفى ختام الملتقى، ألقى المهندس محمد كامل، مقرر لجنة الفضاء بنقابة المهندسين المصرية، التوصيات التى انتهى إليها الملتقى، وتشمل إطلاق المبادرات واتفاقيات التعاون بين لجنة الفضاء بالنقابة العامة للمهندسين والجهات المعنية لتعزيز التعاون فى المجال التكنولوجى من خلال نقل الخبرات والتكنولوجيا، وتوطين الصناعة وإطلاق مبادرة لإنشاء مدرسة تكنولوجيا الفضاء، ودعم البرامج التدريبية لحديثى التخرج بإطلاق عدد من المنح من الجامعة اليابانية لتنمية الخبرات والمهارات فى مجال علوم تكنولوجيا الفضاء، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لعلوم الفضاء وتطبيقاتها فى تطوير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأوصى الملتقى بتطوير المناهج الدراسية لكليات الهندسة وعلوم الفضاء، ودعم تطبيقات الفضاء المستخدمة بالمحافظات والأجهزة المحلية، واستمرار الدعم لاستخدام الفضاء فى رصد التغيرات المناخية ووضع حلول مستدامة لها. 

ووجهت لجنة الفضاء بنقابة المهندسين، الدعوة للمحافظين ونوابهم لدراسة متطلبات الأقمار الصناعية للإنتاج.