الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
آسف.. وأعتذر! 

آسف.. وأعتذر! 

الخروج من المنزل أصبح عبئًا علىَّ وعلى الكثيرين، فالشارع المصرى يعانى من سلوكيات غريبة على الإنسان المصرى، شارع اختفت فيه، أو كادت  البساطة والأصالة، والانضباط، والقيم،  والشهامة  والمروءة، شارع ملوث بالمشاحنات والتشنجات والمضايقات، والازدحام والفوضى المرورية والبلطجية، والتلوث البصرى والسمعى،  والتحرش السمعى والجسدى، 39.2 مليون طفل أقل من 18 سنة حسب الأرقام فى يوليو 2020 يحتاجون تربية سليمة وتعليمهم احترام الكبير، وعدم استخدام الألفاظ البذيئة من الأهل، فليست هذه مهمة الدولة،  حملة «أخلاقنا الجميلة» التى أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لتصحيح سلوكيات المجتمع رائعة، لكن الإعلام وحده لا يكفى لتبنى مثل هذه الحملات، المجتمع كله وعلى رأسه البيت المصرى يجب أن يساهم فى إعادة ترسيخ المفاهيم والعادات والتقاليد المجتمعية الراقية.   



دعونا نبدأ أولًا أن نعود أولادنا على سلوك من سلوكيات الثقافة الغائبة، ثقافة الاعتذار التى لا نجيدها رغم أنها تسهم فى توثيق أواصر المحبة والرضا، فليس عيبا أن يخطئ الإنسان، لكن العيب أن يستمر فى الخطأ.  

 لا أحد على حق  دائمًا.  ومع ذلك،  يصعب على معظمنا الاعتراف عندما نكون مخطئين.  نعلم أحيانًا أننا فعلنا شيئًا لا ينبغى أن  نقوم به، ونشعر بالسوء حيال ذلك.  لذا فإن العقل يلعب خدعة علينا.  نتظاهر بأننا لم نرتكب أى خطأ.  ثم لا يتعين علينا أن نشعر بالسوء حيال ذلك، ولا يتعين علينا أن نقول، «أنا آسف» ، لأن قول «أنا آسف» يعنى الاعتراف بأننا تصرفنا بشكل سيئ. وأحيانا نخطئ ولا نعرف كيف نعتذر لمَن أخطأنا فى حقهم، فالاعتذار فعل ثقيل على البعض، ثقيل إلى الحدّ الذى يجعلهم لا يتمكَّنون أبدا من تقديمه، وأحيانا يرتكب البعض المزيد من الأخطاء عند الاعتذار لأنهم لا يعرفون الكيفية الصحيحة للقيام بالأمر.

 أحيانًا يؤدى قول «أنا آسف» إلى إصلاح الأمور على الفور.  فى أوقات أخرى، قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتخطى شخص ما الشعور بالضيق.  قد تحتاج إلى بعض الوقت.  ولكن عندما تعتذر بطريقة صادقة، يمكنك أن تشعر بالرضا عن محاولة تصحيح الأمور مرة أخرى.

الاعتذار سلوك حضارى وخلق كريم، يهدم جدار الجفوة والكراهية ويقارب بين النفوس ويمحو عن القلوب مشاعر البغض والحقد والغضب، الاعتذار لا ينم عن ضعف شخصية أو خوف أو مصلحة كما يعتقد صغار العقول وضيقو النفوس، إنما هو سلوك يحتاج من الفرد إلى شجاعة وقوة وعقل وإنسانية، صفات لا تصدر إلا من ذوى النفوس العظيمة والقلوب الصافية والعقول السديدة.

آسف.. إذا كنت قد أطلت، وأعتذر.