الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مشروعات مشتركة ومنتدى عالمى

الهيــدروجين الأخضـــر هــو الحـل

اهتمام رئاسى بالاستثمار فى مستقبل الطاقة
اهتمام رئاسى بالاستثمار فى مستقبل الطاقة

«الهيدروجين الأخضر» هو المصطلح الأكثر شيوعًا واستخدامًا خلال السنوات الأخيرة فى سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المتجددة التى تحقق التنمية الاقتصادية دون الإخلال بجهود حماية المناخ ولأن النسخة الـ «27» من مؤتمر الأطراف لتغير المناخ تحمل شعار «مؤتمر التنفيذ»، مما يعنى الحرص على الانتقال من مرحلة «التعهدات والوعود» إلى مرحلة «التنفيذ الفعلى».



 

فقد كانت أولى هذه الفعاليات التى تتسق مع شعار المؤتمر الذى تستضيفه مصر حاليًًا بمدينة شرم الشيخ من 6-18 نوفمبر.

هو إعلان السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء النرويجى «يوناس جارستوره» إطلاق المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

 حيث تم تدشين مصنع للهيدروجين بطاقة «100 ميجاوات» بالتعاون مع عملاق الطاقة النرويجى «سكاتك».

وقد أشاد الرئيس السيسى بالمشروع قائلاً إنه يقدم نموذجا عمليا للشراكة الاستثمارية التى تحفز التنمية الاقتصادية المستدامة مع التركيز على دور القطاع الخاص الوطنى والأجنبى إلى جانب دور الحكومة والعمل جنبا إلى جنب فى هذا القطاع المثمر.

الجدير بالذكر أن مصنع الهيدروجين الأخضر يعد جزءًا من استراتيجية الهيدروجين الأخضر فى مصر والتى من المنتظر أن تصل هذه الاستراتيجية التى يتم تنفيذها بالتعاون مع البنك الأوروبى للإنشاء والتعمير والاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة إلى مساعدة مصر للمساهمة بنسبة 8 % من سوق الهيدروجين العالمى. 

 كما أن شركة «سكاتك» النرويجية تعد مطورًا رئيسيًا فى مشروع «بنبان» للطاقة الشمسية بأسوان والذى يعد من أكبر مجمعات الطاقة الشمسية بسعة إجمالية 108 جيجا وات.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل إن مصر وبلجيكا أعلنتا إطلاق مبادرة «المنتدى العالمى للهيدروجين المتجدد».

حيث يشكل المنتدى منصة متعددة لأصحاب المصلحة بين القطاعين العام والخاص ومصممة للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين بغرض تنسيق السياسات والإجراءات وخلق ممرات للتجارة والاستثمار فى الهيدروجين بما يسهم فى الإسراع من وتيرة الانتقال العادل. 

وأشار المستشار الألمانى «أولاف شولتس» إلى أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديهما قدرات كبيرة ليكونا أكبر موردى الهيدروجين الأخضر فى العالم»، موضحًا أن «الهيدروجين الأخضر يسهم فى توفير الكثير من فرص العمل وتحقيق المزيد من الرفاهية بحلول عام 2050 مع الاستخدام الشامل للهيدروجين الأخضر كما نطمح إلى أنه بحلول عام 2030 نصل إلى إنتاج 20 مليون طن من الهيدروجين الأخضر.

الرئيس خلال تدشين مشروع الهيدروجين الأخضر لـ "سكاتك" النرويجية
الرئيس خلال تدشين مشروع الهيدروجين الأخضر لـ "سكاتك" النرويجية

 

 

 أخضر ورمادى وأزرق

الهيدروجين يعد من مصادر الطاقة الجديدة والنظيفة التى لا ينتج عنه أى كربون فهو طاقة «زيرو كربون».

وبالتالى فهو صديق للبيئة ولا يساهم بأى قدر فى ظاهرة الاحتباس الحرارى التى يعانى منها العالم حاليا وتهدد بارتفاع درجة حرارة الأرض وما يترتب عليها من عواقب وخيمة والتوسع فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر يعنى الحفاظ على البيئة لأنه يمنع انبعاث ما يقرب من 830 مليون طن من غاز ثانى أكسيد الكربون سنويا. 

ويتم الحصول على غاز الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربى للمياه وفصل الغازات المكونة لها.. هذا التحليل يؤدى إلى إنتاج غاز الهيدروجين.. وغاز الأكسجين يتصاعد فى الغلاف الجوى.

أما الهيدروجين فيتم التعامل معه باعتباره طاقة جديدة ومتجددة ونظيفة..ويمكن استخدامه كالغاز الطبيعى تماما. 

 وبالتالى فى المستقبل القريب سيتم التعامل بالهيدروجين كمصدر للطاقة تستخدم فى وسائل النقل والاستخدام المنزلى والاستخدام الصناعى وستحل محل البنزين والغاز.

وللهيدروجين ألوان مختلفة كل لون له استخدام وهذه الألوان هى دليل نقاء المنتج، وتشير إلى مصدر الطاقة المستخدمة فى إنتاجه بمعنى إذا كان يتم فصل الماء بالكهرباء وهذه الكهرباء من مصادر طاقة متجددة «طاقة شمسية أو رياح» فيسمى بالهيدروجين الأخضر.

أما إذا كان يتم فصل الماء باستخدام «الغاز الطبيعى» فيسمى بالهيدروجين الرمادى لما يصاحب إطلاقه انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون.

فإذا أمكن التخلص من هذه الانبعاثات عبر تقنية احتجاز الكربون فيطلق عليه فى هذه الحالة الهيدروجين الأزرق ورغم أن الهيدروجين الأزرق يحتوى على مستوى نقاء أقل، فإنه يكفى للاستخدام الصناعى ويقلل انبعاثات الكربون حتى نسبة 90 %.

وكلما انخفضت تكاليف الطاقة المتجددة «الشمس – الرياح» فى تحليل المياه استطاع منتج الهيدروجين أن يصل لسعر منافس مع النفط والغاز.

كما أن الهيدروجين يعتبر وسيلة عظيمة لتحويل الطاقات المتجددة «شمسية ورياح» لطاقة مخزنة أى قابلة للتخزين وبالتالى لأنه حامل للطاقة فإننى تستطيع تخزينه وبتصديره بشكل تجارى..

وتعتبر التكلفة العالية لإنتاج الهيدروجين والتكنولوجيا المتقدمة هى أكثر العقبات فى التوسع فى إنتاجه.

وفى تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أوضح أن مصر تتصدر الريادة عربيا من حيث عدد المشروعات المرتبطة بإنتاج واستخدام الهيدروجين حيث توجد حاليًا 9 مشروعات للهيدروجين فى مصر منها 5 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشروع واحد لإنتاج الأمونيا الخضراء ومشروعات لإنتاج الهيدروجين الأزرق ومشروع واحد لإنتاج الأمونيا الزرقاء.

ويشير التقرير إلى أن مصر تمتلك فرصا واحدة للانخراط فى سوق إنتاج الهيدروجين الأخضر العالمى مدعومة بمقومات داخلية هائلة من توافر مصادر الطاقة المتجددة «الشمس والرياح» ووجود مساحات واسعة من الأراضى اللازمة لإقامة المشروعات المرتبطة بها وامتلاك آلاف الكيلومترات من الشواطئ فضلا عن توافر الإرادة السياسية بما يعزز مكانتها على خريطة الطاقة المتجددة العالمية ودورها كمركز إقليمى لتداول الطاقة وفرص لتصديره إلدى أوروبا.

الواقع.. والحل 

ولقد أشار السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته بالمؤتمر  cop 27 إلى أن «نصيب الدول النامية من المشروعات المقترحة لم يتجاوز المشروعين من 680 مشروعا مقترحا فى مجال الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم وهذا يعنى أن الدول النامية ستظل أقل قدرة فى الاستفادة من فرص التحول نحو الهيدروجين الأخضر، وذلك لضعف قدراتها التكنولوجية فى هذا المجال الجديد ولغياب البنية التحتية اللازمة للنقل والتخزين وضعف التدفقات للتمويل والاستثمارات الموجهة لها على نحو مستدام» وأوضح قائلاًَ: «إنه حتى فى الحالات القليلة التى تستطيع فيها الدول النامية أن تخطو خطوات ثابتة فى هذا المجال كمصر «على سبيل المثال» يظل عليها مواجهة التحدى الناجم عن توجه بعض الدول لدعم منتجى الهيدروجين الأخضر المحليين على نحو يخفض من تكلفة إنتاج مما يتسبب فى إحداث خلل بالسوق العالمية للهيدروجين ويسهم فى إضعاف تنافسية الهيدروجين الأخضر المنتج بالدول النامية مقارنة بنظيره من الدول المتقدمة».

واختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته قائلاً: «إن حوارنا اليوم لا بد وأن يخرج بخطوات تنفيذية واضحة نتوافق عليها جميعًا وتصل بنا إلى آليات وحلول ناجحة تدفعنا نحو تحقيق أهدافنا المشتركة فى تحول الطاقة».