الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
نقطة.. تفرق كتير!

نقطة.. تفرق كتير!

الحكاية جات علىّ أنا لوحدى.. أيوه جات عليك وعلى كل مصرى أو مصرية على أرض المحروسة.. فالأزمة باتت تؤرقنا جميعًا بسبب ندرة المياه أو حالة الفقر المائى التى نعيشها، أضف إليها حالة عدم الوعى واللامبالاة وعدم ترشيدنا عند استخدام كل قطرة ماء صالحة للزراعة أو الشرب.



فصنبور المياه مفتوح على طول الخط دون توقف ولمدة طويلة، وما يتبع ذلك من إهدار كميات كبيرة من المياه دون شعور أو مراعاة للمسئولية الملقاة على عاتقنا أو الظروف الصعبة التى نعيشها أو نحياها مع ترياق الحياة وهو الماء، وعلينا أن نتذكر دائمًا وجعلنا من الماء كل شىء حى، ولذا يجب أن نتوخى الحذر بسبب حالة الإسراف من جانب البعض فى استخدام المياه والعمل على ترشيدها قدر الإمكان وأن نتسم بالوعى وإدراكنا هذا جيدا خاصة أن الزيادة السكانية الكبيرة أصبحت بمثابة خط أحمر بالنسبة لنا فى كل مناحى الحياة.

ورغم ذلك فإن نقص مواردنا المائية يلقى الاهتمام الأكبر من جانب الدولة، فهو بمثابة أمن قومى بالنسبة لنا جميعًا وفى قمة الأولويات بسبب الفقر المائى الذى نعيشه حاليًا ونعانى منه، ومن الطبيعى أن يزداد احتياجنا من المياه بعد أن تخطينا حاجز المائة مليون نسمة فأكثر ولا وجه للمقارنة بما كنا نستخدمه من المياه خلال حقبة الستينيات أو السبعينيات أو بما نحن فيه فى الوقت الحاضر، فلا مجال للمقارنة بعد أن أصبح نصيب الفرد من الماء أقل من 400 متر مكعب لكل مواطن بعد أن كان من قبل 1000 متر مكعب للفرد الواحد، وما نتج من نقص شديد فى المياه ومدى تأثير ذلك على الرقعة الزراعية بالكامل، وبالتالى النقص فى المواد الغذائية المتاحة رغم الجهود الجبارة التى تبذلها الدولة فى هذا الشأن والعمل على استثمار كل نقطة ماء وحتى مياه الصرف الزراعى حرصت الدولة على الاستفادة منها والعمل على استثمارها ومعالجتها واستخدامها أكثر من مرة فى الزراعة.. فليس مقبولاً لدينا أن تتأثر الثروة الزراعية بسبب النقص فى مواردنا المائية خاصة أن موردنا الرئيسى من الماء من خلال نهر النيل.

هنا يجب أن نتحلى بالحذر من خلال الوعى التام بما نمر به من أزمة فى المياه ونخاطب أنفسنا بالحفاظ على كل نقطة ماء حتى نستثمرها كما ينبغى أن يكون إلى جانب الحرص الشديد على ترشيدنا فى استهلاك الثروة المائية ونعمل مليون حساب حتى لا نفرط أو نهدر كل حبة ماء دون أن نستفيد منها قدر الإمكان كى نبقى أو نعيش، فالماء هو أصل الحياة على الكرة الأرضية.

ولكن بكل أسف هناك صور مرفوضة فى التعامل مع المياه ومنها قيام البعض برش الشوارع بكثرة بالماء بدعوى تلطيف الجو أو درجة الحرارة، وآخرون يستخدمونها بإسراف غريب فى غسيل السيارات بمحطات البنزين أو غيرها، أو كذلك الذين يتركون صنابير المياه غير مغلقة أو مفتوحة على طول دون اكتراث أو شعور بالمسئولية بما يحدث، والبعض الآخر يترك الحنفية دون إصلاح أو صيانة وما يتبع ذلك من نزيف ينهمر من الماء نحن فى أمسّ الحاجة إليه.

 أخيرًا حكّم ضميرك وعقلك من أجل الحياة.