الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
خراب البيوت! 

خراب البيوت! 

التقيت بسيدة شابة هجر زوجها البيت وتركها هى وابنتهما الوحيدة بمفردهما وبالمناسبة هما لم يكملا السنتين مدة زواجهما والأكثر أنه حظر رقمها من على جواله سألتها عن السبب.. وأوضحت لها أن أى زوجين لابد وأن تحدث بينهما مثل هذه المشاحنات فهما من بيئتين مختلفتين وطبيعى أن يحدث مثل هذا التنافر فى البداية ولابد لها أن تحتضنه لا أن تفضحه وسط أهله وأهلها والجيران والحاضرين.. فبعد هذه المعاملة القاسية والصوت العالى بداعى وبدون لأنه حاول أن يمنعها من الشكوى لأهلها الذين تدخلوا بمنتهى العنف، وكأن صالح ابنتهم هو الطلاق والتحايل على الزوج علشان تاخد الشقة باعتبارها حاضنة وكأن هذا هو الهدف من الزواج. 



أما الزوج فقد فر من المنزل ولا أحد يعلم أين هو؟! غير أنه يحاول أن يثبت أن الشقة التى وضع فيها شقا عمره ليست شقة الزوجية ولأنه فهم الملعوب بدأ فى افتعال المشاكل. 

ورغم أننى لاتربطنى بهما أى علاقة فإننى أراه نموذجًا متكررًا من بعض السيدات الشابات حتى ارتفعت نسبة الطلاق!! فهل هذا يعقل؟! فلماذا دائما يتدخل الأهل معتقدين أن الحل هو الطلاق, لماذا لايبتعدون عن المشهد ليدير الزوجان أمورهما معا ! لماذا لايتنازل أحدهما فى بداية الشجار بينهما حتى يخمد نارها ؟!  لماذا يقفان أمام بعضهما كأنه تحدى للأبطال أكون أو لا أكون؟! ما رأيته وسمعته كان الكثير من الحكايات التى تتشابه فى نهايتها وإن اختلفت أسبابها.

فعلا أصبح أمرًا مخزيًا فالرجل من ناحيته يظن أنها بمجرد أن تدخل بيته فهى أصبحت عبدة عنده وعليها واجب الطاعة وإن عصته يتطاول عليها ليقف الزوجان بندية  أمام بعضهما البعض يتراشقان بالألفاظ ؟! لماذا لم يعد أحد يتحلى بالصبر؟!  فحتى تستمر العلاقة الزوجية لابد لها من السكينة والحب والتراحم قال تعالى.

«ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم».. فما بالكم بالأزواج, فالحلول كثيرة ولكن ولأن هؤلاء بعيدون عن الدين عن المعرفة عن المودة والرحمة آخذين الزواج (سبوبة) والخروج بأقل الخسائر مما قد ينعكس أثره على المجتمع بأطفال بلا هوية مشتتين بين أم وأب متناحرين أيتام وأهلهم قيد الحياه لتستمر الصراعات فى قصص كثيرة لا تنتهى تتسارع فيها الخطوات نحو الطلاق.. فقط تذكروا أن الهدم سهل، ولكن البناء هو الأصعب والبيوت السعيدة لا صوت لها والصمت هو عنوان للسعادة.