الشائعــات جريمــة ضــد المجتمـــع
كتبت: ياسمين خلف
بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى نظمت وزارة الأوقاف احتفالاً بذكرى المولد النبوى الشريف بمركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس.
بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ أحمد تميم المراغى.. وقدم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، للرئيس، هدية، عبارة عن نسخة كريمة من المصحف الشريف.
وعقب ذلك شاهد الرئيس، عرض فيلم تسجيلى عن جهود وزارة الأوقاف خلال الفترة الأخيرة.، وتخللت الاحتفالية ابتهال «قمر سيدنا النبى» و«مولاى إنى ببابك» لفرقة «منشدى مصر».
وحضر الاحتفال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى وشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية و عدد من الوزراء وكبار رجال وقيادات الدولة.
وهنأ الرئيس المسلمين والشعب المصرى بمناسبة ذكرى مولد النبوى الكريم قائلاً: «يوم جميل أوى أوى النهاردة إن شاء الله.. أتوجه بالتهنئة لشعب مصر العظيم ولكافة الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى مولد النبى الكريم سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» داعيًا المولى «عز وجل» أن يعيد هذه الذكرى العطرة بالخير على الشعب المصرى وعلى جميع المسلمين فى كافة أنحاء الأرض، وبالأمن والسلام على البشرية جمعاء.
وأضاف الرئيس خلال كلمته فى الاحتفالية: إن احتفالنا بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين مناسبة طيبة للتأمل فى جوهر ومقاصد رسالته السمحة واتخاذه قدوة فى الأخلاق الكريمة وأن نكون جميعًا على دربه القويم حيث كان «صلى الله عليه وسلم» أحسن الناس خلقًا وأصفاهم نفسًا وأحسن معاملة، كان خير الناس لأهله، وخير الناس لأزواجه، وخير الناس لأبنائه، وخير الناس لأصحابه، وهو القائل «صلى الله عليه وسلم»: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى».
وتابع: لقد تعلمنا من ذى الخلق العظيم، فى سيرته العطرة أن مجمل حياته وأخلاقه، كانت ترجمة حقيقية وتطبيقية، لأخلاق وقيم القرآن الكريم وإن من أهم الدروس التى نستلهمها من سيرته «صلى الله عليه وسلم» هى مواجهة الصعاب والتحديات بعمل دؤوب لا ينقطع بكفاح مستمر بلا كللٍ ولا مللٍ حتى نستنفد جميع الأسباب والفرص المتاحة.
وأكمل الرئيس، لا يخفى عليكم، أننا نمضى معًا فى طريق التنمية والبناء فى مرحلة غاية فى الأهمية تمر بها مصر هى مرحلة قوامها العمل والإنتاج بتفانٍ وإخلاصٍ للوصول إلى آفاق جديدة للمستقبل المنشود لوطننا الغالى وما يتطلبه ذلك من إسهامات شعب مصر العظيم لاستكمال الطريق الصحيح الذى بدأناه، ودعمًا لجهود الدولة التنموية من خلال المشروعات القومية العملاقة فى مختلف المجالات، على امتداد رقعة الوطن.
وأضاف: أؤكد لكم أن المنهج الذى يجمع بين الإيمان واليقين فى الله «سبحانه وتعالى»، والعمل المنظم والجهد المتواصل المبنى على الأخذ بأسباب الحياة وقوانينها وتطورها لهو المنهج الرشيد، الذى حرص نبينا الكريم «صلى الله عليه وسلم» على ترسيخه وبثه فى نفوس أصحابه الكرام وتعليمه لأمته «صلى الله عليه وسلم».
وقال الرئيس خلال كلمته، ما أحوجنا ونحن نحتفى بذكرى مولده «صلى الله عليه وسلم» أن نقتدى بأخلاقه فنحرص على مكارم الأخلاق من الصدق، والأمانة، والوفاء بالعهود والمواثيق، والرحمة، والتكافل، والتراحم، وأن نترجم تلك المعانى السامية النبيلة إلى سلوك ودستور عملى، وواقع ملموس فى حياتنا ودنيانا ونبتعد عن كل مساوئ الأخلاق التى لا تليق بنا، ولا بديننا، ولا بحضارتنا.
وقد حذر الرئيس من بث الشائعات قائلا: يتعين علينا أن ننتبه فى ذات السياق، إلى خطورة بث الشائعات؛ فلقد قال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) فالشائعات جريمة ضد أمن المجتمع وصاحبها آثم فى حق نفسه ودينه ومجتمعه ساعيًا إلى الاضطراب والفوضى.
وشدد الرئيس على أنه يتعين علينا جميعًا الانتباه إلى ضعاف النفوس الذين لا يسعون إلى النقد البناء، بهدف التعمير والإصلاح، وإنما إلى إثارة الفتن والأكاذيب، بهدف الهدم والإفساد.
واختتم الرئيس كلمته قائلا: إننى واثق كل الثقة فى الله «عز وجل» وتوفيقه لمصر وشعبها وفى تحقيق آمالنا جميعًا، فى بناء جمهوريتنا الجديدة التى نتمنى أن ينعم فيها شعبنا العظيم بحياة كريمة آمنة «بإذن الله تعالى».
وكّرم الرئيس خلال الاحتفال، بعض علماء الدين والمتميزين والمجتهدين من داخل مصر وخارجها، لجهودهم فى المجال الدعوى ونشر الوسطية وتصحيح المفاهيم وجهودهم فى إثراء المكتبة الإسلامية بمؤلفاتهم، بينهم مفتى جمهورية تنزانيا زبير، والدكتور محمد أحمد مسلم الخلاينة، وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وفى لفتة إنسانية، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على النزول من المنصة لتكريم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق و عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.