السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خطة كيوبيد.. المسرح يواجه أزمات الحب

نجح صناع العرض المسرحى «خطة كيوبيد» فى المزج ما بين الكوميديا والتراجيديا فى آن واحد، فعلى الرغم من كونها مسرحية كوميدية تثير الضحك إلا أنها في الوقت ذاته تختلط بمشاعر الخوف والقلق من المستقبل، خشية أن يحدث لك ما حدث للآخرين من تجارب فاشلة فى اختياراتهم العاطفية، فقد سيطرت على بطلة العمل «سيلين» فكرة الخوف من النمط المُعتاد والمُتكرر لصديقاتها نتيجة اختياراتهن العاطفية.



 

فما الذى لفت صُناع «خطة كيوبيد» لهذا العرض المسرحى، وكيف تعاملوا مع فكرة قرب المسرح من الجمهور، وما الشعور الذى انتاب الأبطال لتقديم الكوميديا للمرة الأولى، وماذا عن خطتهم للعرض المسرحى،  وكيف تعاملوا مع فكرة تجسيد أكثر من شخصية ضمن الأحداث.. كل هذه الأسئلة يجيب عليها صُناع العرض المسرحى «خطة كيوبيد» فى حوارهم مع مجلة «صباح الخير».

كوميديا الحب

 يقول المُخرج أحمد فؤاد إن فكرة العرض المسرحى «خطة كيوبيد» جاءت بعد مُناقشات طويلة بينه وبين الفنان مُحسن منصور مدير مسرح السلام، وانضم إليهما المؤلف عبدالله الشاعر، واتفق الثلاثى على عرض جماهيرى يُقدم بشكل احترافى ومُختلف فى إطار كوميدى حول فكرة الحب.

وفى مطلع حديثه لمجلة «صباح الخير» يشير فؤاد إلى أن التحضيرات للعمل استغرقت وقتًا طويلًا قبل البدء فى تنفيذ الفكرة والتحضير لها، وبعد ذلك كانت البروفات مكثفة، وعملوا لمدة شهرين على كيفية خروج العرض، مُعتبرا أن هذا الوقت «قياسى» بالنسبة للمسرح، خاصة أنه عرض به الكثير من التفاصيل والغناء والموسيقى «اللايف».

يضيف أحمد فؤاد: «كنت دقيقًا للغاية فى اختيارى للممثلين واستغرق ذلك منى وقتا طويلا، وخاصة أن (خطة كيوبيد) عمل كوميدى،  وأنا أحب العمل فى مدرسة الكوميديا القائمة على كوميديا الموقف الذى يتطلب ممثلا لديه قدرات عالية، يستطيع تقديم التراجيدى مثلما يُقدم الكوميدى،  ويستطيع أيضا الغناء وتقديم أداء حركى،  وتوافر كل ذلك ليس أمرا سهلا، فمعيار اختيارى كان الممثل الجيد والروح الجيدة، فالمسرح عائلة ويجب أن أختار أشخاصا يستطيعون العيش معا».

وحول قرب المسرح من الجمهور، يؤكد مُخرج «خطة كيوبيد» على أن هذا القرب إضافة للعمل، وكان تحديًا أكثر من كونه صعوبة فى كيفية صنع أكثر من لوكيشن على مستوى الديكور فى قاعة صغيرة بهذا الحجم.

ديكور شيك 

فى سياق مُتصل، يُشير مهندس الديكور أحمد أمين أنه جلس مع مُخرج العرض المسرحى «خطة كيوبيد» أحمد فؤاد مرات عديدة للاتفاق على شكل الديكور المُستخدم فى العرض، فتقسيم الديكور لثلاثة مناظر «المنزل من الداخل ومن الخارج والمقهى» لم يكن الاختيار الأول.

يضيف: «أبرز الصعوبات التى واجهتنى فى الديكور كانت القاعة، فهى صغيرة ومطلوب منى تنفيذ ثلاثة ديكورات مختلفة، فكان التحدى بالنسبة لي هو كيف أصنع من هذه القاعة الصغيرة ثلاثة ديكورات مُختلفة.. والحمد لله وفقت فى ذلك».

وخلال حديثه لمجلة «صباح الخير» يوضح مهندس ديكور «خطة كيوبيد» أنه تعمد استخدام الألوان الهادئة لأنها مُناسبة بشكل أكبر لمساحة القاعة، فلا يصح استخدام ألوان ساخنة لأن الديكور قريب جدا من الجمهور والألوان الساخنة سترهق نظرهم، فاختار لونين هما الأبيض والأزرق الفاتح ولعب بالألوان البسيطة مثل الأصفر والأحمر والأخضر من خلال الأكسسورات «الورد وقصارى الزرع»، حتى يأخذ الديكور شكلاً تكميليًا، واستغرق كل ذلك ما يُقرب من 10 أيام.

واستطرد قائلا: «كنت مهتماً كثيرا بأن يخرج الديكور في شكل شيك وليس فى شكل مبتذل، نظرًا لقربه الشديد من الجمهور».

شرف المحاولة

من جهتها، تؤكد الفنانة نوال سمير أن سبب مشاركتها فى «خطة كيوبيد» من خلال شخصية «هيرا» هو السيناريو والمُخرج، فالعمل مكتوب بشكل احترافى وجيد، والمُخرج أحمد فؤاد رائع وصاحب وجهة نظر ويفهم جيدا ماذا يفعل، إضافة لفريق العمل الموهوب. وبالتالى كل هذه الأسباب جعلتها متحمسة للغاية للمشاركة فى العمل.

كما لفتت سمير خلال حوارها لمجلة «صباح الخير» إلى أنها واجهتها صعوبات فى الشخصية بالبداية حتى تتعرف عليها جيدا، ولكنها دائما عندما تُجسد دورا فنيا جديدا تتركه «يحضر لوحده» ليخرج كما هو فى شكله الطبيعى،  قائلة: «توحدت مع (هيرا) وتركتها بانفعالاتها وكل تصرفاتها من البداية للنهاية دون تكلف».

وأشارت إلى أنها كانت خائفة من تجسيد اللايت كوميدى للمرة الأولى، وخاصة أنها غير مصنفة فنيا كممثلة كوميدية، ولكنها رأت بأنه يكفيها شرف المحاولة، ولكنها كانت تثق فى قدرات المُخرج أحمد فؤاد لأنه مُخرج واع وصاحب رؤية مُختلفة.

 

جانب من العرض
جانب من العرض

 

وحول التناغم بينها وبين الفنان عبد المنعم رياض على المسرح، قالت إن سبب تمسكها بالعرض هو أنها ستقف أمام الفنان العملاق عبد المنعم رياض،الذى استمتعت بالعمل معه، فدائما تشعر بأنها من الضرورى أن تُذاكر وتشتغل على نفسها كثيرا»، لأنها أمام فنان ليس له مثيل والوقوف أمامه كان تحدى وشرف لها.

حالة من الحميمية

من جانبه، يرى الفنان عبدالمنعم رياض أن الحب ومشاكله والانفصال السريع، من أصعب الأشياء التى تمر على جيلنا الحالى، فالعمل مُناسب للغاية لهذه التركيبة لأنه  يتناول قضية هامة قد يدركها الناس لكنهم لا يتعاملون معها، فكل طرف من أطراف العلاقة يجمّل نفسه دومًا ولا يُصارح الآخر بمخاوفه من هذه العلاقة، وسبب ذلك عدم التفاهم وعدم تحمل المسئولية، لذلك فكرة العمل مهمة للغاية خاصة للمُقبلين على الزواج.

يضيف: «لم أشعر بالقلق من تقديم الكوميديا    في(خطة كيوبيد)، فقد مررت بفترة كانوا يحصرونني فى أدوار الكوميديا ولكننى هربت منها، وعندما طلب منى المُخرج أحمد فؤاد تجسيد شخصية (كيوبيد) وعلمت بملامحها لم أشعر بأى خوف أو قلق، لأن أحمد فؤاد ليست لديه الكوميديا المختزلة (الوحشة) أو الضحك من أجل الضحك، فالموقف لديه والشخصية هى السيد والتى يخرج منها الضحك، فكنت سعيدًا للغاية بخوض هذه التجربة مع مُخرج واع».

وعن قرب المسرح من الجمهور، قال عبدالمنعم إن ذلك يصب فى صالح العرض، فمسرح القاعة «جماله فى حميميته»، فبين الفنان والمتفرج متر أو متر ونصف، وبالتالى معظم الوقت مطالبين أن نكون طبيعيين وهادئين، ونعلم جيدا بأن الجمهور يجلس وكأننا معه فى المنزل، فهناك خصوصية فيجب أن نحرص على قربنا منه، وقرب المسرح من الجمهور خلق لنا حالة من الطاقة».

الضحك لا يشغلنا أما الفنان كريم الحسينى فيشير إلى أن شخصيته فى العمل معتمدة على كوميديا الموقف والشخصية ذاتها، فـ«خطة كيوبيد» قريبة من مدرسة العظماء فى الكوميديا مثل الفنان نجيب الريحانى وتوفيق الدقن، قائلا: «الكوميديا إن جاءت فخير وبركة وإن لم تأت مفيش مشكلة».

تابع: «نحن نعرض أكثر من مرة فى الليلة وهناك جمهور يأتى كى يضحك، وهناك من يأتي ليركز، ففكرة الضحك لا تشغلنا على الإطلاق بل الذى يشغلنا هل فكرة العرض تصل جيدا للجمهور أم لا، وهل نحن نصدق ما نقدمه أم لا، لأن ذلك أمر هام للغاية لأننا إذا صدقنا أنفسنا سيُصدقنا الجمهور».

واستطرد قائلا: «العرض يتناول قضية تهم كل الشرائح بداية من المرتبطين فى سن المراهقة وصولاً للمتزوجين، فنجد الجمهور أثناء حضورهم العرض فى مشاهد محددة يُمسكون أيادى بعضهم، وفى نهاية العرض نجدهم يطبطبوا على بعض، فهذه هى الرسالة الحقيقية التى نخرج بها كل يوم.

مُغامرة فنية 

وتعتبر الفنانة أمنية حسن تجسيدها لأكثر من شخصية ضمن العرض المسرحى «خطة كيوبيد» مغامرة فنية مهمة،والسيناريو كان من أكثر الأشياء التى لفتت انتباهها قبل البدء فى التحضيرات، فعلى الرغم من الصعوبات التى واجهتها فى التحضير لأكثر من شخصية مُختلفة بجانب الغناء مع التمثيل، إلا أنها سعدت كثيرا بذلك،و خاصة أن لديها ملكة تجسيد الشخصيات المتنوعة.

وأكدت حسن خلال حوارها لمجلة «صباح الخير» على أن «خطة كيوبيد» تُعد محطة مهمة فى رصيدها الفنى، و خاصة أن العرض يضم ممثلين موهوبين، مضيفة: «شخصيتى مليئة بالانفعالات والتحولات وذلك بسبب تقديمها فى شكل فانتازى رغم أنها شخصية حقيقية. وهنا يكمن التحدى، وخاصة أننا أخذنا نموذجًا عن البنات وتفكيرها فى الوقت الحالى».