السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
من أجل عالم أكثر أمانًا!

من أجل عالم أكثر أمانًا!

من مصر إلى أسكتلندا إلى البرازيل والهند، ودول ومدن أخرى فى العالم، هناك مبادرات وجهود حثيثة للاستفادة من التكنولوجيا الرقمية فى جعل المدن أكثر أمانًا للنساء عن طريق إنشاء ما يعرف بـ«خرائط التحرش»، التى تسمح بمشاركة النساء تجاربهن عند التعرض لأى اعتداء، وتحديد الأماكن الأكثر خطرًا فى شوارع المدن التى يعشن فيها.



فى مصر ابتكرت مجموعة من الفتيات منذ أعوام خريطة التحرش «امسك متحرش» التى تسمح للنساء بالإبلاغ عن حوادث الإساءة والتحرش فى الأماكن العامة، من دون الكشف عن أسمائهن. عبر هذه الخريطة يمكن الإبلاغ عن حوادث التحرش الجنسى سواء مباشرة عند حدوث الواقعة، أو فى أى وقت مناسب بعدها، وذلك عبر الهاتف المحمول أو الكمبيوتر. المشكلة أن بناتنا ونساءنا يشعرن بارتباك وعدم ارتياح تجاه التحدث بصراحة عما يتعرضن له. ربما تحدثن إلى الأصدقاء، ولكن بالتأكيد ليس إلى العائلة ولا بشكل «علنى»، مع معتقدات تعتبر أن من يتعرضن للتحرش يجلبن العار والفضيحة للأهل.

وفى إسكتلندا، تقوم نساء فى مدينة جلاسكو بجمع بيانات حول تجاربهن مع التعرض للعنف والتحرش فى الشوارع. وتوضع البيانات فى تطبيق خاص يكون بمثابة خريطة على الإنترنت تزود النساء بتقارير عن التحرش، بما فى ذلك التعرض للمطاردة والترهيب، أو الاعتداء الجنسى. وبحسب تقديرات منظمة «المنتدى البرازيلى للأمن العام» غير الحكومية والمعنية بالسلامة العامة، فإن حالة مضايقة تحصل كل أربع ثوان فى وسائل المواصلات العامة فى البرازيل. وفى الهند الكثير من الفتيات والنساء على استعداد لترك المدرسة أو الوظيفة من أجل تجنب استخدام وسائل النقل العام، وما تمثله من رعب.

الذراع الدولية لهذه المنصات وسعت نطاق عملها، لبناء مجتمع من الدعم ومشاركة الخبرات. وهى تقدم المشورة والدعم للنساء فى كل بقاع العالم، وقد ساعدت فى تشغيل منصات لمكافحة التحرش فى دول أخرى، تسمح للنساء بتشارك الخبرات لتأسيس بيئة رافضة للتحرش والمضايقات فى الأماكن العامة والخاصة، وعدم التسامح مع ذلك مطلقا، وإيصال البيانات المجمعة إلى السلطات المعنية. وكان رد الفعل إيجابيًا فى العمل على تعزيز سلامة النساء فى المناطق الساخنة من خلال اتخاذ تدابير جديدة، مثل إرسال المزيد من دوريات الشرطة ووضع كاميرات مراقبة، وتقديم طرق قد لا تكون بالضرورة الأسرع، ولكنها مأهولة أكثر بالناس أو أفضل إضاءة. 

من أجل مجتمع أكثر أمانًا،علينا الدعوة  للقضاء على  ثقافة  تبرير الاغتصاب التى تلقى اللوم على الضحية سواء بسبب اللباس أو التصرفات، ونشر فكرة أن التحرش يحدث بدافع الشهوة، ومشاركة النساء فى الحملات الأهلية وشبكات التكنولوجيا الرقمية ضد التحرش، شريطة أن تمتلك الضحية الجرأة على فضح المتحرش والتمسك بحقها فى الدفاع عن نفسها، ومعرفة موقفها القانونى فى البلاد، وكيفية التعامل مع الجهات الأمنية والسلك القضائى،  بعد أن تسن الدولة القوانين بفرض عقوبات رادعة تجعل المتحرشين يخافون من ارتكابها وتنفذ دون تمييز.