السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأصوات الباطلة ضعف أصوات حمديـن!

الأصوات الباطلة ضعف أصوات حمديـن!
الأصوات الباطلة ضعف أصوات حمديـن!


إبطال الصوت فى انتخابات الرئاسة 2014 يجب ألا يمر مرور الكرام، فالنسبة كبيرة فاقت الأصوات التى رشحت حمدين صباحى، أى لا يمكن الاستهانة بها، وهم بالقطع يختلفون عمن قاطع الانتخابات فهم قد ذهبوا حتى صناديق الاقتراع فى حرارة الجو وتكبدوا مشقة الطوابير حتى وصلوا لورقة الانتخاب، فلم يجدوا فى أى مرشح ضالتهم ففضلوا إبطال أصواتهم!.. فإذا كان هناك جزء منهم قد يكون أبطل صوته كنوع من العند أو عدم النضج أو عدم تفهم المشهد السياسى بشكل لائق فإنه يوجد أيضا من أبطل صوته لفكر سياسى أو نوعا من الاكتئاب وفقدان الثقة فى الحلم أو الزعيم الذى يمكنه تحمل هموم الوطن وأن الطرق كلها أغلقت، والأمس مشابه الغد.
 
 
وتبدو نسبة الأصوات المستبعدة فى 2014 اكبر من نظيرتها بانتخابات الرئاسة الماضية فى جولتيها الأولى والثانية، ففى عام 2012 بلغ عدد الأصوات المستبعدة بالجولة الأولى 406.720 بنسبة 1.27٪، فيما وصل العدد بالجولة الثانية إلى 843.252 بنسبة 3.2٪.. وقد أظهرت النتائج النهائية لمحافظة القاهرة أنها الأعلى فى ارتفاع نسبة الأصوات غير الصحيحة، التى بلغت 161 ألفا، فيما وصل عدد البطاقات المستبعدة لبطلانها بالجيزة 99 ألفاً و833 صوتاً.. وفى الدقهلية، بلغ عدد الأصوات الباطلة 61162، مقابل 54344 صوتاً فى محافظة الغربية، فيما أبطل 60 ألفاً و646 ناخبًا صوتهم بمحافظة الشرقية.
 
 
السكندريون أيضًا كان لهم نصيب وافر ضمن قائمة إبطال الصوت، حيث بلغ عدد المبطلين والاستمارات غير الصحيحة 80 ألفاً و851 صوتًا، وبلغت النسبة الباطلة من أصوات المشاركين بالقليوبية 3.66٪، وفى البحيرة 60538 صوتًا، وفى محافظة مطروح سجلت الأصوات الباطلة 5317 صوتًا، إلا أنها بلغت فى محافظة المنوفية 38902 صوت.
 
 
التقيت ببعض النماذج ممن أبطلوا أصواتهم، سألت مها -36 عاما- تعمل سكرتيرة عن سبب إبطالها لصوتها وقد تكبدت مشقة الوصول للجنة التى تبعد عن منزلها أربع محطات مترو فقالت: فى الصباح حذرتنى والدتى من أن أنتخب حمدين وأوصتنى بانتخاب السيسى،وأنا لا أرى فى كلا المرشحين أملا، لذلك ذهبت للجنة وبعد أن استلمت الورقة وجدت نفسى أبطل صوتى عندًا فى أمى التى تتحمس للمشير السيسى!
 
 
وإذا كانت مها أبطلت صوتها مجرد مكابرة ورغبة فى أن تلقن نفسها درسا بألا تسير وراء كلام الكبير فقط، وكأنه نوع من العقاب فإن محمد سليمان شاب فى العشرين من عمره كان سعيدا وهو ينشر البطاقة الانتخابية له وهى مذيلة بكلمة (مش هقدر اديك) وهى العبارة التى انتشرت مؤخرا والتى تنم عن الصراع بين عشاق ومحبى السيسى وبين من يريد إعمال عقله ولا يسلم بالأمور.. ربما محمد أضاع صوته، أضاع فرصة أن يكون إنسانا إيجابيا معتقدا أن الإيجابية والعنترية فقط فى نشر بوست لبطاقته الانتخابية وهو يرفض كلا المرشحين.
 
 
معتز حالة أخرى فقد ذهب لإبطال صوته لأنه يعلم أن المقاطعة عمل جبان وكسول - على حد قوله - وأن الأفضل المشاركة، لكنه لم يقو على إعطاء أى من المرشحين صوته فأحدهما مستميت على الكرسى بشكل مريب، موضحا أنه قد يكون يؤدى تمثيلية والآخر يعيد لمصر القبضة الأمنية من جديد، لذلك ذهب للاعتراض وليس الإبطال كما قال.
 
 
الحاج درويش- 05 عاما- أبطل صوته لأنه شعر أن الحكومة تتعامل معه كأنه طفل صغير فالغرامة المالية أمر مهين حتى الأطفال لا نتعامل معهم بهذا الاستخفاف والفوضى، فهو قد قرر أن يقاطع الانتخابات فلا يجد من يعبر عنه، لكن الحكومة أجبرته على النزول لإملاء رأى مغاير لرأيه فما كان منه إلا أنه أبطل صوته!
 
 
نهال- 30 عاما- أبطلت صوتها لأنها لم تجد فى برنامج المرشحين سوى كلام رنان لا يعبر عن مشاكل المجتمع الحقيقية، فلم تجد برنامجا تقرأه ولم تر فى أى كلام مرشح كيفية استرداد حقوق الشهداء ولا وعودا حقيقية لفتح كل الملفات الشائكة، كل ما وجدته كلمات رنانة ووعود انتخابية، لكنها تعتقد أن الدماء قد ذهبت سدى وهى لن تشارك فى مسرحية هزلية معروف نتيجتها مسبقا، لذلك أبطلت صوتها ولم تقاطع لأن المقاطعة سلبية ترفضها لكن الإبطال صيحة تنبيه للغافلين أن هناك معترضين!
 
 
حسين عبد الرازق، القيادى بحزب التجمع يرى أن أغلب الذين أبطلوا أصواتهم هم من جماعة الإخوان المسلمين كى يظهروا للعالم فشل الانتخابات الرئاسية محاولين إحداث ردة فى خارطة الطريق واستحقاقات الثورة وأن هناك نسبة بسيطة من الشباب المعترض أو الرافض أو غير المدرك للحقائق نظرا لفشل الحملات الانتخابية للمرشحين، لكنهم ليسوا بالكثير ويجب استيعابهم.
 
 
مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفى قد أعلنوا مقاطعتهم، ولكن كان فى نيتهم المشاركة لإظهار أن هناك من يرفض وصول السيسى للرئاسة، ولكن لم تؤثر تلك العملية على نتيجة الانتخابات الرئاسية لتفوق شعبية السيسى.
 
 
القيادى الاشتراكى أحمد بهاء الدين شعبان يرى أن تعميم الأصوات الباطلة على الإخوان والسلفيين تفكير غير صحيح فيجب البحث فى الموضوع بشكل أكثر عمقا وفهما، فأنا أعرف شبابا قد أبطل صوته ولا ينتمى للإخوان، فيوجد قطاع كبير من الشباب قلق على مستقبل مصر يخشى من الرئيس ذى الخلفية العسكرية يخشى من عودة الوجوه القديمة، يرى فى حمدين كومبارس، لذلك هناك أسباب عديدة يجب الوقوف عندها ومناقشتها.
 
 
فالقطاع الذى أبطل صوته يرفض مجموعة من القوانين والإجراءات التى اتخذت بعد ثورة 30 يونيو ومنها الملاحقات الأمنية لبعض الشباب وفرض قانون التظاهر، وبالتالى على الرئيس أن يدرك حقيقة الوضع ويسعى لتحقيق طموحات هذا القطاع ويعمل على عودته ضمن الظهير الشعبى له، بالإضافة إلى أن القول بأن من أبطل صوته لا يعترف بثورة 30 يونيو فهذا خطأ لأن من أبطل هو غير مقتنع بالخيارين ويجد نفسه مجبرا على التصويت.
 
 
فيما أوضح على مقلد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن الأصوات الباطلة تضم ثلاث مجموعات، الأولى هى أصوات حزب النور والدعوة السلفية، فهم ذهبوا إلى اللجان ولكنهم أبطلوا أصواتهم، وهدفهم من ذلك الظهور أمام المجتمع أنهم مشاركون فى العرس الديمقراطى وأنهم مؤيدون للرئيس المنتخب المشير عبد الفتاح السيسى فى حين أن السلفيين وخاصة قواعدهم لاتزال قلوبهم مع الإخوان فهم ذهبوا خوفا وطمعا إلى الصناديق، ولكنهم أبطلوا أصواتهم دعما للإخوان ولو بشكل سرى، وهذا ليس بجديد على السلفيين فقد شاركوا الإخوان من قبل فى اعتصامى رابعة والنهضة ولما زالت دولة الإخوان هرولوا إلى خارطة المستقبل بمشاركتهم فى إجراءات 3 يوليو، أما المجموعة الثانية فهم بعض المتعاطفين مع الإخوان الذين خشوا على أنفسهم من الغرامة المادية فذهبوا لإثبات موقفهم من المشاركة، لكنهم أبطلوا الأصوات لأنهم يرفضون المرشحين.
 
 
ويضيف مقلد: إن المجموعة الثالثة التى أبطلت أصواتها هم مجموعات من القوى الثورية حاولت أن تجد لنفسها موقفا وسطا، حيث التزمت بالمشاركة فى الانتخابات لأنهم كانوا جزءا من ثورة 30 يونيو، ورفضوا المقاطعة حتى لا يحسبوا على الإخوان أو يدعموا موقف الجماعة، لكن هؤلاء لم يروا فى السيسى وصباحى من يمثل أفكارهم فاتخذوا الطريق الوسط وهو المشاركة مع إبطال الأصوات، وشدد مقلد أن الأغلبية الكاسحة قالت رأيها وصوتت للسيسى وبناءً عليه يكون رصيد ما يسمى بالقوى الثورية والدينية فى مصر لا يتعدى المليونى صوت.