الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

احنـا أحسـن مـن غيرنـا

وهو يمشى الهوينا على شاطئ النيل القريب من مسكنه التقى بصديق قديم لم يرَه منذ سنوات فجأة وجده أمامه يمشى كعادته منتصبًا ولكن يستند على عصا.... ياه أنت فين يا عم محمد.. كنت آراك من شرفة منزلى تمسك يد ابنك الجميل وتداعبه وهو يقود درّاجته الصغيرة.. لم أعُد آراك منذ فترة طويلة هل سافرت الخليج مرّة أخرى؟.



ابتسم بسخرية: خليج إيه بأه يا لطفى.. أنا لم أعُد قادرًا على السفر إلى بلدتى الصغيرة فى الريف كما كنت أفعل دائمًا بعد عودتنا من الخليج لم أعد أمارس أى هواية من هواياتى ومنها المشى بهمّة.

ما أنت ماشى أهو..؟!

أوامر الأطباء لى بالمشى وبالراحة.

خير إنشاء الله؟

اقعد أحكيلك.…

وجلسنا على السور الحجرى النهر خلفنا والبشر من الشباب يمرحون ويلعبون حولنا، وبدأ صديقى يحكى أو قُل يشكو ما جرى: أصل أنا شيلت نص المعدة تقريبًا واستأصلوا البروستاتا قلت ماشى.. مفيش 6 أشهر إلا وحصلى أزمة قلبية.. عملت قلب مفتوح كلفنى الشىء الفلانى ويادوب خارج من المستشفى من كام يوم قالولى لازم تمشى كل يوم نص ساعة... أهو بمشى على أد ما أقدر.. 

ثم تنفّس بعمق وألم جعله يمسك بصدره وسألنى: وأنت؛ إزاى صحتك؟.. ضحكت وقلت له: أسخم من صحتك.. ابتسم: لماذا؟!

خد عندك دعامة فى الشريان التاجى ثم استئصال ورم فى الكلى اليسرى ثم الارتداد فى الورم مكان الكلى منذ عامين أتناول علاج كيماوى مُهلك آثاره الجانبية فظيعة.

ابتسم وقال: ولكننا ما زلنا على قيد الحياة نقاوم أمراضنا. ثم قام فجأة وهو يقول:.. عمومًا احنا أحسن من غيرنا.. خلينا نطمّن على بعض.

واتجه كل منّا فى طريق يمشى الهوينا مستندًا على عكازه بعد عدة خطوات استدار ونادى علىّ وهو يشاور بيده.. ويقول بابتسامة: صدّقنى احنا أحسن من غيرنا..!!