الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شعر

غيور أنا

غيور أنا



غيور أنا ؟!

أم غير مدرك المعانى؟!

يا نفسٌ: قد تحررتِ من القيود

وذاك الناظرين وراء النوافذ

منتظرين عبور الحنين

بشريهم بقدوم الغريب

الذى شرع فى كسر القيود

وانثرِ نبوءة الحلم؛

الحلم الذى لا يغيب

أيجبّ علينا الإيمان بالمواعيد؟

وهذا  الحلم البعيد..

وهل يرافق العهد الجديد أم القديم؟ 

لا أحلمُ كونى ساهرًا

بل الواقع فى غياهب النسيان

بين شقِ الرحى تطحن نفسى 

أسير المواعيد

التى لا تجىء

ولا أفوز برضا جمالها

رغم كونها طوعتنى تحت سحرها

الذى يسود من فوق رءوس الهاربين

تخلق حالة من جموع الفكر العنيد

لا أنا قادرٌ على الرحيل أو البقاء

تحت سطوة أقدراها التى لا تلين

وقولى: واخبر الزمان متى

يرفع عنى سحر؟

قد ألبسنى الحزن عمرًا

ويحرر نفسى المطحونة

فى قدر عنيد

أو يلملم  أشلائى التى تناثرت

بين زويا الكون فى دائرة النسيان

وأعلم يا دهرًا؛

أنا الفارس الذى

يمتطى الفرس المجنح

الذى به تتحقق به المواعيد

ولا تقول لى:

كثرة الحب أصابتك بالهذيان

وكأس خمر العشق انسكب

على باحة المعبد

قدم قرابين الحب والطاعة

فزاد التمثال جمالًا  ونطاعةً

رائحة المسك الخارج من لدنك

أطيب من رائحة الورد الذابل

عند حدائق الموت الموجودة خلف ظهرك

لعنة الحرية القادمة من الأسفل

تزحف من بين جسد التمثال الأبكم

على سيقانه على جذعه ثم جسده

على أكتافه واستقرت

ومن هى التى استقرت؟

تلك الحية؛

فغرت فاها؛ وصدمت أعمدة المعبد

سقطت جدرانه حطمت أحلامه

ماتت الأقوام التى جاءت

بالأمس تعيد أمجاده

وصبت لعنات الماضى البعيد

عبر جسر من عيونها إليهم

أصعدت أجسادهم وأنزلتها

جعلتهم مثل دمية تحركها جاذبية القدر

وعزفت بقيثارتها هذا النشيد

الذى

ظل لحنه ينساب من بين أركان

المكان

الذى عشت فيه أحلامى وأوهامى

وكنت يومًا غيورًا عليه

صار اليوم حطامًا

تحلق أجنحة النسور

تلتقط ذكرياته وترثى حاله

يومٌا من الماضى استحالة

أن تعود أمانيه.