السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رزان جمّال: نداهة الكاميرا خطفتنى من المسرح

رزان
رزان

لفتت الفنانة رزان جمّال الأنظار إليها منذ بداية مشوارها الفنى؛ حيث بدأت فى المشاركة ضمن الأعمال المصرية انطلاقًا من مسلسل «إمبراطورية مين» مع الفنانة هند صبرى، ثم توالت الأعمال لتشارك فى بطولة مسلسل «ما وراء الطبيعة» المأخوذ عن سلسلة روايات بنفس الاسم للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، ولكن مؤخرًا اعتبر البعض دورها فى فيلم «كيرة والجن» أمام النجمين كريم عبدالعزيز وأحمد عز هو انطلاقتها الحقيقية.



 

برعت رزان جمّال فى تجسيد دور الفتاة ذات الأصول الأجنبية، ربما بسبب ملامحها الغربية الرقيقة؛ حيث قدمت فى فيلم «كيرة والجن» المأخوذ من رواية «1919» لأحمد مراد، شخصية «إيملى» ابنة القاضى البريطانى التى تقع فى حب البطل أحمد عبدالحى كيرة، وتركت انطباعًا جيدًا لدى المشاهدين.

عن مشاركتها فى الفيلم، وكواليس التعاون بينها وبين الأبطال، وموقفها من ردود الفعل حول العمل، وجديدها فى الفترة المقبلة، كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار.. 

 

صورة بملابس التصوير مع كريم عبدالعزيز
صورة بملابس التصوير مع كريم عبدالعزيز

 

هل قرأت رواية «1919» قبل البدء فى تجسيد الدور أمْ لا؟

- بالتأكيد قرأتها؛ لكى أكون مُلمّة بوجهة النظر الكاملة للكاتب أحمد مراد؛ خصوصًا أنه مؤلف الرواية وهو أيضًا كاتب السيناريو والحوار للفيلم. ووقعت فى غرام الرواية وشخصية إيميلى، حتى إننى أرسلت لوالدتى رسالة من القاهرة إلى لندن على اعتبار أننى إيميلى.

كيف كان استعدادك للدور رغم صعوبة الحصول على مَراجع تاريخية لهذه الحقبة من التاريخ المصرى؟ وهل نصحك مروان حامد بنصيحة معينة للدور؟

- بالإضافة لقراءة الرواية، أجريت العديد من الأبحاث والقراءات الأخرى التى تتناول هذه الحقبة من تاريخ مصر والتى تعود إلى مائة عام تقريبًا. كما نصحنى المخرج مروان حامد بقراءة السيرة الذاتية لبرتراند راسل التى تتكوَّن من 800 صفحة. كما قابلت أستاذة سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات الشهيرة؛ للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول شخصيتى والتعرف على وظيفة عالم الآثار، بالإضافة إلى مشاهدتى للعديد من الأفلام، ليس فقط لفهم شخصيتى ولكن أيضًا لفهم الشخصيات الأخرى مثل شخصية دولت فهمى التى جسدتها هند صبرى.

للمرة الثانية تشاركين مع الفنانة هند صبرى.. كيف كانت رزان جمّال فى التجربة الأولى وكيف أصبحت الآن بعد مرور 12 عامًا؟

- أسعدنى جدًا العمل مع هند صبرى للمرة الثانية. وهناك اختلاف كبير بين «كارلا» فى «إمبراطورية مين» و«إيميلى» فى «كيرة والجن»، فالأولى شخصية شعبية قُدمت فى إطار كوميدى، أمّا الثانية فهى شخصية درامية قُدمت فى إطار تاريخى سياسى، والاثنتان نالتا استحسان الجمهور المصرى. 

رغم تنوُّع تجاربك الفنية فإنك لم تقدمى دور الفتاة المصرية حتى الآن.. فهل اكتفيت بتقديم دور الفتاة ذات الأصول الأجنبية؟

- أتمنى تقديم الأدوار المتنوعة ذات الخلفيات الاجتماعية والثقافية المختلفة، وبالطبع أتمنى أن أقدم شخصية البنت المصرية، وقد سبق لى أن قدمت فى مسلسل «إمبراطورية مين» شخصية «كارلا» الأجنبية المتزوجة من مصرى (محمد ممدوح)، والتى تشرَّبت الطابع الشعبى من البيئة حولها، وهى شخصية كوميدية لاقت استحسانًا لدى الجمهور المصرى.

شاركت مع منصة نتفليكس فى عملين مختلفين أحدهما مصرى «ما وراء الطبيعة» والآخر أجنبى «The Sandman» فما الفرق بينهما؟

- العمل المصرى هو مسلسل «ما وراء الطبيعة» القائم على سلسلة كتب شهيرة للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، وهى سلسلة لها جمهور عريض فى العالم العربى، وقدمت من خلاله شخصية ماجى الإسكتلندية صديقة دكتور رفعت إسماعيل بطل السلسلة، التى تأتى فى زيارة قصيرة لمصر وتتحدث المصرية بصعوبة. أمّا العمل الأمريكى The Sandman فهو قائم على واحدة من أكثر القصص المصورة مبيعًا وإحدى سلاسل دى سى كوميكس الشهيرة التى تحمل نفس الاسم، وفيه أجسد شخصية لايتا هول ابنة البطلة الخارقة Wonder Woman فى النسخة الأصلية للكتب المصورة، ولكنها فى المسلسل سيتم تسليط الضوء أكثر عليها كأرملة فقدت زوجها وما تعانيه من حزن عليه، لذلك هناك اختلافات ببين العملين بالفعل، فهما ينتميان إلى ثقافتين مختلفتين، ولكل منهما بصمته الخاصة، وطريقته فى تناول الأمور. ومع ذلك يتشابهان فى الكواليس التى تجعل الممثل يشعر بالأمان والحرية والاحترام ويدعو إلى التعاون. بالإضافة إلى ذلك، فكلاهما مقتبس من كتب ناجحة جدًا، لذلك أعتبر نفسى محظوظة لأننى عملت فى مشاريع تعنى الكثير للناس.

 

بوستر المسلسل
بوستر المسلسل

 

قدمت أعمالًا فنية فى بلدان مختلفة بين مصر وأوروبا ولبنان.. ما الاختلاف فى العمل بين كل من هذه البلاد؟

- هناك العديد من الاختلافات بين الثقافات، لكننى اعتدت على تشرُّب هذه الاختلافات. ومن التجارب العديدة اعتدت على التركيز على الإيجابيات والدروس التى يمكننى تعلمها. وأتمنى أن أستمر فى العمل بين العالمين لأننى فخورة للغاية بالمساهمة بشكل إيجابى فى التمثيل العربى على الساحة الدولية.

رزان جمّال تسعى للنجومية خارج حدود الوطن العربى أكثر ما تسعى لها داخله.. هل هذا صحيح؟

- ربما كان هذا هو الحال عندما كنت أصغر سنًا؛ ولكن مع مرور الوقت ومع نضجى، تعلَّمت كم تتمتع الصناعة فى العالم العربى بالثراء والخصوصية. المسألة تبدو كأننى كنت على وشك الرحيل وفقدان الذات، قبل العودة مرة أخرى إلى الوطن. ليس هناك ما يضاهى شعور كونك معروفًا ومحبوبًا فى وطنك. وإنه لشرف لى أن أساهم بما تعلمته فى هذه الصناعة وأن أستمر فى توسعة حدودها.

هل كونك امرأة جعل عملك فى السينما أصعب بعكس احتراف بعض الرجال خارج حدود أوطانهم بسهولة؟

- كنت محظوظة لأننى نشأت فى منزل لا فرق فيه البنت والولد، فلم يكن والدى يُفَرّق بينى وبين أخى مطلقًا، لذا فهذه هى النظرة التى أمتلكها فى الحياة. لم أشعر أبدًا أن كونى امرأة كان أمرًا سيئًا أو أن هناك شيئًا يقف بينى وبين النجاح. فكرة أن أكون نفسى وليس شخصًا آخر ساهم فى خَلق حدودى الخاصة؛ لكننى متفهمة أنه فى الصناعة يتم تصوير النساء بشكل أساسى من منظور ذكورى؛ لكننا نشهد تغييرًا وتطورًا فى هذه الصناعة، ومثال على ذلك دور هند صبرى فى مسلسل «البحث عن علا»، إنها تمهد الطريق بهذا الدور لبقيتنا. وفى مسلسل «ما وراء الطبيعة» كانت الغلبة للعنصر النسائى، مما خَلق بيئة آمنة ومتناغمة. كلما زاد عدد النساء المشاركات فى جميع المجالات الفنية؛ زادت قدرتنا على طرح وجهة نظرنا وخَلق مناطق أكثر تشويقًا عن النساء ومنهن.

هل ترين أن المسرح بمثابة «ترمومتر» لقياس مدى موهبة الممثل؟ وما رأيك فى خوض التجارب المسرحية؟

- كانت تجربتى الأولى فى التمثيل على المسرح؛ حيث تلقيت دروسًا فيه من سن 6 إلى 18 عامًا. وكان جميع معلمى المسرح يقولون لى مرارًا وتكرارًا أننى أنتمى إلى المسرح. أنا شخص منضبط للغاية وبطبيعة الحال معبرة للغاية ولدى الصفات المطلوبة لأتمكن من الأداء بشكل جيد على المسرح. فى الوقت الحالى، أنا أكثر انجذابًا للعمل أمام الكاميرا، ومع ذلك أنا متأكدة من أنه سيكون لدى فرص فى المستقبل للوقوف على خشبة المسرح مرة أخرى. ما تفاصيل شخصيتك فى The Sandman؟

- أجسّد شخصية لايتا هول، التى ترملت حديثًا وعلاقتها بصديقتها روز التى تشاركها نفس المشاعر.