أسرار إعادة هند الإماراتية للحياة

استمرارًا لأصداء الجراحة الناجحة لهند الإماراتية فى عمودها الفقرى، أكد الجراح المصرى هانى عبدالجواد لـ«صباح الخير» أنه كان متخوفًا من إجراء الجراحة، وقال إنه قرر التراجع عنها أكثر من مرة إلا أنه عدل عن قراره فى كل مرة.

وقال د.هانى عن الجراحة إنها كانت «شديدة الصعوبة» حتى إنه خلالها لم يستطع تبين «العمود الفقرى» وأطرافه، حتى إن فكرة «تقفيل الجرح» وإخبار أهل هند أن الجراحة لم تنجح راودته فى غرفة العمليات.

وحصلت «صباح الخير» على تفاصيل لم تُنشر عن الجراحة التى أشادت بها الأوساط الطبية العالمية للإماراتية «هند» 18 عامًا، ونجاح الجراحة على يد المصرى د.هانى بعد أن رفض إجراؤها الأطباء الألمان ليأسهم من إمكان نجاحها.

وعلمت «صباح الخير» أن «هند» كانت تقترب من الوفاة الحتمية، لو لم تكن قد أجريت الجراحة، للدرجة التى كان أهل الفتاة قد جهزوا لها مراسم الجنازة، وقالت والدة هند فى زيارتها للدكتور هانى فى عيادته إنها أحضرت هند للتأكد أن «كل ما يمكن فعله قد فعلوه».

وأجرى د.هانى عبدالجواد الجراحة وسط مخاطر عديدة وفى تصريحاته لصباح الخير قال:

«الموقف كان صعبًا ودى تانى مرة تحصل فى حياتى أن أمر بلحظات مثل هذه، وأضاف: لما فتحت جرح هند كنت مش لاقى العمود الفقرى ومرت ساعات كانت الأصعب فى حياتى لكن نجحت الحمدلله».

وعانت الإماراتية هند من اعوجاج فى العمود الفقرى وحذر الأطباء فى ألمانيا من ضآلة احتمالات العملية التى كان من المؤكد أن تؤدى إما إلى الوفاة أو الشلل.

ولدت هند بتحدب شديد وتشوه فى العمود الفقرى ظهر فى الشهر السادس من عمرها نتج عنه عدم قدرة على الحركة.

بعد رحلة مرت فيها أسرة هند على أطباء العالم، كانت المحطة الأخيرة القاهرة، إذ قرر د.هانى وبعد إجراء الفحوصات ودراسة الحالة المغامرة إجراء الجراحة.

وقال د.هانى إن  الطبيعى أن المريض يحتاج لتدخل جراحى عندما يكون الاعوجاج فى العمود الفقرى يتجاوز من 45 إلى 50 درجة، موضحًا أنه حينما يصل الاعوجاج إلى 80 درجة تكون هناك صعوبات كثيرة، بينما فى حالة هند كان الاعوجاج 150 درجة بنسبة خطورة كبيرة وهى الأولى من نوعها.

وحسب د.هانى: اعوجاج العمود الفقرى عند هند كان له تأثير على التنفس بنسبة 43 % ويزيد عامل السن من صعوبة الاعوجاج وخطورته.

واستمرت الصحافة العربية والإماراتية فى احتفائها بنجاح العملية، بينما وصفتها الصحافة الأوروبية بالمعجزة التى تمت على يد الطبيب المصرى.

وكانت الجراحة قد استغرقت 8 ساعات، وقال د.هانى: منحتنى فرحة أسرة هند طاقة إيجابية لم أشعر بها طيلة حياتى، ويكفى أن والدها قال لى، إنه جهز إجراءات سفر ابنته كجثمان.

وأنهى د.هانى كلامه بقوله: أسترجع المشاهد الإنسانية التى سبقت موافقتى على إجراء الجراحة بداية من  قول والدتها لى إن هند تحلم بك منذ قرأت عن إنجازاتك فى هذه النوعية من العمليات، وأنا أعلم أنه لا يوجد حل، ولكنى أحضرتها لك كى تسمع هذا الكلام بنفسها.