الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ظاهرة إنجليزية: زواج.. بدون زواج!

ظاهرة إنجليزية: زواج.. بدون زواج!

المجتمع يتغير، وظواهر جديدة تنتشر..



لا ترصدها الملاحظات العامة، لكن الأرقام والإحصائيات تكشفها.

هذا يحدث فى كل المجتمعات بدرجات مختلفة، لكن ما تم رصده مؤخرًا فى إنجلترا وويلز (الجزء الأكبر من بريطانيا) يعطى صورة عن اتجاهات الأجيال الجديدة، فالإحصائيات تقول: إن الزواج التقليدى لم يَعُد الرابط الوحيد بين أى رجل وأى امرأة.. فأجيال القرن الـ21 هنا لا تميل إلى تسجيل العلاقة فى الكنيسة أو فى السجل المدنى، وتكتفى بأن تعيش حياة زوجية دون زواج!

كيف؟ ولماذا؟ 

لأن النظام الاجتماعى البريطانى والقوانين القائمة تسمح لأى رجل وامرأة بالعيش سويًا كزوجين دون الحاجة إلى أى إجراءات رسمية أو دينية.. وهكذا يمضى العُرفُ هنا؛ اعتمادًا على أن العلاقة بين رجل وامرأة تعتمد على رغبتهما المشتركة وتراضيهما قبل كل شىء.

التحرر من القيود والتكاليف

كما أن الأجيال الجديدة تفضل عدم الارتباط بإجراءات، حتى تتحرّر من قيود وتكاليف هذه الإجراءات (تكاليف الزواج تصل إلى عشرات آلاف الجنيهات، ويُفضّل الزوجان توفير هذه الآلاف واستخدامها فى ترتيب حياة مريحة فى البيت) وبعضهم يقول إن الفترة الأولى من حياتنا معًا تكون مخصصة لتحسين ظروف عملنا حتى نحصل على الدخل الذى يرضينا، ومن هنا نجد الإحصائيات توفر معلومات دقيقة عن ارتفاع سِنّ الزواج بين الأجيال الجديدة (متوسط عمر العريس هذه الأيام وصل إلى 34 سنة و32 للعروس.. وكان المتوسط منذ عشر سنوات مختلفًا: العريس 31 سنة والعروس 29 سنة).

من الظواهر التى تكشف عنها الأرقام أن العائلات الجديدة تميل إلى تأجيل الإنجاب، حتى تتحسن ظروفها ومواردها لتكون مهيأة لنفقات الأبناء والبنات.

وعدد الأطفال الذين أنجبتهم أمهات أعمارهن أصغر من 30 سنة هو الآن أقل من نصفه منذ خمسين سنة ومتوسط عمر الأمهات الجُدُد الآن أصبح فوق الثلاثين منذ 2013.

أمّا الأمهات فى بدايات العشرينيات من العمر، فنسبتهن 43 لكل ألف، وتزداد النسبة لتصل إلى 84 ولادة لكل ألف أُمّ بلغت نهايات العشرينيات من عمرها.

والملحوظة المهمة هنا- كما ترصدها هيئة الإحصاء البريطانية- هى أن عدد مواليد الزيجات غير المسجلة رسميًا قد ارتفع فى العام الماضى إلى320  ألف لأول مَرّة فى تاريخ الإحصاء الرسمى.

أمّا مواليد الزواج التقليدى فقد بلغ عددهم فى العام الماضى 304 آلاف.

 

 

 

تأجيل الزواج والإنجاب

ولملاحظة الزيادة فى نسبة المواليد خارج الزواج التقليدى تسجل الإحصائيات أنه فى سنة 1978كانت النسبة: واحد لعشرة، وزادت إلى 40 % مع بداية القرن الواحد والعشرين، وهذا يعكس التحول الاجتماعى الذى ترتب عليه تأجيل الأجيال الجديدة للزواج والإنجاب وتشكيل أسْرَة إلى سِنّ متأخرة بَعد الثلاثين.. وإنجاب عدد أقل من الأطفال.

فمواليد الأمهات البالغات ما فوق سن الثلاثين تتزايد؛ حيث أصبح المعتاد أن تبدأ الزوجات الشابات فى الإنجاب مع بدء وصولهن سن الثلاثين.

فماذا عن الولادة بَعد هذه السّن؟

تقول أرقام العام الماضى إن هناك 16 حالة ولادة لكل ألف امرأة فوق سن الأربعين.

وحتى ظاهرة الأمهات المراهقات انكمشت كما تقول الأرقام، بولادات لخمسة أطفال بين كل ألف أمّ مراهقة، وهذا هبوط ملحوظ لما كان عليه الحال فى السبعينيات من القرن الماضى؛ حيث بلغت النسبة وقتها 50 %.

رُبع المواليد.. لمُهاجرين

إحصائيات أخرى نُشرت حديثًا تتناول المهاجرين، تبيّن أن رُبع مواليد إنجلترا وويلز لأمهات غير بريطانيات، من الجيل الثانى للمهاجرين، الذى يمثل أناسًا من مختلف أنحاء العالم، وتظهر باكستان باعتبارها البلد الذى ينتمى إليه أكثر الآباء، بين المهاجرين، ورومانيا هى بلد أكثر الأمهات المهاجرات.

وفى العام الماضى احتلت ألبانيا أحد المراكز العشرة الأولى للآباء والأمهات المهاجرين، بينما كان المهاجرون من دول شرق أوروبا، فى المركز الثامن بين الآباء المنجبين الأجانب، والعاشر بين الأمهات الأجنبيات.

نعود إلى الأرقام لنسأل كم عدد مواليد العام الماضى؟، فتجيبنا الإحصائيات أنهم أكثر من 624 ألف مولود جديد، وهل الذكور أكثر أَمْ الإناث؟

تجيب الأرقام: الذكور أكثر قليلاً من الإناث كالمعتاد.