الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
{الجاما نايف} بمعهد ناصر يُعـــيد الأمل لمـرضى أورام المـخ

{الجاما نايف} بمعهد ناصر يُعـــيد الأمل لمـرضى أورام المـخ

معهد ناصر.. قبلة المرضى فى مصر وخارجها الباحثين عن الجودة الطبية والخدمة المتميزة..تفاخر به وزارة الصحة المصرية عندما تتحدث عن مستشفياتها، فهو ملاذ لكل الفئات الفقيرة والغنية.



منذ أيام استقبلت خبر تحويله إلى مدينة طبية متكاملة باستحسان وتقدير للقرار، فما يحتويه من مراكز وتخصصات دقيقة وإمكانيات بحثية وعلمية بالإضافة لمساحته التى تقدر بـ104 آلاف متر مربع يؤهله لهذه الخطوة، ووجود التخصصات الدقيقة فيه مثل جراحة القلب وزرع الكبد والكلى وزرع النخاع.

 

ومن ضمن مراكزه المهمة والمتميزة التى توقفت أمامها مؤخرًا مركز فريد من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، هو مركز الجاما نايف، رغم وجوده منذ أكثر من عشرين عامًا فى معهد ناصر فهو بالنسبة لى جديد كاسم وكمكان! 

مركز الجاما نايف لعلاج أدق الجراحات فى الجسم البشرى وهى أورام المخ، والمركز احتفل بميلاده الواحد والعشرين حيث بدأ عام (2001).

بالصدفة أصيب صديق عزيز بمشكلة فى المخ فأشار عليه كل أطباء المخ والأعصاب بالتوجه لمركز الجاما نايف بمعهد ناصر، فهو الجهة الأحدث والأضمن والأفضل لإجراء جراحة إشعاعية فى المخ، فعلى حد قولهم: الورم المتجمع فى موقع دقيق جدًا بالمخ لا يستطيع الجراح الوصول إليه بسهولة، العلاج كان يستغرق ساعات طويلة فى عمليات جراحية غير مضمونة العواقب لكن جهاز الجاما نايف يستغرق دقائق معدودة وله قدرة على علاج أورام أكثر تعقيدًا كان من الصعب علاجها فى الماضى.

 

 

 

دلفنا من بوابة المعهد إلى المركز الذى يقطن قلب معهد ناصر على كورنيش النيل.. ومن وجوه المترددين ومرافقيهم تعرف أنهم قطعوا مسافات طويلة للوصول إليه.

وبدون أى وسايط ولا تدخلات جلسنا فى انتظار الدور وسط مرضى من كل محافظات مصر من كل الأعمار أطفالًا وشبابًا وكبارًا.. ووسط الزحمة تتجلى الرحمة فى الحركة المنتظمة فى التعامل مع المريض لمعرفة الجهة المحول منها وفحص أوراقه وتسجيله وتحديد موعد مع الطبيب الاستشارى لمناظرة الحالة وتحديد موعد العملية.

وغالبًا يكون هناك قائمة انتظار.. فالمركز هو بيت الخبرة الأول فى هذا النوع من العلاج.

د.سامح على.. قائم بعمل مدير المكان عرفنى عليه أكثر، وهو أخصائى إدارة مستشفيات (حاصل على ماجستير إدارة المستشفيات) فقال: المركز هنا يعالج أورام المخ والتمدد الشريانى الوريدى والوحمات الدموية وبعض آلام العصب الخامس. 

 

 

 

والكشف هنا وجميع الإجراءات التى تسبق العملية هنا كلها مجانية، وكذلك المتابعة التى قد تستمر لشهور، فالمريض لا يدفع سوى ثُمُنْ العملية فقط، وهو بالمناسبة أقل من ربع ثمنها فى الخارج والمركز يقبل قرارات التأمين والعلاج على نفقة الدولة.

من السويد إلى مصر 

تبدأ الحكاية بظهور علاج جديد فى أوروبا وأمريكا لمرضى أورام المخ أكثر دقة وأكثر أمانًا بجهاز يسمى الجاما نايف، يجرى جراحة إشعاعية عن طريق تجميع الإشعاع بدقة شديدة وآمنة موجهة لاختراق الجزء المصاب بالورم لتقليصه ومنع تمدده أو تجدده وبشكل لا يضر نسيج المخ. 

وبحثًا عن هذا العلاج كان المصريون يتكبدون مشقة السفر وتكاليفه لأوروبا تحديدًا فى السويد وإنجلترا، بخلاف تكاليف العلاج الباهظة التى كانت تتحمل منها الدولة النصيب الأكبر.

 

 

 

بخلاف مشاكل الإقامة واختلاف اللغة والمتابعة الصحية للمريض التى قد تستمر لسنوات طويلة.. وهو ما أثار اهتمام اثنين من المصريين المغتربين فى السويد وهما الدكتور مهندس عمرو رفعت، والأستاذ مصطفى الأسمر، واجتمعا على هدف واحد وهو توفير هذه الخدمة الطبية المتميزة والدقيقة، وقررا أن تكون مساعدتهم لأهل بلدهم هى نقل وتوطين هذا العلاج والتكنولوجيا الخاصة به فى مصر كجهاز وكخبرة، وسعى الاثنان لتحقيق حلمهما، ووافقهما وقتها وزير الصحة د.إسماعيل سلام لتصبح الفكرة مشروعًا يتم التوقيع عليه بين الحكومتين المصرية والسويدية عام 1998، وبدأت رحلة صداقة طويلة بين مصر والسويد، وتم بناء المركز داخل معهد ناصر وتوريد أحدث جهاز جاما نايف إليه من شركة اليكتا السويدية لعلاج أورام المخ، ولتكوين الكادر الطبى تم إرسال شباب الأطباء فى أوروبا واستقدام الخبير العالمى ( جيرمى جانز ) من 2001 إلى 2007، بهدف نقل وتوطين تكنولوجيا الجاما نايف فى مصر .

التلميذ تفوق على أستاذه

وهنا يقول مصطفى الأسمر رئيس مجلس إدارة المركز والعضو المنتدب: معروف أن رحلة علاج مريض أورام المخ ليست سهلة ولذلك كان التفكير فى رفع المعاناة عن هؤلاء المرضى.

من يونيو 2001 بدأنا رحلة مستمرة حتى الآن بوصلتها المريض المصرى، ومن أجله نبحث عن كل جديد فى العلم والتقنيات الحديثة، وبالفعل تم تغيير موديلات جهاز الجاما نايف أكثر من مرة ليكون لدينا الأحدث ويتم التواصل مع كل المؤتمرات العلمية فى هذا المجال، وإرسال الأطباء باستمرار للتدريب واكتساب مهارات كل جديد، وكان هذا المركز الأول من نوعه فى أفريقيا والثانى فى الشرق الأوسط، والعام الماضى احتفلنا بعلاج المريض رقم 10آلاف.

بدأنا بفريق من الشباب وأصبحوا الآن أساتذة والخبير السويدى (جيرمى جانز ) بعد 7 سنوات معنا هنا قال: لقد تفوق التلميذ على الأستاذ. 

ورئيس الفريق الطبى هو د. وائل عبدالحليم أستاذ المخ والأعصاب بعين شمس، ومعه د.خالد عبدالكريم أستاذ الأورام بعين شمس، ود.ريم عماد أستاذ مساعد العلاج الإشعاعى، ود.عمرو الشهابى أستاذ جراحة المخ والأعصاب بعين شمس، ود. هشام القزاز أستاذ التخدير أيضًا عين شمس.

 

 

فقد أصبح لدينا خبراء مرموقين فى مجال الجراحة الإشعاعية، وتم تسجيل 17 رسالة دكتوراه فى المركز، بل ونظمنا فى 2019 أول دورة تدريبية للجراحة الإشعاعية فى الشرق الأوسط وبحضور خبراء من أمريكا واليابان وروسيا وتحت إشراف الجمعية الدولية للجراحة الإشعاعية.

أما عن الجديد الذى سيقدمه المركز فهو تشغيل جهاز جديد لعلاج كل أورام الجسم، وجار الإعداد لذلك فى إطار تطوير المركز وخدماته بالتعاون مع وزارة الصحة وإدارة معهد ناصر الداعمين للمركز دائمًا فى كل خطواته.