يا سارق النوم من عينى

نسمع كثيرا ونقرأ عن اضطرابات النوم وسنينه وأيامه التى تمثل عبئًا أو ضيفا ثقيلا على صاحبه، ولذا الكثير منا يتوجه إلى الطبيب شاكيا من الأرق المفرط سائلا الطبيب: أنا مش عارف أنام! وقد يتوجه البعض الآخر إلى الطبيب النفسى للمشورة وتناول العلاج عند الضرورة.

ومن الطبيعى إن يكون هناك فرق بين شخص أو آخر إلا أن الأفكار المتراكمة والهواجس واضطرابات ما قبل النوم تلعب دورا بارزا فى مسألة عدم النوم الطبيعى أو الكافى فى عدد ساعاته وقد يكون سلوكا قد اعتاد عليه الشخص.

فالهروب من موقف ما يصادفه الإنسان قد يصاحبه اضطراب ما قبل النوم وآخر يكون استيقاظه بالعافية حتى لو كان هناك الطبل البلدى والمزمار ويقولون عليه بأن نومه ثقيل! أما الشخص الآخر فينام على طول دون أرق أو معاناة حتى لو كان يطلق تشخيراته المدوية والمزعجة.. والإنسان الذى ينام بصورة طبيعية لا يعانى ولا يفكر فى أى أمور مزعجة قد تساوره قبل النوم، وقل نفس الشىء نفسه عن الذين يعانون من الأرق المستمر والقلق والتوتر أو الخوف وما يصاحبه من كوابيس مرعبة.

 وخد عندك على سبيل المثال: ليلة الامتحان وبصفة خاصة الثانوية العامة، يصاب الطالب بحالة من القلق يصاحبه التوتر والاضطراب وكذلك الخوف الذى يصل إلى حد الرعب! مما يساهم فى قلة النوم بصورة طبيعية ولاسيما قبل التوجه إلى لجنة الامتحان.. وهناك نوعية من قلق آخر مثل الذين هم على موعد مع سفر بالطائرة للخارج لكونه مرتبطا بميعاد محدد، وعندئذ قد لا يستغرق فى نومه الطبيعى وأيضا من هم على موعد من إجراء جراحة دقيقة أو خطيرة أوغيره من الوسائل التى تؤدى بنا إلى عدم الخلود إلى نوم طبيعى أو هادئ.

ومع ذلك هناك أسباب أخرى لعدم النوم الطبيعى مثل الذين يفرطون فى تناول المشروبات التى تحتوى على نسبة عالية من الكافيين كالقهوة أو الشاى وبعض المشروبات الغازية والكاكاو وقد يلجأ الكثيرون إلى تناول الأقراص المهدئة التى تشكل بدورها خطورة على صحتهم فيما بعد.

وهناك عوامل أخرى غير طبيعية تؤدى إلى عدم النوم الطبيعى وعلى سبيل المثال لا الحصر انسداد المجرى الهوائى أثناء النوم والجيوب الأنفية والحساسية المزمنة، وكذلك وجود خلل فى الغدة الدرقية والأعراض المزمنة لمرضى السكر، وكلها أسباب يشعر خلالها الشخص بأنه غير قادر على التنفس بصورة طبيعية ومن ثم عدم القدرة على النوم بصورة طبيعية.

ومن المعروف أن ساعات النوم التى يستغرقها كبار السن أقل بكثير من المراحل السنية الأخرى كالرجال أو النساء أو كذلك الأطفال والشباب، كما أن التعود على النوم بالنهار أو وقت القيلولة يساهم فى عدم النوم الطبيعى خلال الليل.

وهناك علاقة ارتباط وثيقة بين الحالة الصحية للإنسان أو الجو المحيط به مثل شخص قد ينام على أنغام الموسيقى الهادئة أو الأنوار الخافتة وآخر لا ينام بسبب الضجيج والإزعاج الموجود حوله والأصوات الصاخبة أو كذلك الكم الهائل من الأنوار المضاءة حوله.

أضف إلى ذلك الأحلام المزعجة أو المخيفة، وكذلك الكوابيس التى تلاحق الشخص أثناء نومه فقد يتبعها أرق وعدم نوم.

وأنصحك دائما فى التأمل إلى النعم التى منحها الله لك بفضله وانس ما ألم بك من هموم ومهما حاصرتك المشاكل فما أقل ما نفكر فيما لدينا أو نملك وما أكثر ما نفكر فيما ينقصنا وعليك أن تلقى بتوافه الأمور وراء ظهرك فلا تجعلها تقضى على سعادتك وتلتهمها وتسطو على فرحك وتسرق النوم من عينيك ومع ذلك أنا واحد من الذين يعانون من ندرة النوم فى اليوم بسبب ضيق التنفس وأمراض الضغط والسكر وتوابع الجلطة الدماغية من قبل.