السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
منير عامر.. عاشق الفن والحياة

منير عامر.. عاشق الفن والحياة

تميزت رحلة عطاء الكاتب المبدع منير عامر بالتنوع، والقدرة على التعبير برهافة الفنان العاشق للحياة والفنون.



نشأ فى الإسكندرية، وعاصر أحداثها الثقافية والفنية فكان يتردد على مسرح سيد درويش ليحضر الحفلات الموسيقية، والمسرح القومى ليشاهد المسرحيات فارتبط بالحركة الفنية وتابعها، وكان يكتب الأخبار والتحقيقات ويرسلها إلى مجلة صباح الخير، ثم قرر الإقامة فى القاهرة عام 1959 ليلتحق بالعمل فى المجلة التى رأى فيها ميلادا جديدا له.

تتابعت مقالاته على صفحات «صباح الخير» ومن أشهرها ما كان يكتبه بعنوان: «واحد إحساس مضبوط من فضلك»، وتضمنت آراءه فى السياسة والثقافة.

ومن أشهر ما كتبه على صفحات المجلة مذكرات عبدالحليم حافظ التى نشرها بعنوان: «عبدالحليم حافظ - القصة كاملة».

وكان منير عامر قد نشر كتابا عن حياة ورسومات الفنان سيف وانلى بعنوان «حياتى مع الألوان» عام 1965 بعد أن أمضى أربع سنوات بصحبة لوحاته وذكرياته ثم أمضى خمسة أعوام أخرى ليعيد صياغة تلك الحياة فى عمل روائى تسجيلى عام 1970 بعنوان «عناق الأخضر والأزرق».

ظل عشق الفن اهتماما رئيسيا لمنير عامر، وقد ظهر ذلك جلياً أثناء رئاسته لتحرير مجلة «فنون مصرية» والتى صدرت عن وزارة الثقافة المصرية عام 2004، مجلة فصلية ضمت أقساماً للعمارة والآثار والفن التشكيلى والموسيقى، والباليه.

فكان يكتب بطلاقة عن اللوحات الفنية، وقدم المجلة للقراء بقوله: «لكل عدد من «فنون مصرية» نسيج خاص»، وكان هدفه التركيز على ما نملك من كنوز، وأن يتم إلقاء الضوء على الأحداث الفنية بروحها السرية التى تؤكد ما نملك من مواهب كما كان يقول دائما.

واستطاع أن يصوِّر فيض الإبداع المصرى فى الفن التشكيلى الذى يستند إلى تاريخ مصرى موجود على جدران المعابد الفرعونية، واستلهمه الفنانون المصريون على مر العصور.

وكان كاتبنا مشغولا بأسئلة الفن العميقة ويتساءل هل هناك نوع من الصداقة المصحوبة بالقداسة والصراع فى آن واحد مما يجعل من الرسم باللون الأبيض تحدياً وطموحاً للفنانين، فقد كان الفنان كنعان يأمل فى أن يرسم باللون الأبيض، وكذلك سيف وانلى مما دفع كاتبنا للقول:  «إن الفنان يحاول أن يفك شفرة اللون الأبيض - الذى يضم بطبيعته كل الألوان - فى رسمه أو تصويره، والمصرى القديم هو أول من فعل ذلك بهذا السكون الناعم الواثق من خلوده».

.. عملت معه فى مجلة «فنون مصرية»، وعندما خصص عددا عن المتحف المصرى كتبت عن أول دفعة من مدرسة المتحف للكبار،  وكنت قد التحقت بها لدراسة الآثار الفرعونية، كما كتبت عن «التأليف الموسيقى فى مصر»، وعن عروض الباليه فى الأوبرا.

ومن عدد إلى عدد كنت اكتشف اهتمام منير عامر العميق بأصالة الفنون المصرية وروحها، وتشجيع أجيال جديدة من الكُتاب على التعبير عنها.

وداعاً منير عامر عاشق الفن والحياة.