الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عرس لميلاد النقد الفنى الجديد

عرس لميلاد النقد الفنى الجديد

حلم راود البعض، وبين عشية وضحاها بات حقيقة واقعة، لمسناها وعايشناها بفرحة وابتهاج حين وقفنا على مسرح مركز الحرية للإبداع نحتفى بتخريج الدفعة الأولى للنقد الفنى فرع الإسكندرية دفعة وزير الثقافة الأسبق الراحل دكتور شاكر عبد الحميد، وأيضًا لنتلقف التكريم لأساتذة بذلوا جهدًا لإتمام هذا الحلم. وكان لعميد المعهد الأستاذ الدكتور وليد شوشة قائد الكتيبة دور فى الإصرار على النجاح؛ حيث تفانى بإخلاص  ومحبة لإزاحة جميع العراقيل والمعوقات، رغم التحديات التى واجهها إلا أن صبره وإيمانه بما يصنع جعله حاملًا لشعلة الإنجاز، يسير على دربه من آمنوا بمشروعه ليخلق روح الفريق التى بدأها منذ اليوم الأول لميلاد هذا المعهد، فكان خير عون للجميع أساتذة ودارسين حتى جاءت اللحظة الحاسمة التى توجت مجهوداته باحتفالية غير مسبوقة للنقد الفنى. 



وإن كان عمر هذا المعهد بالقاهرة تجاوز النصف قرن وهو ما يعد تأصيلًا لحدث تاريخى تزامن مع عمالقة النقاد وشيوخ المهنة الأجلاء بأسماء برقت ولمعت على مدار الخمسة عقود الماضية، إلا أن ميلاد معهد جديد للنقد الفنى على شاطئ عروس المتوسط، تلك المدينة الثقافية الساحرة، لهو أمر يستحق الالتفات لما لهذا المعهد من دور محورى ورئيس فى عملية الإبداع الفنى بشقيها النقد والتذوق، لخلق أجيال جديدة من شباب النقاد الواعيين الذين تلاقحت ثقافاتهم الكوزموبوليتانية لتفرز شخصية تتمتع بروافد متعددة، ترتكز على الانفتاح وقبول الآخر، بجانب جسور الإبداع والمعرفة الممتدة عبر أزمنة سحيقة، لتنطلق هذه العقول بتوهج نحو النقد وأعتابه لاكتمال منظومة الإبداع الفنى فى أرقى صورها للارتقاء بمجتمعنا، وكذلك إثرائه بالمتذوق الحقيقى لكل أشكال الفنون كى نستقى من الفن قيم الحق والخير والجمال مما يدعم مشروعنا الوطنى الأكبر والأهم لنحيا جميعًا حياة كريمة.

ونثمن على فكرة إنشاء فرع للنقد الفنى بالإسكندرية فى عهد رئيس الأكاديمية الأسبق دكتور أشرف زكى، والذى أوكل المهمة لنائبته آنذاك الأستاذة الدكتورة غادة جبارة والتى حملت فيما بعد لواء أكاديمية الفنون بعراقتها، لتأخذ على عاتقها مسئولية إنجاح هذا المشروع ودعمه من جميع جوانبه وتذليل صعوباته ليُنبِت الميلاد الجديد فروعًا ذات أزهار سامقة تحرث أوتادها مع كل غرسة راسخة فى بناء المبنى الأيقونى الجديد للأكاديمية والذى سيقف شامخًا باعتباره منارة تحمل شارات العلم والثقافة والفن.

لقد عايشت مخاض هذا المولد قبل أن يرى النور، منذ وضع لبناته الأولى إلى أن وثب راكزًا وتابعناه بكثب وروية حتى وقفنا بعزة وكبرياء بجوار رئيسة الأكاديمية، ونائبها الأستاذ الدكتور هشام جمال، وعميد المعهد الذين اعترتهم الفرحة لتحقيق الحلم الذى سار حقيقة. لتظل أكاديمية الفنون صرحًا ثقافيًا وتعليميًا وفنيًا رائدًا وفريدًا يبث الأمل ويشع الضوء وسط عتمة معترك الحياة.

ساعات قليلة قضيناها فى الاحتفال؛ لكنها ستظل شاهدة على إنجاز جديد تحقق كثمرة بازغة بعد مضى عامين لتبقى نبراسًا لترسيخ هويتنا لدى الأجيال القادمة لدعم الفن الراقى.. ولتستمر الإرادة صانعة كل نجاح.