السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
وش وضهر.. وجوه النجاح المتكاملة

إستراحة مشاهد

وش وضهر.. وجوه النجاح المتكاملة

يمكن أن نبدأ تحليل حلقات «وش وضهر» من كم الثنائيات التى نسج منها فريق الكتابة أحداث المسلسل والتى جاءت لتعكس العنوان، كل شخصية لها وجه ولها ظهر، وكل إنسان يحتاج إلى آخر كى يدعمه ويتكاملا معًا، ويكوِّنا وجهًا واحدًا يواجهان به تعقيدات الحياة. بدأنا مع «جمال» الذى يعانى من احتقار زوجته، ليهرب باحثًا عن «ضهر» آخر، ويجده بالصدفة فى طنطا، لتبدأ ثنائية جديدة، تتداخل مع ثنائية الصديقة ومتعهد الأفراح، فيما يدخل الطبيب المزيف فى ثنائيات عدة؛ مع أبو البراء، مع كل مريض على حِدَةٍ، خصوصًا عم إبراهيم، الذى يشكِّل ثنائية فرعية مع زوجته المصابة بداء النوم.



أيضًا ثنائية الطبيب المزيف مع صديقه المزور، ومع الدكتور المخضرم، وثنائية عبده وردة مع زوجة أبيه، وعبده وردة مع وردة الجزائرية. وهكذا نجح أحمد بدوى وشادى عبدالله ومعهما مريم نعوم فى صياغة شخصيات بسيطة وتلقائية فى بيئة جديدة تمامًا على الدراما المصرية؛ طنطا حيث جوار السيد البدوى، من أجل تقديم ناس عادية حياتهم مليئة بالخير الفطرى والشر غير المتعمد، كلهم يبحثون عن طوق نجاة من ظروف صعبة، يقعون فى أخطاء لا خطايا، ويبحثون عن المغفرة وتؤنبهم ضمائرهم ليلاً ونهارًا حتى نصل فى النهاية إلى رحلة جديدة من طنطا لمكان آخر، حيث يبدأ «الوش وضهره» حياة أفضل فى مكان مختلف.

 

 

 

الكتابة بالتأكيد نقطة انطلاق أساسية فى نجاح وتفرد هذا العمل، لكنها وجه أول تكاملت معه وجوه أخرى، فريق مريم أبوعوف قدم لوحة موازييك فنية تستحق الإشادة، الملابس لريم العدل، المونتاج جيهان مشير، الصورة لنانسى عبدالفتاح وأحمد جبر، الديكور لعاصم على والموسيقى لسارى هانى، نجحوا فى أن يقدموا للعمل ما يحتاجه الجمهور من أجل المصداقية معتمدين على جرأة المنتجين عبدالله الفتوح ومحمد عبدالصمد فى التصوير الخارجى، بعيدًا عن أى ديكورات داخلية، لا نقول إن الديكور الداخلى غير مطلوب بالعكس فى أحيان كثيرة يكون الخيار الأفضل فنيًا، لكن أن ترى شوارع طنطا فى الشتاء، تشاهد محلاتها وسياراتها، يحيط بك السيد البدوى وأنت تنتقل من مشهد لآخر، كل هذا جعل للعمل خصوصية، يمكن أن نلاحظها مثلاً فى استخدام كاميرا «الدرون» من أجل زيادة إحساس المتفرج بالمكان، لا من أجل «المنظرة» ولا أن نرى موقع الأحداث من أعلى فقط لأن معنا كاميرا درون.

وجه آخر للنجاح تجسد فى الأداء، إياد نصار يؤكد قدراته التمثيلية عندما يجسد دورًا لم يقدم من قبل ملىء بهذه التناقضات، واضعًا المتفرج فى حيرة، هل يتعاطف أم يتمنى سقوط الطبيب المزيف؟! ريهام عبدالغفور ترسخ وجودها كممثلة لها ثقل حقيقى أمام الكاميرا وتبرع فى هذا النوعية من الشخصيات، التى تناقض شخصية الفتاة المرفهة حيث بداية المشوار. إسلام إبراهيم يكمل ثنائية 2022 بعد أداء متميز فى «راجعين يا هوى»، حيث يقدم متعهد الأفراح الرومانسى والبراجماتى فى الوقت نفسه، شخصية مصرية نعرف عنها، لكننا لم نرها إلا مع عبده وردة.

ثراء جبيل بعد «هبة» لن تكون كما قبلها والمخرجون مطالبون بإعادة اكتشاف لموهبة الممثلة الشابة. محسن منصور قدّم أفضل أدواره على الإطلاق لأن شخصية أبوالبراء خلصته من التنميط الذى عانى منه طويلاً، وكان مشهد وفاته أكثر من رائع. استغلال لخبرات المخضرمين محمود قابيل وميمى جمال، واستعادة لموهبة شريف دسوقى بما لا يتعارض مع ظرفه الصحى.

إطلالة مميزة لمحمد ممدوح ولفدوى عابد، حيث نجحت فى تجسيد سبب أزمة البطل. وجوه شابة جاءت من مسرح الهواة، محمد فريد «بائع الطرشى» عبدالعزيز الجبالى «زوج الأخت» وجسدتها رانيا زهرة، الأخ الأصغر «كريم لؤى»، «راندة مصطفى» الراقصة الشعبية، حيث جرأة العمل فى تقديم هذا العالم، الست الطنطاوية «مارى جرجس»، وأحمد بيشو «الطرش»، وأرفع القبعة لمن اختار «سيد الأباصيرى» و«ديدى مجاهد»، حيث أجمل علاقة حب فى المسلسل بين عم إبراهيم وزوجته.

كل ما سبق لم يكن ليكتمل دون ثنائية من نوع خاص، أعطت للعمل نكهة مختلفة، صوت وردة الجزائرية، وبركات السيد أحمد البدوى، وصحيح أن النهاية لا توحى بجزء ثانٍ، لكن ثنائية «جمال وضحى» تحتمل حلقات جديدة لأن مشاهدى «وش وضهر» قد يطرحون السؤال الآتى: «وعملت إيه فيهم السنين»؟