أحمد الأحمد: لذلك كان «العائـدون» تحديًا

مى الوزير
بكاريزما لفتت الانتباه، وحضور جذب المتفرجين له منذ الحلقات الأولى، كانت المحطة الأولى للنجم السورى أحمد الأحمد فى الدراما المصرية من خلال مسلسل «العائدون» فى موسم رمضان 2022، فمن خلال خطوات واثقة وثابتة عبر سنوات رسخّت اسمه فى الدراما السورية، يتألق كذلك فى نفس العام بعد حصوله على جائزتين كأحسن ممثل فى مسابقتين مختلفتين فى مهرجان الإسكندرية فى دورته الأخيرة عن فيلم «الظهر إلى الجدار»، ويعود ليبهر الجمهور بشخصية «سياف الكيلانى» بأدائه السلس بدون أى مبالغة، وبانفعالات دقيقة محسوبة وكاريزما لافتة.
- عن أهمية هذه الخطوات، وصعوبة شخصية مثل سياف الكيلانى وتفاصيل الدخول إلى عالمها، وكيف قيَّم تجربته فى الدراما المصرية، وكذلك عن تعاونه مع المخرج أحمد نادر جلال، وردود الفعل على العمل، وكيف يرى السينما السورية وإنتاجها فى السنوات الأخيرة، كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع الفنان أحمد الأحمد.
• كيف شاهدت «سياف الكيلانى» لأول وهلة بعد قراءة العمل؟
- «سياف» شخصية درامية مكتوبة بعناية، وقد أبدع المؤلف فى وصفها والدخول إلى عالمها بالفعل، وهى مغرية لأى ممثل لما فيها من عوالم تشدك لمعرفتها.

• حدثنا عن التحضير والوقوف على الملامح الرئيسية له، خاصة ردود فعله وانطباعاته وتجهُّمه طوال الوقت؟
- التحضيرات كانت مهمة جدًا، والتحدى كان فى الدخول إلى أعماق الشخصية، وخلق المقاربات كى تصبح مقنعة، لذلك تعد تجربة مهمة للغاية على الصعيد الفنى والمهنى والشخصى، بداية من النص المميز مرورًا بالمؤلف المبدع باهر دويدار والمخرج الكبير الاستثنائى أحمد جلال، انتهاء بالشركة الرائدة والناجحة والنجوم الفنانين الموهوبين. وبما أنها أول تجربة لى فى الدراما المصرية العريقة فقد خلقت لدى الحماس والتحدى لتقديم الأفضل.
• ما الملاحظات التى وضعتها لنفسك أثناء الإعداد لشخصية سياف الكيلانى؟
- بحثت فى ماهية الشخصية ودوافعها ورغباتها وأهدافها لخلق حالة مقنعة وحقيقية. والملاحظات هى حالة الشك وعدم الثقة المطلقة عند «سياف».
• كيف ترى أهمية عمل مثل (العائدون) فى الوقت الذى لم يتعاف فيه العالم بعد من ويلات الإرهاب؟
- «العائدون» عمل غاية فى الأهمية، ومعروف عن مصر أن صناعة الدراما والسينما بها دائمة التطور والتجديد من حيث الإنتاج والصناعة والتسويق.. إلخ. وقد لمست هذا من خلال تجربتى، وهذا أمر مشجع للجميع، وقد شهدنا ذلك فى العصر الذهبى للدراما السورية، لذلك إذا ما توافرت الإمكانيات كافة ستعود متألقة. وقد شاهدنا هذا العام والعام الماضى أعمالًا سورية غاية فى الأهمية.. والقادم أجمل بالتأكيد.
• كيف تابعت ردود الفعل على دورك فى المسلسل؟
- أسعدتنى ردود الفعل بشكل كبير، خاصة أنه أول أعمالى فى الدراما المصرية، وردود الأفعال فاقت توقعاتى.
• من وجهة نظرك، ما أهم مشهد لسياف الكيلانى؟ وما أصعب مشهد تطلَّب منك جهدًا وتحضيرًا خاصًا؟
- كل المشاهد تعاملت معها بنفس القدر من الاهتمام، واعتمدت على فهم الشخصية والتعايش معها، ولكن هناك مشاهد تطلبت إظهار جوانب أخرى للشخصية كانت قيد الكتمان، خاصة مشاهد العنف.
• توقع المشاهدون مشهدًا داميًا فى المواجهة بين سياف وعُمر، ولكنه جاء بمنتهى الهدوء والسلاسة وبدون عنف.. هل كان هذا مُتعمّدًا؟
- طبعا كان مقصودا بإدارة المخرج الذى يوجه فى كل مشهد ويدير أدق التفاصيل، فالمهم هنا فى هذا المشهد وفى النهاية النتيجة والأثر الذى ينتج عنه.

• وماذا عن مشهد المواجهة بين سياف وعلاء؟
- مشهد غاية فى الحساسية والقسوة، فهو سباق فى وجهات النظر والأحقية، فكل طرف يثبت للآخر أنه على حق، وعندما أحس الطرف الذى يمثله سياف بعدم الجدوى استخدم العنف الذى كان قد حضَّره مسبقا بسبب خيانة الطرف الثانى المتمثل فى علاء.
• هل تفاجأت بردود الفعل حول مشهد الحرق الشهير؟
- الشراكة مع النجم الرائع محمد فراج رغم المشاهد المعدودة ممتعة للغاية، فطاقته الإبداعية كانت حاضرة دومًا وكانت النتيجة مرضية لنا وللجمهور الكبير.
• ماذا عن المخرج أحمد نادر جلال والتعامل الأول معه؟
- تعاون رائع مع المخرج المبدع أحمد جلال فهو موهبة استثنائية ولا جهد ضائع معه أبدا، وكل من يراقب نتائجه وطريقة تفكيره يدرك هذا، ونفتخر بوجوده فى الدراما العربية.
• وكيف تقيِّم «العائدون» كمرحلة فى تاريخ أحمد الأحمد؟
- تجربة أفتخر بها بلا شك، وتخلق عندى التحدى، فالهدف المشترك هو صناعة مشاريع ناجحة وهذا ما أطمح إليه دائما، فـ«العائدون» هو البداية فقط.
• رغم سنوات الحرب إلا أن السينما السورية شهدت طفرة وازدهارا غير مسبوق فى سنوات الأزمة، كيف تفسر هذا؟
- بُنيت الدراما السورية منذ عقود على أساسات متينة، وكانت ولَّادة لأهم الأسماء والصناع والموضوعات التى لمعت، فبالرغم من الظروف الصعبة نراها خلاقة ومميزة وهامة.
كندرية السينمائى.. ما خطوات أحمد الأحمد السينمائية المقبلة؟
- الجائزتان بمثابة وسام لى، خاصة من مهرجان عريق كمهرجان الإسكندرية الدولى، وهناك تفكير جدى ورغبة حقيقية بالشراكة الدائمة فى السينما.
• نجحت وأثبت أهميتك كممثل فى كل الألوان الدرامية، ولكن ما الأقرب لقلب أحمد الأحمد، هل الكوميديا أم الأعمال الدرامية والشخصيات ذات الأبعاد النفسية المركبة؟
- كل الأنواع والألوان مهمة بالنسبة لى، ويجب أن تُصنع بعناية من ناحية المضمون والشكل لتقترب من الجمهور، وأرغب وأحب التحدى فى كلتا الحالتين.