الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
دهشة الاكتشاف وشغف المعرفة!!

دهشة الاكتشاف وشغف المعرفة!!

ما يلفت نظرنا ويثير دهشتنا وغالبا ما ينال إعجابنا يعد أمرا يستحق وقفة تأمل ورحلة تفكير. ولذا وقف المرء مذهولا ومتسائلا أمام الصور الملونة والمضيئة للكون والفضاء ولمجرات ولعوالم بعيدة ومجهولة وتعتبر ألغازا منذ زمن طويل.



ما شاهدناه وما عايشناه يوم الإثنين 11 يوليو 2022 هو الشغف المتواصل فى اكتشاف المجهول وفى تعميق معرفتنا وفهمنا للمعلوم.. أنه أيضا الإنسان برغبته وسعيه إلى المغامرة العلمية والفكرية من أجل التوصل إلى إجابات لأسئلة عديدة حيرته كثيرا.

الحدث هيمن على شاشات الهواتف الذكية ووسائل الإعلام.. وخطف اهتمام أصحاب العلم والشغف وسيطر على تفكيرهم.. وبالتأكيد حثهم على النقاش حول ما تحقق وما هو القادم فيما بعد. شرارة النقاش انطلقت مع الصورة الأولى التى التقطها تلسكوب فضائى مميز تابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) واسمه جيمس ويب تكلف أكثر من 10 مليارات دولار وانطلق فى ديسمبر الماضى ليكون على بعد 1.5 مليون كيلو متر منا ليتابع ويرصد ويلتقط صورا لما هو الأبعد جدا فى كوننا اللا محدود. ولأن الصورة الفضائية الأولى (وتبعتها صور أخرى) واضحة جدا وما قاله العلماء يحمل الكثير من المعلومات والكثير أيضا من الأسئلة المتعلقة بما نجهله من أسرار الفضاء من حولنا.. كان من الطبيعى تكرار القول فى وصف ما حدث بأنه فتح نافذة لنطل منها على البعيد فى كوننا الذى لا نعرفه.

 

 

 

إنه حديث شيق وممتع تتابعه وسائل الإعلام الأمريكية بجدية واهتمام من أجل شرح ما حدث وما قد يحدث.. وبالطبع الحديث عن من كانوا وراء هذه المهمة العلمية.. فأنسنة هذا الإنجاز الفضائى الإنسانى ضرورة خاصة أن فى زمننا الحالى اللاهث ينسى الكثيرون أن حدثا علميا مثل هذا الحدث المذهل وراءه جهد ووقت وابتكار مئات من العلماء الذين لا يتركون معاملهم وأماكن أبحاثهم لسنوات طويلة. التفاتى هذا وراءه إدراك بأهمية وضرورة الاحتفاء بالشغف الإنسانى الذى لا يكل ولا يمل.. والتأكيد على أن المعرفة الانسانية تتنامى وتزدهر فى وجود عقول شغوفة دؤوبة تتساءل دائما وتبحث دوما ولا ترضى ولا تكتفى بما هو متاح ومتوافر ومقبول.. وأن البشرية تطورت وتقدمت بسبب هذه العقول المضيئة.

الذكاء الاصطناعى.. ولكن

لا شك أننا فى السنوات الأخيرة سمعنا كثيرا وقرأنا مرارا وتكرارا عن الذكاء الاصطناعى AI.. وغالبا ما توجسنا وقلقنا من تنامى تواجد هذا الذكاء وهيمنته على حياتنا فى السنوات المقبلة.. وعفوا لمن يعنيه الأمر هذا التواجد المتوحش سيكون فى كل مجالات الحياة.. تلك التى يتباهى فيها الفرد بأنه.. مفيش زيّه!!

ولهذا يطرح من حين لآخر السؤال الملح - ما هو الأمر الذى لا يستطيع الذكاء الاصطناعى القيام به حتى الآن؟.. وأشدد على «حتى الآن» على أساس أن لا أحد يعرف ماذا تخبئ لنا الأيام وابتكارات العلم..

د.أليسون جوبنيك أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا بيركلى ترى فى هذا الأمر أن برامج الذكاء الاصطناعى التى تعلمت وتعرف كيف تكتب وتنطق وتقول.. تكاد تماثل الإنسان فى هذه الأفعال إلا أن هذه البرامج فى اعتقادها لا تستطيع أن تفكر بابتكار وخيال مثلما يفعل طفل صغير! 

ومن أجل توضيح اعتقادها الخاص ذكرت د.جوبنيك علينا ألا ننسى بأن الابتكار يعتمد على اكتشاف نتائج غير مرتقبة أو غير محتملة.. وليس التوصل إلى ما هو مرتقب أو محتمل أو معروف من قبل.

 

 

 

هل بهذا التوصيف اتضحت الرؤية وسكن العقل القلق؟!.. بالطبع لا، فنحن اليوم فى 2022 ولا نعرف إلى أى مدى سيصل تغول وتوغل الذكاء الاصطناعى.. وربما مع مرور السنوات قد نهمل أو نتجاهل ما يوصف بالابتكار والخيال والاكتشاف.. ونكتفى بكل أسف بما تمليه علينا الذكاء الاصطناعى!!   

العودة إلى المكتب والعمل من هناك.. كما كان الأمر قبل تفشى الجائحة كوفيد 19. أمر لم يتم تحقيقه بالكامل حتى الآن. صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ذكرت أن نسبة العودة وصلت إلى 44 فى المائة فى أواخر شهر يونيو الماضى. وهى أعلى نسبة حضور منذ بدء الجائحة وأن هذا الرقم بالنسبة للولايات الأمريكية ككل.. إلا أن فى المدن الكبرى مثل نيويورك وسان فرنسيسكو وشيكاغو فإن نسبة العودة إلى المكتب أقل.. فالنسبة فى مدينة نيويورك كانت 41.2 فى المائة!