الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

محسن محيى الدين: شبعت شهرة.. ولم أندم على اعتزال الفن

محسن محيى الدين
محسن محيى الدين

يعد الفنان محسن محيى الدين نجمًا من طراز فريد، وصاحب تاريخ فنى كبير. لديه لمسات خاصة فى كل عمل فنى يشارك فيه، حتى ولو كان الدور ثانويًا. أعطى للفن سنواتٍ من عمره، ويجيد توظيف خبرة تلك السنوات ببراعة شديدة فى كل شخصية جديدة يقدمها، مثلما فعل فى دور «حسن فخر الدين» بمسلسل «ريفو» الذى عرض مؤخرًا على إحدى المنصات الرقمية.



 

عن موقفه من عرض «ريفو» على المنصات الرقمية، وأبرز الفرق الموسيقية التى كان يتابعها ويستمع لها بفترة التسعينيات، ومشاركته فى مسلسل «ملف سرى» بالموسم الرمضانى، وتفاصيل العشرين عامًا التى ابتعد فيها عن الفن، كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع الفنان محسن محيى الدين.

• بداية.. ما الذى جذبك للمشاركة فى مسلسل «ريفو»؟

- ما لفت انتباهى للعمل أنه يتناول موضوعًا جديدًا، فأنا أحب كتابات محمد ناير وتعاونت معه من قبل فى فيلم «الكاهن»، فهو صاحب رؤية مختلفة ومميزة، كما أعجبت كثيرًا بشخصية حسن فخر الدين التى جسدتها ضمن أحداث العمل، فهو كاتب وسيناريست يسعى أن تصل قصة حياته لابنته التى لا تعرفه، وفى نفس الوقت يسعى لإبراز فترة من الفترات التى مر بها عندما كان شابًا ولديه طموح محدد، ونرى من خلال كتاباته التى تكتشفها ابنته تركيبة شخصيته، وعلاقته بابنته التى لا تعلم أنه والدها، ولا تعلم الجانب الآخر من الأمر.

• كيف وجدت عرض العمل على منصة رقمية؟

- عرض العمل على منصة رقمية لم يضره، بل تسبب فى تحقيق مشاهدات عالية له، فالمنصات أصبحت تجذب المشاهدين أكثر من التليفزيون، لأنها أتاحت لهم فرصة مشاهدة الأعمال دون فواصل إعلانية، كما أتاحت لهم فرصة مشاهدة العمل كاملاً وفقًا لظروفهم.

• «ريفو» تدور أحداثه فى فترة التسعينيات.. فى رأيك ما سبب نجاح الأعمال الفنية التى تتناول الحقب الزمنية القديمة؟

- السبب هو الحالة التى تحدث حاليًا، ألا وهى بتر الماضى وتاريخه، لذلك نجد أن معظم الأشياء المتواجدة حاليًا هشة لأن ليس لها أساس، فجيل هذا الزمن لا يعرف شيئًا عن الموسيقى العربية ولا عن تطورها، ولا يعلمون شيئًا عن الحقب الزمنية القديمة ولا عن مشاهير هذه الفترات، وكأن هناك حالة تعتيم على الأشخاص الذين عاشوا قبلنا. فنجد أن شباب هذا الزمن اتجهوا جميعهم لموسيقى المهرجانات، وتخلوا عن مطربى الزمن الجميل. على عكس جيلى الذى عاش كل الأجيال، فرغم أننى من جيل محمد الحلو وعلى الحجار ومدحت صالح، ولكننا كنا نستمتع بعبد الحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وغيرهما.

• تقصد أنك لست من محبى ومتابعى موسيقى المهرجانات؟

- موسيقى المهرجانات سمعتها رغمًا عنى، فعندما أسير فى الشارع أجد كل الناس تسمعها، ولكننى لا أحبها فهى لا يوجد بها فن، وأصواتها بعيدة عنا، والآلات هى التى تغنى وليس الأشخاص، وأشعر وكأن مطربى المهرجانات بلا عاطفة. أنا لا أحكم عليهم فهذا عصرهم وجيلهم، وهذه موسيقى هذا الجيل، لكنها لا تعجبنى، فأنا أحب الأغانى التى بها أحاسيس وموسيقى ومشاعر.

 

لست من محبى التواصل الاجتماعى
لست من محبى التواصل الاجتماعى

 

• ما موقفك من التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى وموقفك من التكنولوجيا عمومًا؟

- لا أحب التعامل مع التكنولوجيا بكثرة، ولست من محبى مواقع التواصل الاجتماعى، ولا أتعامل معها، فجمهورى يحب فنّى لفنّى وليس ليرانى فى شاشة تليفونه كلما أمسكه ويجدنى مثل الأراجوز وأنا أخرج أقول له أننى عملت هذا وأحب ذاك.. إلخ. أنا من الجيل الذى يؤمن بأن الإنسان كثير الظهور ليس له سعر، فأنا مازلت أحب أن أحتفظ باشتياق الجمهور لى وأرى أن مواقع التواصل الاجتماعى ترخص من قيمة الإنسان، فكلما كان الفنان عزيز الخطوة وجمهوره يشتاق له سيكون مميزًا ومختلفًا، ويكون هناك احترام متبادل بينهما.

• «ريفو» تناول قصة فرقة غنائية.. فما أبرز الفرق الموسيقية التى كنت تحرص على سماعها فى التسعينيات؟

- فرقة الموسيقار هانى شنودة، وفرقة الفنان الراحل عزت أبوعوف، وفرقة الموسيقار عمار الشريعى، وفرقة يحيى خليل، كما عاصرت وتابعت فى هذه الفترة فرقاً موسيقية كثيرة.

• مع إعادة عرض مسلسل «ملف سرى» الذى شاركت به فى موسم رمضان 2022.. هل تشاهد العمل مرة ثانية أم لا تحب مشاهدة نفسك بالتليفزيون؟

- لا أحب مشاهدة نفسى، فما قدمته قدمته وانتهى الأمر. والإنسان يتعلم وهو يعمل وليس وهو يشاهد نفسه، فبالنسبة لى لا أحب أن تكون الأنا مرتفعة لدىّ، فكلما أشاهد نفسى سأشعر بذاتى، وأنا لا أحب ذلك على الإطلاق.

• هل هناك محاذير مُعينة تتحكم فى اختياراتك الفنية؟

- المُتحكم الأول فى اختياراتى الفنية هو مدى أهمية القضية التى يتناولها العمل الفنى، وهل هذا العمل يصُب فى صالح المجتمع أم يضُره، كما أن هناك أخلاقيات يجب أن أراعيها فى اختياراتى، فنحن لسنا أجانب «خواجات»، وهناك أشياء لا أقوم بتجسيدها لأنها لا تصلح دينيًا أو أخلاقيًا، فإذا شاهدنى أولادى فى أدوار بها مشاهد خارجة سأنزل من نظرهم كثيرًا، فنحن مهما تأثرنا بالغرب سيظل بداخلنا الجزء الشرقى الخاص بعاداتنا وتقاليدنا ومفاهيمنا التى تربيّنا عليها وتؤثر فى اختياراتنا، فالموضوع ليس أخلاقيًا فقط ولكن تركيبتنا وتربيتنا هى التى ترفض هذه الأشياء.

 

مع يوسف شاهين
مع يوسف شاهين

 

• هل تُعلن عن أسباب رفضك للعمل أم ترفض دون توضيح الأسباب؟

- لست بحاجة لتبرير الرفض أو إعطاء أسباب، فالذى لا يُناسبنى ولا يُعجبنى أرفضه، فالفن يُخاطب العقل والأحاسيس وليس الغرائز و«الأفلام الجنسية». الفن وجد لفائدة المجتمع ولكى يُخاطب الأحاسيس والعقل. وهناك فرق كبير بين الأحاسيس والغرائز، حيث يخلط بينهما الكثير.

• هل ندمت على ابتعادك عن الفن لمدة 23 عاما؟ وهل أثر ذلك على مشوارك الفنى؟

- لم يؤثر على الإطلاق، ولم أندم على هذه الفترة، بالعكس كانت من أحسن فترات حياتى، حيث نضجت فيها، وتعلمت الكثير، وقرأت، وعلمت ما المطلوب منى كإنسان. وخلال فترة الاعتزال كنت أمارس الفن ولكن بطريقة مُختلفة، فكنت متواجدًا بالميديا وأقوم بعمل أفلام كارتونية، وكتبت أفلامًا، لكنها لم تخرج للنور لأن وقتها قامت فيها حرب الخليج التى تأثر بها العالم بشكل عام والفن بشكل خاص.

 

من إسكندرية ليه
من إسكندرية ليه

 

 

• هل وجدت التخلى عن الشهرة والأضواء أمرًا  سهلاً؟

- عندما توقفت كُنت أعلى شخص فى المتواجدين، ووصلت لمرحلة أننى أصبحت مؤسسة فنية، فكُنت مُخرجًا ومُنتجًا وممثلًا، ولكننى أحببت نفسى وأحببت فهمها، فالشخص عندما يُحب نفسه يجب أن يطور منها، ويأخذ وقفة يراجع نفسه فيها وما فعل وإلى أين وصل، وعندما كنت خارج الفن كنت أقوم بفن أيضًا، فعندما أكون ناجحًا وسط أسرتى فهذا فن التعامل مع الأسرة، فالفن معناه رسم شىء لحياتك والتعامل معه بنجاحه وفشله. ومن الممكن أن أعيش دون كاميرات، فالكاميرات شىء والفن شىء آخر، وأنا لا أبحث عن الشهرة والكاميرا فقد «شبعت شهرة»، وشاهدت العديد من النجاحات بحياتى ولا أحتاج أن أبرهن لنفسى أى شىء.