الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

العصيـر الرئاسـى

العصيـر الرئاسـى
العصيـر الرئاسـى


نعم لم يخنك النظر ولم تخدعك الحروف بالفعل، أنا أقصد العصير الرئاسى ولكونى امرأة عاملة يحدث أحيانا تداخل غير مقصود بين أدوات الكتابة الصحفية ومصطلحاتى المطبخية ولأننا معشر النساء قد نعتبر المطبخ فى أغلب الأحيان كائنا مصغرا للمجتمع الذى نحياه ولأنه عادة يكون الشاهد الأعظم على ولادة كل الأفكار العبقرية وغيرها من التفاهات، فحين كنت أصنع كوبا من الكوكتيل اللذيذ تجتمع فيه أنواع شتى من الفاكهة الطازجة والذى عمق بدوره إحساسى بأننى رئيسة جمهورية مطبخى.. تساءلت إذا شطحت وبخيالى وتأملت جبل طموحاتى اللامتناهى.. ترى ماهو نوع هذا العصير الذى يمكننى من أكون رئيسة جمهورية بلدى.. ترى أين هى تلك الآراء الطازجة والمنعشة التى قد تقودنى وتقود غيرى من نساء هذا المجتمع للوصول إلى مقعد الرئاسة..
 
ولأن الطبخة الحلوة لابد وأن تاخذ وقتها الكافى وعملا بالمقولة الشهيرة «اتقل على الرز عشان يستوى» قررت أن أتنازل عن المقعد الرئاسى لهذا العام وأنظر للأمام قليلا.. انتخابات 2018 أمامنا من الوقت أربع سنوات بالتمام والكمال كافية لكثير من العمل الجاد والمتميز حتى تكون المنافسة قوية ويعد للسيدة المرشحة ألف حساب وحساب.. فإذا كنت قد اتخذت هذا القرار فاعلمى أن لا وقت لديك منذ تلك اللحظة للتراجع أو الراحة واسمحى لى أن أحاول أن أكون خير معين لك فى تلك المرحلة وأقدم لك كوبا من العصير الرئاسى ممثلا فى خطوات عشر اشترك فى صنعها أربعة من النساء القديرات كل منهن خبيرة فى مجالها.. الأستاذة سكينة فؤاد مستشار رئيس الجمهورية لشئون المرأة.. الأستاذة فريدة النقاش الكاتبة الصحفية ورئيس ملتقى تنمية المرأة.. والدكتور هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى والدكتورة نادين سيكا أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية.. جادت كل منهن بما لديها من أفكار حتى نقدم للمجتمع سيدة جمهورية قادرة على المنافسة الشرسة مع أمثالها من الرجال.
 
∎ الخطوة الأولى:
 
 تقول د.هدى زكريا: أن تنسى كونك امرأة فهذا هو أكثر ما يضر بالقضية أن نشعر طوال الوقت أننا فى نضال لإثبات حقوقنا كإنسان إذا تخلينا نحن عن هذا الشعور فسينساه الرجل ويتعامل معنا كأنداد له ويجب أن يصل هذا الشعور أيضا للجماهير فأنت لا تسعين للمنصب لإثبات أن المرأة قادرة على المنافسة.. على العكس فأنت تسعين للمنصب لخدمة بلدك وإثبات كفاءتك كإنسان.
 
∎ الخطوة الثانية:
 
 وتضيف د.هدى ضرورة أن تعملى على نفسك كشخص يريد أن يصبح ممثلا مشرفا لبلده سواء فى الشكل أو المضمون فيجب عليك أن تتحلى بعدد لا بأس به من الصفات التى تقدمك للجمهور كشخص لا بديل له مثل أن تتقنى أكثر من لغة، وأن تكونى على قدر عال من الثقافة والمتابعة للقضايا الدولية وأن تكونى متحدثا لبقا قادرا على جذب انتباه الجمهور.
 
∎ الخطوة الثالثة:
 
وتختتم كلامها قائلة ضرورة أن تتطوع فى خدمة أكثر من قضية مجتمعية وتتواجد وتعمل بقوه مع منظمات المجتمع المدنى لتجد ضالتها وتجد قضيتها الأساسية التى تناضل من أجلها فكل منا له اهتمام خاص يشغله ويهتم به ويجب أن تكون تلك القضية تهم قطاعا كبيرا من المجتمع مثل ذوى الاحتياجات الخاصة أو المرأة المعيلة.. وهكذا.
 
∎ الخطوة الرابعة:
 
تقول د.نادين سيكا: يجب أن يحتفظ كل من يبحث عن العمل الرسمى بمفكرة صغيرة نطلق عليها مفكرة المشاكل الدقيقة نسجل فيها مشاكل يعانى منها المواطن العادى بشكل يومى ربما قد تبدو بسيطة لمن هم فى مناصب عليا ولكنها مهمة جدا بالنسبة للشعب العمل على حل تلك المشكلات بعد الوصول للمنصب يعمق لدى الناس شعورا بأن رئيسهم شخص ينتمى إليهم ويشعر بهم ويولد شعورا عاما بالثقة والاطمئنان.
 
∎ الخطوة الخامسة:
 
وتضيف د.نادين: يجب عليها أن تبحث من منهم الكتلة التصويتية الأعلى فى الانتخابات القادمة لتعمل عليها وهذا لن يتأتى بسهولة بل بالبحث والقراءة الجيدة للمشهد السياسى وبعد النظر والرؤية الثاقبة سواء منها أو من الفريق المحيط بها ربما تكون تلك الفئة من الشباب.. ربما تكون المرأة.. ربما تكون الطبقات الشعبية الأكثر فقرا أو جهلا ويجب أن تعمل عليهم بصدق وبغير هدف النجاح فى الانتخابات لأن الناس إذا شعرت بذلك فقدت ثقتهم فيها والانتخابات القادمة ليست نهاية المطاف فالمهم السعى وراء بناء أرضية حقيقية لدى الناس.
 
∎ الخطوة السادسة:
 
تقول الكاتبة الصحفية فريدة النقاش: يجب أن تسعى فى البداية منظمات مدنية نسائية قوية وحقيقية يشترك فيها نساء حقيقيات من كل فئات الشعب ويعملن معا لخدمة القضية، وأن تبتعد قليلا عن النخبة الزائفة فحتى الآن لم تصل أى من النساء إلى الطبقات الشعبية الكادحة وتتعرف على متطلباتهم واحتياجاتهم وأن تتواجد فى كل أقاليم مصر وقراها ونجوعها ليشعر بها عامه الناس ويصدقونها.
 
∎ الخطوة السابعة:
 
وتضيف فريدة: من الضرورى جدا أن تتعرف على النساء القائدات فى كل المحافظات والنقابات والمجالس وتتعرف منهن على مشاكل الطبقات التى ينتمين إليها تواجد مثل هؤلاء النخبة الحقيقية التى يصدقها الناس لأنهن يخدمن المجتمع بالفعل يعطيها ثقلا وقوة ومصداقية هى فى أشد الحاجة اليها.
 
∎ الخطوة الثامنة:
 
وتختتم كلامها قائلة: ويجب عليها أن تعمل بقوة على محو ثقافة اليمين الدينى المتطرف التى اجتاحت بيوتا كثيرة وفى اتجاهها إلى تدمير عقول أكثر، فعلى الرغم من زوال نظام الإخوان بلا رجعة فإن فكرهم لايزال سائدا فى البيوت وراسخا بعقول الرجال والنساء وتجاهله وعدم التعامل معه سيخلق لدينا أجيالا وأجيالا، وسيعمق تلك الفجوة المجتمعية التى صنعها الإخوان منذ عقود والتى تعوق تقدم أى مجتمع فما الذى يفيد من أن يعمل نصف المجتمع ويهدم النصف الآخر ما أنجزه النصف الأول.
 
∎ الخطوة التاسعة:
 
تتحدث الكاتبة الأديبة سكينة فؤاد لابد أن تعمل بقوة على دراسة مواد الدستور وتفعيلها بقوة حتى لا تكون مجرد حبر على ورق، فعلى سبيل المثال المادة 11 من الدستور تنص على ضرورة المشاركة الفعالة للمرأة فى شتى مناحى العمل، ويجب أن تحرص على تفعيلها حتى لا يكون تواجدها مكملا للصورة النهائية ولكنها يجب أن تتواجد فى أماكن صنع القرار لأننى على قناعة تامة أن المرأة لها نظرة ثاقبة مختلفة عن نظرة الرجل للأمور، وهذا التواجد يجعلها معتادة على تحمل مسئولية القرار الذى تتخذه بل يعلمها أيضا كيفية بحث الأمر جيدا للوصول إلى القرار الصائب.
 
∎ الخطوة العاشرة
 
وتضيف الأستاذة سكينة: عليها أن تعمل بقوة مع طبقات الشعب الكادحة وتتواجد ضمنهم باستمرار حتى تضع يدها على الأسباب الحقيقية للجهل والفقر وتعمل على تجفيف منابعها وتواجدها مثل تلك الطبقات سيجعلها تقف على أسباب مشاكلنا الأساسية وتتبنى من خلالها قضيتها القومية التى ستعمل عليها فى حال نجاحها أو عدمه ولتكن تلك القضية هى محو أمية المرأة لأنك إذا محوت أمية المرأة، فأنت محوت أمية طفل بكل تأكيد أو منعته من التسرب من الدراسة، فالمرأة حين تتعلم تعى وتتمسك بحقوقها ولن يستطيع أحد شراء صوتها وتصبح حرة فى التعبير عمن يمثلها سواء على المستوى الرئاسى أو البرلمانى أو النقابى.
 
وفى النهاية وبعد أن استطلعت آراء نساء فاعلات فى أماكنهن ولديهن القدر الكافى من الوعى والانتماء لقضايا المرأة فى مجتمعاتنا العربية وليس المجتمع المصرى فحسب.. أجد أنهن اتفقن على عدد لا بأس به من الصفات والخطوات المطلوبة بل وافقن جميعا على نقاط ثلاث ألا وهى أن ما حدث من محاولات بعض النساء للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية الجارية أو التى سبقت مثل الأستاذة بثينة كامل والدكتورة هدى الليثى ناصف كان أمرا مهمًا للغاية على الرغم من أنهن غير مؤهلات بقوة لمثل هذا المنصب لأنه يجعل المجتمع يدرك باستمرار أن المرأة موجودة وتناضل ولن تستسلم حتى تصل إلى غايتها.. واتفقن أيضا أن اللعب والتركيز على كتلة المرأة التصويتية فقط كسبب من أسباب النجاح لن يفيد لأن المرأة المصرية قوية جدا وعلى وعى فطرى بالصادق والكاذب ولن تعطى صوتها إلا لمن تثق فيه ويطمئن له قلبها سواء كان رجلا أم امرأة ووجدتهن جميعا متفائلات جدا ولا يستبعدن أبدا أن تكون المرأة منافسا قويا فى الانتخابات القادمة على شرط المنافسة القوية والتواجد الصادق بين الجماهير وغير مشككات فى تقبل المجتمع لهذا الحدث، لأن السنوات الثلاث الماضية غيرت كثيرا فى تفكير جموع الشعب وجعلتهم أكثر قدرة على تقبل الجديد والتعامل معه ورفضه فى أحيان كثيرة إذا لم يف بالغرض المطلوب ودعونى أختتم كلامى بمقولة الأستاذة سكينة فؤاد «إن التغيير فى مصر لا يحتاج إلى سنوات بل يحتاج إلى عمق».