الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مستقبــل نتمنـــاه لأفريقيـــا

رؤية تستشرف آفاق المستقبل
رؤية تستشرف آفاق المستقبل

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى انطلاق الاجتماعات السنوية الـ 29 للبنك الأفريقى للتصدير والاستيراد «أفركسيم بنك» بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت عنوان «تحقيق إمكانيات منطقة التجارة الحرة الأفريقية فى مرحلة ما بعد كوفيد 19 للاستفادة من طاقات الشباب».



خلال حضور جلسة حوارية بعنوان «أفريقيا فى مواجهة الصدمات الخارجية والتحديات الداخلية»، رحب الرئيس بضيوف اجتماع البنك الأفريقى للتصدير والاستيراد قائلا: خلونى أبدأ كلامى بتوجيه التحية والاحترام والترحيب بكل الضيوف الموجودين اللى بيمثلوا البنوك والمصارف وبيمثلوا المستقبل اللى بنتمناه لأفريقيا.

 

وقال الرئيس: «اتكلمتوا من منظور الاقتصاد وقدرة البنوك ومساراتها، ومن خلاله أقول إحنا بنتكلم على حلم أفريقيا من سنين طويلة فاتت، وبنتكلم على سنة 2063 اللى هو الأمل، اللى إحنا بنتمناه». 

وتابع: أنا هتكلم من منظور مش بس الاقتصاد ولكن منظور الدولة، إزاى الدولة تقدر تعمل ده ؟.. إزاى الكلام اللى بيتقال وبنكرره كل سنة وفى كل مناسبة ومبيتحققش.. إيه الفاصل اللى بين الواقع اللى عايزين نغيره وبين الرؤية اللى ممكن أن تستشرف الخطوات التنفيذية المناسبة لتحقيقه.

وأضاف: «فى أفريقيا والعالم كله بقول المقارنات والبيانات بتدينا فرصة على التعرف على الحقائق والاستنتاجات والأهداف، بنقول فيه أكتر من 20 دولة فى العالم دول غنية، طيب العالم كله كام دولة؟.. تقريبا 200 دولة يعنى 20 % من دول العالم تستطيع من خلال مواردها تتحط فى المرتبة دى طيب بقية الدول تروح فين؟». 

وأكمل الرئيس: «اتكلمتوا على أن كورونا وأوكرانيا أزمة كاشفة وأبرزت تحديات لينا بالكامل ممكن نستفيد منها لكن يا ترى البنية الأساسية للقارة الأفريقية جاهزة إنها تلبى الطموحات والآمال لشعوبنا بتتمناها لبلادنا». 

وتابع:  «هديكوا مثال على مصر لما جينا نتكلم على إيجاد بنية أساسية مناسبة حتى تنطلق للعمل للأفضل احتجنا خلال السبع سنين اللى فاتوا تقريبا من 400 إلى 500 مليار دولار بتكلم على مساحة مليون كيلومتر،  واللى إحنا عملناه نسبته من 10 إلى 12 % من مساحة مصر فقط.. طيب أنا بتكلم على أفريقيا اللى فيها 30 مليون كيلو متر مربع».

 

المجتمعون بحثوا الاستفادة من طاقات الشباب
المجتمعون بحثوا الاستفادة من طاقات الشباب

 

وتساءل الرئيس: «يا ترى البنية الأساسية التى تستطيع أن تحققها فى القارة تتكلف كام وهيجوا منين؟ الكلام ده قلته من خمس سنين فى ألمانيا إذا كنتم عاوزين تغيروا وجه القارة محتاجين فقط بنية أساسية فى القارة، أنا اتكلمت على الكهرباء والمطارات والقطارات بنية أساسية بكام ومنين ومين يقدر ينفق على ده؟...قلت هل البنوك الأوروبية مستعدة تدى قروض بتكلفة مالية رغم المخاطر العالية فى أفريقيا بتكلفة مالية قليلة..مستعدين تدوا قروض للدول الأفريقية علشان يعملوا بنية أساسية باستثمارات ضخمة وعوايدها هتبان بعد كده».

بنية أساسية

وتحدث الرئيس عن التحديات التى تواجه قارة أفريقيا معقبا: «أول تحدٍ هو إيجاد بنية أساسية قارية، حلم الناس فى أفريقيا القارة اللى فيها أكبر نمو سكان وأكبر حجم شباب فى قارات العالم كله.. مش قادر أروح لإثيوبيا بالقطار مش قادر أروح لكينيا بالقطار ولا بالطريق مفيش سكة حديد ولا خطوط طيران ولا موانئ، حد يقولى اعمله، السياسيين معنيين، لكن وفق قدرتهم الاقتصادية». 

وذكر الرئيس أن أوكرانيا بتطلع 60 مليون طن قمح ومساحتها 600 ألف كيلو متر مربع لكن تفتكروا أن الدولة دى علشان تبقى مزرعة وتدي  منتجات زراعية لكتير من دول العالم هل ده اتعمل علشان إرادة سياسية ولا قدرات؟..عندهم البنية الأساسية المطلوبة للزراعة  من كهرباء ومصارف وطرق وتكنولوجيا للزراعة المتقدمة حتى الصوامع بتشيل 5 مليون طن حجم تصريف شهرى، يعنى عاملة بنية أساسية هائلة، فى النهاية دولة زى أوكرانيا تحقق ده، طيب فيه دول فى أفريقيا عندها قدرات قد كده قدرات هائلة.

وأكد الرئيس أن تأهيل وزراعة مليون فدان يتخطى 200 مليار جنيه، مضيفا: «محتاج لزراعة مليون فدان كهرباء وأموال ضخمة وتكنولوجيا زراعية حديثة علشان مليون فدان مش 30 مليون فدان فى دول جنب مننا بنتكلم عن أشقاء عندهم 200 مليون فدان طيب متزرعوش ليه علشان المطلوب مش موجود ودى القضية بين الواقع المطلوب والقدرة على تغييره علشان تزرع المليون فدان بتتكلم فى 200 مليار جنيه يعنى 30 مليار دولار.

وواصل الرئيس كلمته: «بدير بالأرقام دى واقع أنا عايشه علشان أحول مليون فدان غير قابلة للزراعة وبتكلم فى الأرقام دى،علشان تروح تعمل صناعة فى دولة أفريقية قيمة مضافة للحديد والنحاس فقط إنت عاوز الكهرباء والمصنع والطرق والسكة الحديد تحتاج إلى أموال واستثمارات ضخمة جدا...أول عقبة توفير التمويل اللازم لبنية أساسية تحقق اللى إحنا عاوزينه.

وتساءل الرئيس: «يا ترى الأمن والاستقرار الموجود فى دولنا يسمح بكده ولا لأ؟، والمخاطر الموجودة فى دولنا بيخلوا الائتمان تكلفته عالية ولا منخفضة؟ العنصرين دول فى تقديرى الشخصى الأساس والركيزة الأساسية لأى تغيير مناسب للدول، لو محققتش العنصرين تستثمر فى بلد مفيهاش أمن ولا استقرار إزاى؟». 

وتابع: «حلم الشعوب وآمالها وقدرة الدول على تنفيذه، مشكلة أخرى أن الناس عاوزة واللى عاوزاه قد تكون الدولة غير قادرة على تحقيقه على الأقل فى منظور زمنى مناسب، فمحتاج زمن مش محتاج إرادة وخطط لا.. إزاى تحقق الاستقرار والأمن للشعوب اللى هى بتحلم على تحقيق آمال وطموحات طيب قدرة الدولة على تنفيذه قد إيه؟..كام مننا من العشرين دولة دول؟ 

وأضاف الرئيس: «الاستقرار والأمن إذا غاب عن دولة اوعوا تطلبوا من الدولة دى تتقدم أبدا، لن تتقدم.. أنا مليش دعوة، أنا بقول الحالة اللى بتتصنف بيها بلادنا، هو استقرار ولا عدم  استقرار؟ فيه استقرار يبقا فيه أمل، مفيش استقرار يبقا مفيش أمل.. محدش حتى القطاع الخاص اللى هم مواطنى البلد لو جيت قلتله تعمل مشروع عندك لو مكنتش مطمنلها أروح بلد تانية دى فلوس والناس بتخاف على فلوسها». 

وتابع: التكامل مش إرادة سياسية بس ولكن فهم لقدراتنا المشتركة قد إيه هتعود  علينا بالنفع لينا كلنا لو تكاملنا مع بعضنا مع دول القارة.

 

من حق الشعوب أن تحقق أحلامها
من حق الشعوب أن تحقق أحلامها

 

الاستقرار والأمن

وتابع الرئيس: «أنا فى مصر وأنا بحلم لأفريقيا برضه والله بحلم لأفريقيا لأنهم ناس ومن حق الناس تعيش وتكبر وتحقق أحلامها وأحلام شبابها وتعيش فى مكان تانى غير المكان اللى موجودين فيه دلوقتى.. بقوله  يا رب لو أعطيتنى ما هسيب دولة إلا لما أساعدها..لأن أفريقيا لن تعبر ما هى فيه إلا لما إحنا نكون كلنا قلوبنا على قلب بعض وتجاوز أى خلافات ومشاكل من أجل مستقبل نغير فيه الواقع اللى إحنا موجودين فيه  لمستقبل أفضل».

وأنهى الرئيس كلمته بالتوجه لمجتمع المال والمصارف قائلاً: أفريقيا أمانة فى رقابتكم.. والمليار  مواطن أفريقى أيضا أمانة فى رقابتكم. 

وكان الرئيس قد شهد فيلمًا تسجيليًا بعنوان «أفريقيا تحديات وطموحات»، والتقط صورة تذكارية مع الوفود المشاركة فى اجتماعات البنك الأفريقى للتصدير والاستيراد.. حيث حضر الاجتماعات أكثر من 3 آلاف شخصية مصرفية وحكومية ودولية رفيعة المستوى، وبحضور محافظى البنوك المركزية ورؤساء الحكومات والوزراء الأفارقة، وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى والبنك وصندوق النقد الدوليين بجانب ممثلى البنوك والهيئات والخبراء الدوليين.

يذكر أن «أفركسيم بنك» مؤسسة مالية متعددة الأطراف لعموم أفريقيا تعنى بتمويل وتعزيز التجارة داخل وخارج أفريقيا، ويعمل على ابتكار حلول تمويلية تدعم تحول هيكل التجارة فى أفريقيا، وتسريع التصنيع والتجارة داخل المنطقة، وبالتالى تعزيز التوسع الاقتصادى فى إفريقيا.

ويعمل «أفركسيم بنك» مع الاتحاد الأفريقى وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لتطوير مرفق التكيف لدعم الدول من أجل المشاركة الفعالة فى منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.