الجنـــس قـبــــــل الحـــــب أحيانــــا

أماني زيان وريشة احمد جعيصة
عندما يصبح.. الاستقرار خنقة، الجدية.. دعابة، حتى خطوات الحب الأولى التى كانت تجعلنا نطير بدون أجنحة.. ونضحك ونحن وحدنا بسذاجة ونستمع لأدق التفاصيل التى لا يلاحظها إلا عاشق فى أيامه الأولى يسمى هذا كله «تضييع وقت».. فماذا ننتظر؟ لن أقول أنه تم الخلط بين مشاعر الحب والجنس.. بل تم تبديل وإحلال .. تبديل مشاعر الحب برغبة فى الجنس.. المادة حلت محل الإحساس.. كانت هناك نكتة متداولة عن عنتر ابن شداد هو يقول لعبلة شعراً.. أيا حب الفؤاد ومنيةُ الروح فتقاطعه عبلة قائلة «يلا يا أخويا أنت لسة هتحب فيا» كنا نسمع هذه النكتة ونضحك من قلوبنا.. لكن أصبحت النكتة حقيقة واقعية.. بكل تفاصيلها..
بعد أن أصبحنا نلوم كل الشباب الذين يرسمون ملامح الحب على وجوههم ويمثلونها مجرد تمثيل فى تصرفاتهم.. فقط ليوقعوا بالضحية أو بالفريسة.. الحقيقة هناك الكثير منهم استيقظ ضميره وأصبح لا يلعب على المشاعر.. ولا يضيع وقته ووقت فريسته.. هذا الشاب ذو الضمير المستيقظ.. قرر أن يصل لجسد هذه الفتاة.. إذا لا وقت للحب.. يكفينى إبداء الإعجاب.. ثم إلقاء السهم مباشرة على هدفه.. هل تحبين العلاقات المفتوحة؟! ترد الفتاة «مفتوحة ازاى» يرد «شكلك معقدة» البنت «!!!» الشاب «أنتى عندك كام سنة؟! «30 سنة» الشاب «يعنى كبيرة وناضجة.. يبقى مفيش مشكلة نجرب بعض «البنت» أنا مش معقدة لكن الحياة مش كده..» الشاب «الحياة قصيرة.. هتستنى لغاية إمتى؟!» هنا يغازل الشاب احتياجاتها.. ضعفها.. رغباتها المكبوتة ومشاعرها المخزونة فى صندوق أسود لا تعرف إن كان أحدهم سيجده ويفتحه ويعرف عالمها التى لم تختبره من قبل.
هنا تحديداً هناك خيار من اثنين لا ثالث لهما.. الأول.. أن تترك لجام رغباتها وتفسح الطريق لصائد ضعفها أن يغزوها فيلتهم منها كما يشاء.. وهى أيضاً تدخل تجربة لطالما تمنت الدخول لها.. صحيح أن شكل التجربة كان مختلفا.. فخيالها رسم حلماً ملوناً بألوانٍ هادئة.. يدخله النور من كل اتجاه لكن هذا مختلف.. نعم ستشعر بأحاسيس لم تشعر بها من قبل.. نعم ستملأ المتعة جسدها.. لكن الظلام سيكون حليفها.. وهى تعلم بيقين أنه وقت وسينتهى، هناك فتيات.. ممن يقبلن بالحل الأول طامحات أو متخيلات أنهن قادرات على تغيير الأدوار فتدخل الصائد فى العلاقة فتصيده، لكن هذا مبرر لقبولهن العلاقة لا أكثر ولا أقل.. الخيار الثانى وهو الرفض.. الرفض القاطع أى.block فهؤلاء الأشخاص منتشرون أكثر على الفيس بوك.. على هذا العالم الافتراضى يختارون ضحاياهم بإتقان.. المهم.. الـ block أى الخيار الثانى يجعلها تخسر كل شىء المتعة.. المغامرة.. التجديد.. الحياة.. الجنس.. كل شىء إلا شيئا واحدا «نفسها».
من هذه الحالات «منى» التى اختارت الخيار الأول.. وعندما خاطبها على الفيس بوك وعرض عليها مباشرة إقامة علاقة معها.. ترددت فى البداية لكنها وافقت قررت وعلى حد قولها المغامرة.. فهو مهندس وشاب وسيم وهذا واضح من صوره.. وبدأ الحديث بينهما يكون أكثر جرأة.. وتفاصيل أدق فى شكل العلاقة الجنسية التى يريد الشاب إقامتها معها.. وهى تستجيب وترد عليه بخيالها.. ظلت العلاقة افتراضية وأصبحت بعد أن كانت مترددة، تنتظر اليوم الذى يطلب منها رؤيتها على الحقيقة ولكنه للأسف اختفى!.. ولم يظهر واختفى نهائياً من الفيس حتى أنه يكون ONLINE ولا يرد عليها.. ففى النهاية أغلقت صفحته من عندها نهائيا« BLOCK»!!.
«رشا» وهى فى الواحد والثلاثين من عمرها.. لا تتمتع بقدر كبير من الجمال عندما دخل الشاب وبدأ حواره «أنت جميلة قوى» كان الشك والتعجب هو أول رد فعل لها.. فردت عليه «أنا» فرد «أيوة طبعا».. أنتى مش شايفة نفسك؟! «فردت» لا مش قوى كده فأجاب مباشرة «جسمك فاجر!!» وعرض عرضه السخى عليها.. «تيجى تجربى الجنس معايا؟!» لم توافقه فى البداية.. وبدأ هو يلعب على نقطة ضعفها..» ماحدش مقدرك «أنا شايف كل الحاجات الحلوة اللى فيكى.. وهعرف استعملها!!» فى النهاية وافقت.. وقابلته ومن أول مقابلة حدث محدث.. وتكررت المقابلة.. وأدمنته.. ولكنه بالتدريج بدأ يختفى ولا يقابلها إلا بعد إلحاح .. واجهته.. «هو فى إيه.. أنت ليه بتعمل كده ليه اتغيرت؟!».
هو «اتغيرت.. ليه كنت بحبك ومابقيتش!! إنتى فاهمة كويس العلاقة اللى بينا وخلاص.. خلصنا المفروض تكونى سعيدة أنك قدرتى تعملى مع واحد زيى علاقة زى دى حطيها فى الـ cv بتاعك.. وتركها وذهب.. وعادت وفتحت اللاب توب وأغلقت صفحته block.
هناك حالة شهيرة كانت ضحية لعلاقة من هذا النوع أيضا على الفيس وقد تطور الحديث بينهما جنسيا من خلال الكاميرا ولكنه طلب منها استعمال نوع من أنواع الخضار فأفقدها عذريتها وعلمت والدتها وأبلغت قسم الشرطة وكان رده على الاتهام أنه نادم واتضح خلال التحقيق أنه على علاقات مشابهة مع 300 فتاة!!!
على الصعيد الآخر كان هناك من اختارت الخيار الثانى مثل سحر.. وهى ذات الـ34 عاما لم تتزوج وكل قصص حبها فشلت بجدارة على حد قولها.. عندما بدأ الشاب الحديث معها على الفيس بدأه بـ: «حلوة جدا» فسألته هى إيه؟ «فقال لها» «عنيكى»، وهنا ابتسمت.. فداعبها «مفيش شكرا».. فضحكت وردت «شكرا» وهنا بدأ الحديث المعتاد.. إلى أن وصل لهدفه المباشر..» أنت كبيرة وأنا كبير وعايزك.. ثم بدأ يصف لها ما ستكون عليه العلاقة.. اهتزت مشاعرها وانتفض جسدها ولكنها قاومت.. ولم ترد فاتهمها بالبرود ثم اتهمها قائلا «شكلك مالكيش فى الرجالة» ترددت وقتها خافت أن يكون حديثه حقيقيا فهى لا تعرف إن كان لها فى الرجالة أم لا ولكنها تعتقد أن رفضها هو إرادة قوية وتربية لا تريد أن تهدرها.. لكنها أصرت على المقاومة لكى لا ترد عليه فى البداية ثم زادت مقاومتها لتقوم بالـ block وبعد أيام وجدت صديقتها التى حكت لها قصته وجعلتها ترى كلماته تقول لها اسكتى مش الواد بتاعك لقيته مكلمنى على الفيس وباعت بيقولى «حلوة جدا!!!» ضحكت من قلبها علمت أن ما فعلته هو الصح.. وسألت صديقتها «وعملتى إيه؟» «بلوووووك طبعا».
دينا ظروفها مختلفة.. لأنها مطلقة.. عندها طفلة 3 سنوات.. عندما يظهر لها شاب يرسم الإعجاب والحب على أى موقع اتصال اجتماعى كانت تستسلم له فورا وتعتقد أن الله سيعوضها عن طليقها خيرا وأنها أخيرا وجدت من يقدرها ويحبها.. تصطدم فى النهاية.. فى المرة الأخيرة كان عرض الشاب مباشر خاصة عندما عرف أنها مطلقة وقال لها «يعنى أنت هتخسرى إيه.. أنت عندك فرصة مش عند غيرك.. تعالى ما تحرميش نفسك من المتعة لأن مافيش راجل عاقل هيتجوز واحدة مطلقة وكمان عندها عيلة.. عيشى حياتك.. «بدلا من أن تخدرها الكلمات.. كانت لها كماء شديد البرودة على رأسها جعلها تفكر فى ابنتها وفى مستقبلها وأنها لا يمكن أن تصبح بهذا الرخص فقط لأنها قامت بعلاقة فاشلة واحدة.. لن تصبح فريسة لهؤلاء المرضى.. وكان الـ block.
شيرين 73 سنة لم تتزوج يوما.. جميلة جدا.. تبحث عن الحياة المثالية.. ولكن منذ أن تمت الثلاثين وهى تراجع حساباتها.. هل هناك حياة مثالية حقا؟! كانت دائما المتمردة الرافضة للقيود.. ورافضة أيضا لعلاقات النت كلها بأشكالها ولكن فى يوم حاصرها شاب بكلماته المعسولة كان أصغر منها بـ5 سنوات وظل يقنعها أنه مغرم بها من الصور وكتاباتها.. صدقته أو هكذا أرادت طلب المقابلة فوافقت وقبل الميعاد بساعات.. وكانت الفرحة لا تساعها حادثها على الفيس.. «عايز اتكلم معاكى شوية» فقالت له طبعا «فاجأها بأنه يريد أن يعرف ماذا ترتدى.. وأخذ يسألها عن ألوان ملابسها الداخلية..!!
قالت له لا أسمح لك، ضحك.. ضحك من قلبه» أنت فاكرة نفسك إيه.. أنت عانس.. ومفيش راجل يقبل بيكى.. أحمدى ربنا.. كان البلوك نصيبه.. وكان البكاء والصدمة نصيبها.. وظلت تسأل وهى تنظر للسماء «ليه.. ليييييه، أنا عملت إيه أستاهل عليه الإهانة دى».
كل الحالات متشابهة.. والغريب أن النهاية واحدة.. تصل بنا لنفس نهاية الخيار الثانى.. إلا أن الخسارة فى الخيار الأول حتى يصلن للبلوك كبيرة!
فى النهاية هذا الشاب الذى يلعب بمشاعر الفتاة أو الآخر الذى يستغل حاجتها.. دون التطرق للمشاعر للوصول لهدفه مباشرة.. كلاهما مرضى، يحتاجان للعلاج النفسى.. لكن الفتاة.. التى أصبحت فريسة ضعيفة.. أنهكها المجتمع.. أنهكتها التقاليد والأعراف.. افترستها العنصرية.. هل أصبحت هى الأخرى مريضة نفسية؟!! أم أنها مجرد فتاة اضطرت هجر حلمها إلى أرض الواقع المرير؟!!.