الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إرادة لا تلـيـن

الرئيس يرحب بالعلماء والمشاركين فى المؤتمر
الرئيس يرحب بالعلماء والمشاركين فى المؤتمر

على الأراضى المصرية، انطلقت فعاليات المؤتمر والمعرض الطبى الإفريقى الأول «صحة إفريقيا»، فقد شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتاح المؤتمر والمعرض بمركز مصر للمعارض الدولية، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وبمشاركة ممثلين لـ 102 دولة، وأكثر من 400 عضو من غرفة الرعاية الصحية، وعدد من الشركات العالمية والمحلية التى تعمل فى مختلف خدمات القطاع الطبى.. حيث يقدم المؤتمر والمعرض الطبى الأفريقى فرصة تعليمية من خلال محاضرات علمية وجلسات تدريبية وورش عمل، تتناول أهم الموضوعات بالقطاع الصحى.



 

وفى افتتاح المؤتمر تم عرض فيلم تسجيلى عن مستقبل الصحة فى إفريقيا، استعرض أبرز التحديات التى تواجه الملف الصحى فى القارة الإفريقية، وجهود الدولة المصرية تحت حكم الرئيس السيسى فى دعم القارة الإفريقية، وتبادل الخبرات ومناقشة التحديات وإيجاد الحلول التى تضمن وصول الخدمات الطبية عالية الجودة إلى كل سكان القارة الإفريقية.

كما شهد الرئيس جلسة حوارية عن التعامل مع الأنظمة الصحية فى إفريقيا بعنوان «نحو نظم صحية مرنة ومستدامة فى إفريقيا». 

ورحب الرئيس خلال كلمته بجميع المشاركين فى المؤتمر موجها حديثه لمكتشف فيروس سى دكتور هارفى، قائلًا: «اسمح لى أقدم لك كل التحية والتقدير والاحترام وأشكرك.. عاوز أقولك إن أنا ليا عظيم الشرف إنى التقيت وشوفت حضرتك، واسمحلى أقولك تانى إن إحنا فى مصر وعلى المستوى الشخصى كنت شايف إن المرض ده مؤلم، وكنا نعانى منه، لكن لو فيه إرادة وأمل هايبقى فيه إنجاز، وبالتالى لما كنت أقول زمان محدش قادر يكتشف لنا علاج مرض فيروس سى، وأنا أتحدث على المستوى الشخصى، كان دايمًا هاجس وأمر بفكر فيه بعمق، فربنا سبحانه وتعالى خلانى أعيش وأشوف المرض ده، وأشوف علاجه ويخلينى أساهم مع أبناء بلدى هنا فى أننى أنهى هذا المرض فى مصر». 

وتابع الرئيس: «عايز أقول إن العلماء الأجلاء اللى ناس كتير  متعرفهمش حتى مبتشوفهمش لكن بتشوف آثارهم.. هذا أمر مقدر جدًا على المستوى الإنسانى والأخلاقى.. لما عملنا الفحص الشامل فى مصر  بنتكلم عن دولة عدد سكانها 104 ملايين، وأطلقنا الفحص على المستوى القومى وربنا وفقنا، عشان لما بقول لأشقائنا فى إفريقيا الموجودين معنا هنا، اوعو تتصوروا، إن قلة الموارد ممكن تبقى عائق فى تحقيق الأهداف.. صحيح أى هدف محتاج موازنات وأموال واحتياجات كتير».

وأضاف الرئيس: «لكن صدقونى ودى تجربتنا هنا، لما اتكلمنا، أفتكر إننا جبنا شركات الأدوية الأمريكية واحنا هناك بنتحدث معهم، إن هما يساهموا معنا فى توفير التكلفة العلاجية، بتكلفة مالية نقدر ننفق بها على علاج الملايين من المصابين فى مصر.. وكانت تكلفة الدواء ساعتها 10 آلاف دولار، ولكن إحنا تحصلنا عليه بتكلفة أقل من كده، وده أمر مشكور من شركات الأدوية، وأنا برحب باللى موجودين.. وبقولهم إفريقيا سوق واعدة وإذا كنا مليارًا و250 أو300 مليون نسمة فخلال 20 أو 30 سنة بالكتير هنبقى 2 ونصف مليار، ده سوق كبير قوى.. وبالتالى المستقبل لإفريقيا.. يمكن الناس متشوفش ده. وإفريقيا تتمتع بنسبة 60  % أو 65  % من سكانها شباب، يعنى لسه فى فرصة، لذلك المستقبل فى إفريقيا».

وقال الرئيس: أسجل بتقدير شديد باسمى واسم كل المصريين كل الاحترام سواء اللى اكتشف فيروس سى وللشركات المصنعة لهذا الدواء والأدوية الأخرى.. لكم كل التقدير والاحترام.

 

 

اهتمام رئاسى بصحة الأشقاء الأفارقة
اهتمام رئاسى بصحة الأشقاء الأفارقة

 

قدرات مصر

وعقب الرئيس على كلام المشاركين فى الجلستين الأولى والثانية قائلًا: إحنا دولة أفريقية مثل باقى الدول الإفريقية، مواردنا مش كتير، وقدرتنا مش كتير وعدد سكاننا مش قليل، وأنا بقولها بإخلاص وأرجو أن تصل إلى كل من يسمعنى، إحنا مستعدين إننا نتعاون معكم فى كل المجالات اللى أنتم تأملون أن  نتعاون معكم فيها.. ومش هعد المجالات.

وأضاف: أن القدرات الموجودة فى مصر متاحة للأشقاء فى إفريقيا، «هذا كلام ليس سياسى، ويمكن زملائى الموجودين فى الحكومة يعلموا جيدًا مدى التقدير والاحترام الإنسانى لكل من يعانى، ليس فقط فى إفريقيا، بل فى إفريقيا وباقى الدول».

وتابع: لا أقول إن احنا دولة مواردها هائلة، ولكن ما لدينا بإخلاص متاح لكم كمشاركة وتدريب وتعليم وعلاج وكنقل وتبادل الخبرات، وإحنا مستعدين نعمل ده وزيادة فى كل المجالات حتى فى صناعة الدواء.

وأعلن الرئيس مبادرة من مصر لتقديم 30 مليون جرعة للتطعيم ضد فيروس كورونا للأشقاء فى الدول الإفريقية وبالتنسيق مع الاتحاد الإفريقى..قائلًا: اسمحوا لى بتواضع أن أعلن عن مبادرة بتقديم 30مليون جرعة للتطعيم ضد كورونا لأشقائنا فى الدول الإفريقية، وأرجو أن يتم هذا بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقى.. إذا كانت الأزمة عالمية، فإفريقيا لوحدها.. وأضاف الرئيس أن إفريقيا لديها موارد هائلة فى كل شىء بدءًا من الموارد البشرية إلى الموارد الأخرى الموجودة. 

وتابع الرئيس: «إحنا لما اتكلمنا هنا عن قدراتنا الاقتصادية وأنها لا تتيح تقديم خدمة طبية بالمعايير العالمية لـ100 مليون بسهولة، وده كلام إحنا بنعترف به، فكان قدامنا إننا نعمل، اللى قدراته قليلة ماعندهوش غير الأفكار، وإن ربنا يوفقه لفكرة يحل بيها المسألة، إذًا المشكلة دايمًا بتيجى مع قلة الموارد وشح الأموال المخصصة، ولم نقل فى مصر أبدًا إن ده صعب ولم نقف أمامه ولم نحبط.. مفيش أبدًا عقبة وتحدى تقف أمام إرادة لا تلين من أجل تجاوز هذا التحدى».

استكمل: «قوائم الانتظار اللى بنتكلم عليها، بتكلم على علاج طبى ضخم وعمليات جراحية كبرى، كان العدد اللى تم طرحه مكنش كتير وبعد 3 أو 4 سنين وصل العدد 1.3 مليون عملية كبيرة تتكلف ما بين 100 إلى 400 ألف بما فيها نقل أعضاء، كانت القوائم 3 أسابيع قلت للدكتور خالد عبدالغفار مش هنخلى أبدًا مريض يتألم فى بيته، أى حد بيشتكى من عملية كبيرة نقدمله العلاج ونعمله العملية، متقدرش تعمل تأمين طبى شامل كامل فى دولة زى مصر فى فترة زمنية قليلة، ومستهدف الانتهاء من التأمين خلال عشر سنوات ولكن كانوا بيتكلموا فى 15 سنة قلتلهم منقدرش نقدم خدمة بعد 20 سنة». 

وواصل الرئيس: «اشتغلنا وأطلقنا البرنامج فى 5 محافظات وخلال مدة 10 سنوات نكون عملنا تأمين صحى شامل لكل المصريين، قابلنا تحديات كتير لكن ما أحبطناش، بنزيد 2.5 مليون كل سنة وحالات الوفاة نصف مليون يعنى بنزيد 2 مليون كل سنة، يعنى 4 آلاف سرير يكلفوا 2.5 مليار دولار كل سنة للصحة، ده مخوفناش وقلنا إن مواردنا محدودة، لا مقولناش هنفضل نشتغل أيوه ونتحدى التحدى أيوه لغاية لما نتغلب عليه إن شاء الله.. فلنا تجربة فى كل قطاع».

حصة المياه

وأشار إلى أن حصة مصر من المياه 55 مليار متر مكعب.. وأضاف « الحصة لم تتغير منذ سنين بالكامل، منذ أن كانت مصر 3 و4 مليون، وحتى الآن لم تتغير.. هل دخلنا فى صراع مع أشقائنا من أجل زيادة الحصة دى؟، لا..إنما اشتغلنا على إننا نعظم مواردنا فى المياه، ولم أبالغ فى هذا الكلام، بل أقوله لأنه كان تحدى.. والتحدى عمره ما كان عائقًا لنا.. بل التحدى فرصة وتغلبنا عليه.. عملنا برامج لمعالجة المياه معالجة ثلاثية، وعايز أقول لكم أن البرامج اللى اتعملت فى مصر فى هذا المجال عشان أخلى الإنسان المصرى فى كل مصر ياخد مياه طبقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية أولًا.. ثم نستفيد بالحياة الموجودة دى بأكبر قدر ممكن».

وأضاف: «احنا هنكون تقريبًا أول أو ثانى دولة فى العالم تستفيد من معالجات وتحلية المياه لصالح شعبها.. وإفريقيا قادرة وإذا كان فى تحدى إحنا قادرين معًا وبإخلاص إن احنا نتجاوزه».

وأكد الرئيس، أن الاستقرار والأمن أول خطوة فى بناء التنمية الحقيقية، وتساءل: «وإيه هو التحدى اللى بيعجز الدول، يمكن الدول المتقدمة متخدش بالها من الكلام ده،لما قلت الأمن والاستقرار حق من حقوق الإنسان كتير ما استوعبوش الكلمة، وقالوا إزاى؟ لأن النهاردة اللى بيتكلموا عنه، فى كتير من دولنا الإفريقية وحتى بما فيها مصر لو مفيش استقرار وأمن فى البلاد ما حدش أبدًا من الشركات مستعد يعمل استثمار، مش هتتعمل بنية أساسية وهتفضل البلاد تخش فى دايرة من الأزمات لا تنتهى والشعوب تفضل تعانى.. لذلك أقول لكل من يسمعنى أول خطوة فى بناء التنمية الحقيقية هو الاستقرار والأمن».

وأشار الرئيس فى كلمته، إلى تجربة «هيئة الشراء الموحد»، مؤكدًا أنها تجربة فريدة، استفادت منها مصر كثيرًا، خاصة فى الأدوية التى يتم شراؤها من السوق الخارجية أو المحلية.

وقال: «لو قدرنا نعمل ده فى كل المجالات، اللى الهيئة بتحققه من عمل مؤسسى فى توفير المستلزمات مثل الأدوية أو الأجهزة، هنحصل على أفضل شروط.. ولو قدرنا نعمل ده على مستوى القارة هنبقى فى حتة تانية خالص.. وتكلفة العلاج فى القارة الإفريقية، أنا مش ببالغ، فى منظورى مش تمثل عن 30 ل 50  % من تكلفة شراء الأدوية.. ودى تجربتنا وبقولها لكم، من باب إن أنتم عارفينها».

 

ماشهدته مصر من رعاية صحية لم يحدث فى تاريخها من قبل
ماشهدته مصر من رعاية صحية لم يحدث فى تاريخها من قبل

 

قصص نجاح

من جانبه استهل الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية كلمته فى بث مسجل خلال فعاليات المؤتمر والمعرض الطبى الإفريقى الأول بقوله: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» باللغة العربية قبل أن يكمل باللغة الإنجليزية. 

وقال: فى كل عام تصيب عدوى التهاب الكبد بنوعيه «بي» و «سى»، حوالى 3 ملايين شخص وتؤدى إلى وفاة 1.1 مليون منهم وأكثر من 350 مليون شخص يتعايشون مع التهاب الكبد المزمن وهناك بعض قصص النجاح الجديرة بالذكر ومن بينها توسيع نطاق علاج التهاب الكبد «سى» بشكل كبير والحد من انتشار عدوى التهاب الكبد «بى» بين الأطفال، فضلًا عن اتساع التغطية باللقاحات فى صفوف الرضع.

وأضاف: نحن نتطلع إلى اليوم الذى سيتسنى فيه لمنظمة الصحة العالمية أن تهنئ مصر على بلوغها هدف القضاء على التهاب الكبد، أعلم أنه بجهود سيادتكم الحثيثة والتزامكم ستحققون ذلك، وأود شكركم والتعقيب على نجاح مبادرة 100 مليون صحة.

فى حين قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، والقائم بأعمال وزير الصحة، إن إفريقيا تضم 16.7  % من مواطنى العالم، منوهًا إلى أن القارة السمراء تواجه مجموعة من التحديات.

وأوضح أن 490 مليون مواطن فى إفريقيا يعانون من فقر مدقع، متابعًا: عدم وجود منصات تعليمية يصل إليها أكثر من 40  % يؤدى إلى أمية فى كل الدول الإفريقية، والقارة تعانى من التهرب من التعليم بنسبة 60  %.

وأعرب دكتور هارفى جيمس أولتر، الحاصل على جائزة نوبل ومكتشف فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى، عن امتنانه برؤية الرئيس لأول مرة، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بكل أموالها وإمكاناتها لم تستطع عمل مبادرة للقضاء على فيروس سى مثل مصر.  

وأضاف «جيمس» أنه لا بد أن نفتخر بما حققته مصر من إنجاز كبير، وهناك دول أخرى الآن يمكن منحها إمكانية عمل الأمصال، أرى أن الأمل قد تجدد من خلال هذه الخبرة. 

بينما قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية:  «خالص الشكر والعرفان للرئيس السيسى.. وهو ليس حماسًا فى المؤتمر ولكن ما شهدته مصر فى مجال الرعاية الصحية السنوات الماضية لم يحدث من قبل فى تاريخ مصر».

وأضاف أن مصر عانت لفترة طويلة من الإهمال فى القطاع الطبى. 

وأكد «تاج الدين» أن ما شهده القطاع الصحى فى مصر خلال أزمتى كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية بشهادة العالم يدل على فكر صائب، وإرادة سياسية لم تحدث من قبل.