الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

انتهاك براءة الأطفال على «السوشيال»

اليوتيوبر أمينة.. وتصرفات تصيب الأطفال بمشاكل نفسية
اليوتيوبر أمينة.. وتصرفات تصيب الأطفال بمشاكل نفسية

يدفع بعض الأطفال الأبرياء ثمن أخطاء آبائهم ورغبتهم فى الشهرة والتربح من خلال فيديوهات ينشرونها على اليوتيوب ووسائل التواصل تظهر مدى التعدى على حقوق الأطفال وتشويه طفولتهم.



من بين هذه القنوات منصة على يوتيوب تحمل اسم omnia stars وهى سيدة لديها ثلاثة أطفال، تظهر فى جميع الفيديوهات التى تقدمها وهى تعطى أطفالها حقنًا عضلية أمام الكاميرا وعلى مرأى من الجميع مفسرة وشارحة للمتابعين كيف يعطون الحقن العضلية!

 

استفزاز مشاعر الأطفال بسلوكيات غير مسئولة
استفزاز مشاعر الأطفال بسلوكيات غير مسئولة

 

 

أطفالها يطيعونها بأعين مغمضة فنرى ابنها الصغير الذى لا يتجاوز الخمس سنوات يطيعها وينبطح أمام الكاميرا لتعطيه «لبوسة شرجية»، فيظهر فى تعليقات المتابعين أشخاص منفلتون نفسيًا وأخلاقيًا يطالبونها ألا تُغطى ابنتها أمام الكاميرا وأن تستمر فى إعطاء الحقن العضلية واللبوس أمامهم.

فى ڤيديو آخر تظهر ابنة أختها، وهى طفلة لا تتجاوز الثانية عشرة، ظهرت الفتاة وهى تعانى من ارتفاع فى درجة الحرارة فأمرت «أمنية» الطفلة أن تنام على مقعديها حتى تعطيها لبوسة شرجية واستجابت الطفلة لأمر الخالة.

خبراء الطب النفسى وطب نفس الأطفال والمراهقين، فسروا هذا الأمر بما يسمى بـ child abuse وهو جزء من المشاكل النفسية التى يواجهها الأطفال ويتأثرون بها بشكل كبير، حيث يدخل الأطفال فى اضطرابات قلق واضطرابات اكتئاب، ويتعرضون لمشاكل نفسية جسيمة إذا بدأ أصدقاؤهم بالمدرسة بالتنمر عليهم، حيث سنجد الطفل يتجنب وجوده وسط الآخرين، ويصبح انطوائيًا أكثر من اللازم وينعزل أكثر مما ينبغى.

 

بسنت.. «سندريلا»التيك توك
بسنت.. «سندريلا»التيك توك

 

أما بسنت فهى تكاد تكون أصغر طفلة مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعى، وعرفت بـ «سندريلا التيك توك»، من يتابعها يظن أنها سيدة ناضجة، فالفتاة تتحدث بالأمثال والحكم والعبارات التى لا تفهمها ولا تتناسب مع سنها.

وبسنت مشهورة بالتنمر وإحراج من يحاورها وتتعمد بشكل ملحوظ إحراج من هم أكبر منها، وقد ظهر هذا وقت استضافتها فى برنامج المذيعة «ريهام سعيد»، حيث وجهت لريهام العديد من الردود غير اللائقة، وكانت تضحك ومعها خالها يضحك أيضًا، وخالها هو صاحب فكرة تقديمها على الـ «تيك توك»، حيث تقوم بعمل ڤيديوهات تتحدث فيها عن موضوعات تشوه طفولتها بكل تأكيد، فنجد الطفلة تساوم أباها الذى رفض أن يعطيها هاتفه لتلعب به بأن تقوم بإبلاغ أمها أن أباها يتحدث مع فتاة على الهاتف ويخونها. 

وتظهر الفتاة فى ڤيديو آخر وهى تتحدث عن الخطوبة وعن أفعال المخطوبين وتقلدها، إلى جانب ظهورها وهى تتلفظ بعبارات تسىء لأشخاص كبار مثل خالها وأصدقائه.

 

تحقيق الثراء على حساب براءة الأطفال
تحقيق الثراء على حساب براءة الأطفال

 

السوشيال

حمدى ووفاء زوجان من مشاهير السوشيال ميديا، يقدمان محتوى عائليًا على منصات التواصل الاجتماعى، بين تصوير ما يسمى «روتين يومهم»، وإعداد الأكل وتصوير التحديات والمقالب وشراء ملابس للأطفال.

إلى هنا وكل شىء يبدو أنه ليس فيه أذى للطفل، لكن الأطفال يظهرون فى التصوير بشكل شبه يومى، وأحدهم يقوم بالتصوير وتتحمل البنت مسئولية باقى إخوتها والتى هى طفلة مثلهم بالضبط مهما كبرت عنهم، ونجد ابنتهم الكبرى تقول أنها تتمنى أن تتزوج رجلاً يعاملها مثل معاملة أبيها لأمها، وهى طفلة صاحبة 12 عامًا فقط.

واعتبر خبراء نفسيون أن الشهرة المبكرة للأطفال مميتة، لأن الطفل الذى تبدأ شهرته مبكرًا يدرك أن الموضوع أصبح سهلاً وأن عليه ألا يبذل أى مجهود لكى يصل إلى النجاح المرجو.

وأضافوا: «لذلك نجد أطفالاً كانوا يمثلون فى طفولتهم وحققوا نجاحًا وهم فى سن صغيرة، بالنظر إلى حال هؤلاء الأطفال نجدهم لم ينجحوا عندما أصبحوا كبارًا لأن نجاحهم فى الصغر لا يعنى بالضرورة نجاحهم وهم كبار، وعلى العكس تمامًا نجاحهم وهم صغار يُلهيهم عن الاستمرار فى النجاح وعن بذل المجهود اللازم للوصول للنجاح». 

 

استغلال براءة الأطفال فى قضايا اجتماعية
استغلال براءة الأطفال فى قضايا اجتماعية

 

 

ويفسر الطب النفسى شخصيات مثل حمدى ووفاء بأنهم شخصيات هيستيرية محبة للظهور والشهرة بدون سبب وبدون داعى، حتى لو كانوا يقدمون فعليًا «اللا شىء».