السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خديعــــة الــــــدب؟!

بوتين وعلامات الإعياء خلال استعراض يوم النصر
بوتين وعلامات الإعياء خلال استعراض يوم النصر

الكثير من التكهنات حول صحة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تداولت هالصحافة الغربية الفترة الأخيرة بأخبار ليست مؤكدة للآن عن إصابته بالسرطان، بينما أشارت أخرى إلى أنه مريض فقط بمرض باركنسون، فيما اعتبرت تقارير أخرى تلك الأخبار «خدع حرب».



وعلى الرغم من أن بوتين شخصية بارزة على المسرح السياسى العالمى لأكثر من عقدين من الزمن؛ فإن حربه على أوكرانيا سلطت الضوء على شخصه بشكل كبير، ما جعله دائم الظهور على شاشات الإعلام الغربى أكثر من أى وقت مضى.

 

بوتين ممسكا بطاولة الحوار
بوتين ممسكا بطاولة الحوار

 

 

ونشرت صحيفة ميرور البريطانية، أن بوتين مريض منذ 18 شهرًا، وسيخضع لجراحة خطيرة لاستئصال ورم سرطانى، بعد صور التقطت لبوتين داخل سيارته وهو يبدو عليه التعب وزعمت الصحيفة أنها بعد خضوعه لعملية جراحية.

وقلب خبر ميرور الدنيا، وفتح الجدل والباب أمام تقارير أخرى؛ خصوصًا أنها لم تكن المرة الأولى التى تُنشر فيها شائعات عن تدهور صحة بوتين، حاول الكرملين نفيها مرارًا وتكرارًا، لكنه لم يرد هذه المرة.

وأظهرت مقاطع فيديو مؤخرًا بوتين يبدو مرتعشًا ووجهه منتفخًا، وهو ما أرجعته التقارير للعقاقير التى يتناولها وتحتوى على الستيرويد المستخدم فى علاج السرطان.

اللافت أن غالبية الصحف الأجنبية قد استندت مؤخرًا فى تقاريرها إلى معلومات الصحافة الأوكرانية والتى تنظر إلى بوتين كونه عدوًا، لذا بدت المعلومات الأخيرة التى نشرت حول تدهور صحة بوتين مُبالغًا فيها وإلى حد ما مفتقدة إلى المصداقية.

قبل أيام تناولت ديلى ميل البريطانية كلامًا للصحفى الاستقصائى كريستو جروزيو لتليفزيون أوكرانيا 24، والتى قال فيها إن بوتين لم يعد محل ثقة رجال الأعمال المقربين منه، «والذين يعتقدون أنه يحتضر بالفعل»، رغم عدم توافر معلومات دقيقة عن صحة هذا الكلام، لكن تلك الشائعات بدأت تتسبب فى شىء من التخبط فى السياسة الداخلية الروسية.

الأسبوع الماضى قال التليفزيون الأوكرانى إن الأنباء عن مرض بوتين بالسرطان جاءت بعد تقارير استخباراتية قال أنها مسربة من البنتاجون عن حقيقة إصابة بوتين بسرطان الأمعاء.. وقال التليفزيون الأوكرانى إن ضابطا سابقا بالمخابرات الأمريكية قال إن مظهر بوتين ظهر ذات مرة وكان يتألم كما يُبقى موظفيه على مسافة منه».

 

مرض عضال.. أم خديعة كبرى؟!
مرض عضال.. أم خديعة كبرى؟!

 

وزادت الشائعات بعد مشاركة بوتين فى استعراض يوم النصر بموسكو الأسبوع قبل الماضى؛ للاحتفال بانتصار الاتحاد السوفيتى على ألمانيا النازية سنة 1945 حيث ظهر بوتين خلاله وهو يسعل ويغطى ساقيه ببطانية، بينما كانت درجة الحرارة 9 درجات وهو الجو المعتدل فى موسكو.

وانتشر مقطع فيديو لاجتماع آخر عُقد منتصف فبراير الماضى، يظهر بوتين مرتعشًا ومضطربًا حينما كان يرحب بالزعيم البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو.

نهاية أبريل، تداولت لقطات من كاتدرائية المسيح المخلص فى موسكو، بدا فيها بوتين مضطربًا وقلقًا ويعض شفتيه، وبعدها بأيام ظهرت صور أخرى له جالسًا على مكتبه، متمسكًا بالمنضدة بإحكام، خشية أن يفقد توازنه، فى محاولة للصمود فى أحد الاجتماعات الرئاسية.

تسليم السلطة

وترافقت أنباء عن احتمال تسليم السلطة مع الأنباء عن فرض بوتين مع شائعات روجتها قناة روسية على تطبيق تيليجرام، الملازم سابق منشق عن جهاز المخابرات الخارجية الروسى معروف بالاسم المستعار «فيكتور ميخائيلوفيتش».

قالت الأنباء إن السلطة الروسية سيتم تسليمها إلى أقرب مساعدى بوتين، والأكثر ثقة، وهو نيكولاى باتروشيف، 70 عامًا، وهو رئيس مجلس الأمن القومى، ومدير الاستخبارات الخارجية الروسية السابق، الذى توقع أن يحتفظ بالسلطة مؤقتًا حتى تتحسن صحة بوتين.

وبالرغم من أن الدستور الروسى يقاضى بنقل السلطة إلى رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين؛ فإن التقارير تشير إلى أن باتروشيف الأقرب وإذا وافق بوتين، ستُمنح معظم سلطات المجلس الرئاسى لباتروشيف، المعروف باسم «صقر الكرملين»، والذى يحتل رأيه مركز الصدارة فى جميع المناقشات والقرارات السياسية حتى فى وجود بوتين نفسه.

ووفقًا لما أذاعته القناة الروسية فإن بوتين لن يوافق على تسليم السلطة لفترة طويلة.

فى حين نشرت «نيويورك بوست»، تقريرًا عنونته بالمفاجأة قالت فيه أن بوتين أجرى محادثة استمرت ساعتين مع باتروشيف أوائل مايو الجارى لينقل له قيادة الحرب فى أوكرانيا.

وباتروشيف صديق مقرب لبوتين منذ عملهما سويًا، فى المخابرات السوفيتية، وعمل باتروشيف فى قسم الخدمة السرية وكان من بين مستشارى بوتين أثناء عمليات ضم القرم، بعدها شغل منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالى الروسى، وتولى منصب سكرتير روسيا فى مجلس الأمن منذ عام 2008.

وحسب تقارير لن يُشكل باتروشيف خطورة على المستقبل السياسى الروسى، فلن تتغير استراتيجية موسكو فى التعامل مع الغرب، ولن يكون لتسليم السلطة أى تأثير سلبى على خارطة الحرب «الروسية- الأوكرانية» حسب خبراء.

 

نيكولاى باتروشيف
نيكولاى باتروشيف

 

ويُعرَف باتروشيف، بأنه أحد «الموالين الثلاثة لبوتين»، جنبًا إلى جنب مع رئيس جهاز الأمن ألكسندر بورتنيكوف، ورئيس المخابرات الأجنبية سيرجى ناريشكين، وقد ساعد باتروشيف على تركيز السلطة فى يد بوتين ووضع استراتيجية مناهضة للغرب لزيادة الثقل الروسى فى العالم.

وعام 2018، وصفت صحيفة بوليتيكو باتروشيف بأنه معروف بـ «قوميته ونظرته التآمرية للعالم وخبرته الواسعة فى التجسس، والتى لا ترسم صورة جيدة للعلاقات الروسية الأوروبية فى عهده بوصفه الرجل التالى فى ترتيب السلطة الروسية».

على كلٍ ستظل هذه الأنباء غير مؤكدة، إلى أن يُصدر إعلان رسمى من الكرملين، فما يرى محللون كل تلك الأنباء عن قصة مرض بوتين هى حيلة ومكيدة مدبرة من الكرملين لصرف الأنظار عن خطط الحرب الروسية.

وأكدت نظرية المكيدة، مديرة مركز الدراسات الروسية الأوروبية الآسيوية فى بروكسل، تيريزا فالون، فى حوار لإندبندنت البريطانية: قائلة إن «الرئيس الروسى دائمًا ما يحرص على إظهار لياقته البدنية وحيويته، وهى جزء من دعاية الكرملين وتصدير صورة رجل روسيا القوى للعالم، لذا فإذا صمت اليوم الكرملين على شائعات احتضار بوتين، فهذا يعنى أن الكواليس تحوى مفاجآت أخرى، وهناك من يخدع الإعلام الغربى بشائعات اعتلال صحة الرئيس الروسى».