السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ربيع 2022.. وشوف الطبيعة واتعلم!

ربيع 2022.. وشوف الطبيعة واتعلم!

أتانا ربيع 2022.. ومع هذا لا نجد الجو بديعًا على الدوام.. وبالطبع لا يمكن أيضًا أن نقفل على كل المواضيع (التى تحاصرنا وتنهكنا) مهما قلنا عن تمسكنا بالتفاؤل والأمل فى فصل تجدد فيه الطبيعة نفسها .. ومعها نحاول نحن أيضا أن نتجدد ..



لا شك أن العودة إلى الطبيعة صارت ملمحًا حيويًا من ملامح زمن الجائحة وتبعاتها .. خاصة أن من مارسوا هذه العودة أو سعوا إليها غالبًا لم يترددوا فيما فعلوه.. بل حرصوا أيضًا على أن يتحدثوا عن تجربتهم الجميلة وعن «الوصفة السحرية» فى خلق التواصل مع عناصر الطبيعة خاصة النباتات والطيور ومن ثم عدم الاستسلام بشكل أو آخر لعوامل التصحر النفسى والجفاف العاطفى والانعزال بعيدًا عما يعد حيويًا وضروريًا لاستمرارنا فى حياتنا أو استمرار حياتنا فى التواصل والعطاء والإبداع.. 

 

 

 

منذ أن اجتاحتنا الجائحة بمسمياتها المتعددة تزايد الاهتمام كما يبدو فى حوارات الأصدقاء والتغطيات الصحفية والإعلامية بفنون الحديقة وزراعتها والعناية بالنباتات والأشجار والأعشاب.. وبكل ما ينتج عن بذر البذور وزراعة الشتلات والاهتمام بنمو النبات مع كامل اهتمامنا بتوفير كل ما يحتاجه من الضوء والماء.. مع التذكير بأن جزءًا مهمًا من هذا الاهتمام ليس فقط إضافة جمال يلفت الانتباه لمساحة خضراء خصبة بزراعة الزهور الملونة والجذابة؛ بل أيضًا ضمان التمتع بمنتجات الأرض التى تم استزراعها.. من نباتات وأعشاب وفواكه وخضروات من أجل أكلها وطبخها وإضافة الطبيعى لما نتغذى به..

ولا يتردد المهتم والمستمتع بكل هذا أن يذكرنا بأن المتعة الحقيقية هى فى الوقت الذى تمضيه وأنت تبذر وتزرع وتروى الأرض وتعتنى بالنبتة وتنتظر وتتطلع لنموها أمام عينيك يومًا بعد يوم..وليس بالأمر الغريب أن نسمع أن البعض يشبه أو يقارن هذه العملية أو هذا الانخراط فى الزراعة بما يحدث فى عملية الطبخ والكتابة وتربية الأطفال وكل ما له قيمة ومعنى فى عملنا أيضًا.. بالطبع ليس الطريق ممهدًا أو خاليًا من المشقات والمطبات وأحيانًا من لحظات الإحباط واليأس إلا أن هذه اللحظات قد تكون دافعة لتدارك الموقف وللمحاولة من جديد من أجل الوصول إلى المرجو والمأمول..

إن ذكريات المهتم بحديقته أو بما زرعه لا تدور فقط  حول  ما حصده فى نهاية المطاف بقدر ما تحمله من «لحظات حلوة ظلت فى البال» (حسب وصفه) مع غرس يديه فى التربة من أجل تقليبها وتهيئة ما هو مطلوب من أجل نمو أفضل للنبات.. وبالطبع أحاديثه التى دارت مع أفراد أسرته أو أصدقائه حول استمتاعه بما فعله ويفعله فى علاقاته التى نشأت وترعرعت مع الطبيعة ونباتاتها.. ومن ثم حديث الود والصبر والتأمل والتمهل بعيدًا عن هرولة الآخرين.. ولهثهم فى معترك الحياة!! 

إن العودة إلى الطبيعة ضرورة حيوية من أجل تجديد نظرتنا للحياة .. ومن أجل تجديد حياتنا..

العودة إلى الأفراح ..

من مظاهر العودة من جديد للحياة ما قبل كورونا أو الخروج من العزلة التى عمت معها نجد أن أمريكا وحسب بعض التقديرات سوف تشهد 2.5 مليون حفل زفاف هذا العام (2022) بزيادة تقدر بـ30 فى المائة عن عدد حفلات الزفاف خلال العام الماضى. كما أن رقم هذا العام يعد أعلى رقم على مدى أربعة عقود.. ألف مبروك وعقبال المزيد من الأفراح.

صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية سلطت الأضواء على هذه العودة لحفلات الزفاف خاصة أنها تحمل بشائر العودة إلى الحياة الطبيعية بما فيها من أفراح وحالات زواج ومن ثم ولادة الأطفال وتكوين الأسر. وذكرت الصحيفة  أنه حسب تقرير ويدنج ريبورت الصادر عن مجموعة تجارية تتعامل مع حفلات الزفاف فإن ما يتم صرفه فى المتوسط على حفل زفاف قد زاد بنسبة 25 فى المائة عن الماضى ليصبح 27 ألف دولار.. ولأن هناك إقبالًا متزايدًا على إقامة حفلات الزفاف فإن الجهات والأماكن المنظمة لتلك الحفلات غالبًا لا تقبل طلبات جديدة.. كما أن هذه الحفلات مثل غيرها من النشاطات الاجتماعية تعانى من تبعات التضخم وزيادة الأسعار وأيضًا التراجع الذى حدث خلال شهور الوباء فى خطوط الإنتاج والإمداد بالنسبة لمتطلبات الحفلات.. ورغم كل الصعاب الحياة مستمرة..