الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
مصر كبيرة ورائدة

مصر كبيرة ورائدة

مصر تنتج  الغاز الطبيعى  وتستهلك جزءًا منه، والباقى تستطيع تسييله فى معاملها بإدكو ودمياط على البحر الأبيض المتوسط ومن ثم تصديره إلى أوروبا ودول أخرى.



وإسرائيل تصدر جزءًا من إنتاجها من الغاز الطبيعى لمصر لتسييله وتصديره من الموانئ المصرية, وأوروبا فى منتهى الاحتياج لهذا الغاز وغيره؛ إذ إنها تستورد 40 % من احتياجاتها منه من روسيا، التى تستطيع الضغط عليها بعد فرض عقوبات اقتصادية غربية على روسيا.

أما الإمارات، فلو رفعت إنتاجها من البترول وأقنعت السعودية بذلك، لأمكنهما معًا وقف ارتفاع سعره فى العالم. وهى تتطلع لتصدير مزيد من بترولها بتكلفة أقل، عبر نقله بناقلات البترول خلال البحر الأحمر الى ميناء إيلات الإسرائيلى،  ومنه عبر خط أنابيب إلى ميناء أشكلون على البحر الأبيض المتوسط لتصديره لأوروبا, ومصر قوية فى البحر الأحمر بأسطولها وقواعدها، لمواجهة الإرهاب والقرصنة، ولحماية أمنها القومى وتأمين مسار السفن العابرة لقناة السويس, رؤساء الدول إما يستطيعون السيطرة على حركة السياسة  والاقتصاد نحو المصالح العليا لبلادهم، أو أنهم من النوع الذى تعبره الأحداث حتى تقع بلاده وسط أطلال اقتصاد لا أمل فيه ولا مستقبل له.

الرئيس السيسى واعٍٍ لتطورات السياسة وتأثيرات أحداثها على الاقتصاد ونمو البلاد، يأخذ بالمبادرة، فمصر كبيرة ورائدة، ويستضيف ولى عهد أبوظبى ورئيس وزراء إسرائيل فى شرم الشيخ فى مارس 2022، ويخرج البيان الرسمى بأنه اجتماع تناول التطورات الدولية فى الطاقة واستقرار الأسواق والأمن الغذائى.

فهناك خط طيران اتُفِق عليه فى وقت لاحق ليربط بين مطارى بن جوريون وشرم الشيخ، ليعوض مصر عن السائحين الروس والأوكران، حماية لمليارات مستثمرة فى الفندقة المصرية، وحفاظًا على مئات الآلاف من فرص العمل التى تعمل بمنشآتنا السياحية بهذه المنطقة.

وأمريكا مختلفة مع إسرائيل فى مشهد نادر عبر تاريخهما معًا، على خلفية عودة الأولى إلى مباحثات الاتفاق النووى مع إيران، وإلغائها للعقوبات الاقتصادية التى كانت مفروضة على الثانية بسبب نشاطها النووى. أمريكا تدفع بذلك إيران لتعوض بترول وغاز روسيا، ولتؤمن احتياجات أوروبا من الغاز، وتزيد المعروض من البترول لخفض سعره بالأسواق، إنقاذًا للعالم من أزمته الاقتصادية. 

إسرائيل طبعًا لا ترتاح لهذا الاتفاق النووى،  خاصة أن إيران وصلت إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة قدرها 60 %، بما يقارب نسبة الـ90 % اللازمة لإنتاج الأسلحة النووية, والإمارات كذلك لديها تحفظ تاريخى نحو تهديدات إيران المستمرة لها ولدول الخليج، واستخدامها للحرب بالوكالة عبر حزب الله والحوثى وحماس وجماعات الإرهاب فى الشرق الأوسط وأفريقيا.

إذًا المشهد حول بلادنا أصبح بمعطيات السياسة والاقتصاد حمّال أوجه، ويلزم معالجته بحكمة وتروٍ،  وبتعاون مشترك بين الدول، فى إطار المصالح المشتركة للشعوب مع حفاظ الأطراف على ثوابتها السياسية بلا تنازلات أو تفريطات.

ونحن نثق فى رئيس مصر وحكومتها، ونثق فى قدرة هذا الشعب على التماسك مع قيادته لعبور التحدى نحو مستقبل أفضل للبلاد.