موسم التحديات الكبرى

صحيح أن الدراما فى السنوات الأخيرة خصوصًا بعد جائحة كورونا باتت متاحة على مدار العام، ولم تتوقف منصات المشاهدة الرقمية عن طرح مسلسلات جديدة أسبوعًا تلو آخر، لكن سيظل لموسم رمضان الدرامى خصوصيته، من خلاله يؤكد نجوم كثر أهليتهم للبطولة المطلقة، ويكتشف الجمهور وجوهًا عديدة من أجيال مختلفة تستحق أن تلقى عليها الأضواء، أنه موسم التحديات على كل المستويات، إنتاجًا وموضوعًا وقدرة على إثارة الجدل ثم البقاء طويلا فى ذاكرة الجمهور بعدما ينتهى السباق ويبحث الناس عن استعادة مسلسلات لم يمنحهم ضيق الوقت المساحة الكافية لمتابعتها فى العرض الأول، ونحن فى رابع أيام الشهر الفضيل، والسباق مازال فى بدايته، لم تنطلق موجات السخونة بعد، أرصد هنا تحديات عدة تواجه مسلسلات وفنانين على أن نتابع من الذى نجح فى تخطيها بعد انتهاء السباق ومن تعثر وسينتظر محاولة أخرى لجبر ما انكسر. 

التحدى الأكبر من وجهة نظرى هذا الموسم، يواجهه أبطال مسلسل الاختيار 3، بعد النجاح الجماهيرى المتصاعد للموسمين السابقين، نحن أمام حالة درامية خاصة، ماضى قريب يُروى بالوثائق راصدًا تفاصيل آخر ما مرت به مصر فى تاريخها المعاصر، الأطراف معظمها لا يزال على قيد الحياة، والمواجهة من المتضررين مستمرة، والدليل ما حدث منهم بعد نشر صورة الفنان صبرى فواز الذى يجسد شخصية الرئيس المعزول محمد مرسى فى هذا الموسم من المسلسل الشهير، العمل نفسه يشهد تجسيد ياسر جلال لشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسى وخالد الصاوى لشخصية خيرت الشاطر، ومشاركة ثلاثة نجوم كبار كان من الصعب أن يجمعهم فيلمًا وليس مسلسلًا لكن الاختيار فعلها، تحدى كبير بالفعل أمام كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد عز ننتظر نتائجه هذه الأيام والاستقبال الجماهيرى المبكر يبشر بالخير

على خط مواز، أمير كرارة فى تحدى آخر، الممثل الذى بدأ سلسلة الاختيار يكمل مشوار «هجمة مرتدة» لكن بمسلسل يحمل اسم منفصل «العائدون» غير أن الجمهور ينتظر تشويقًا كالذى تابعه مع أحمد عز وهند صبرى العام الماضى، علمًا بأن المؤلف واحد هو باهر دويدار، وأعمال المخابرات الدرامية جمهورها حساس تجاه التفاصيل وهو ما يدركه بالتأكيد كرارة ومن معه ما يزيد من صعوبة التحدى.

أما الكوميديا فيواجه كل من أحمد مكى وأكرم حسنى تحديات صعبة وإن اختلفت التفاصيل، مكى يعود بأشهر مسلسل كوميدى فى السنوات العشرين الأخيرة، جزء سادس من «الكبير»، الأيقونة التى لا تمل القنوات من تكرار عرضها، فهل يكمل نجاح الأجزاء السابقة أم ينجاز الجمهور للقديم وحسب، أما أكرم حسنى فى «مكتوب عليا» فمطالب بتعويض إخفاق «رجالة البيت» والعودة لتألق «الوصية» و«ريح المدام».

حمادة هلال فى «المداح – أسطورة الوادى» بين خيارين إما البناء على نجاح الجزء الأول والذى قد يكون العمل الأنجح فى مشواره ممثلاً، أو دخول قفص الاتهام كون البعض يرى العمل يروج للخرافات والغيبيات، أيام قليلة ونرى هل مر من التحدى سالمًا أم أصبح من شهداء الجزء الثانى الذى لا يكرر نجاح الموسم الأول .

أما خلف الكاميرا فتتحدى هالة خليل مؤلفى الدراما بالتواجد بينهم لأول مرة فى «أحلام سعيدة» ومعها العائد بعد غياب عمرو عرفة، وكلاهما من أبناء بلاتوهات السينما ويحملان مسئولية تقديم يسرا بشكل مختلف هذا الموسم، فيما يواجه إبراهيم عيسى جمهور الدراما لأول مرة أيضا بمسلسل نجح فى إثارة الجدل بمجرد الإعلان عن اسمه ثم البرومو وتفاصيل الحلقات الأولى هو «فاتن أمل حربى»، المخرج محمد ياسين على موعد مع تحدى آخر، يقدم فى «المشوار» نجمًا ينقسم حوله الشارع، فهل تنجح محاولة السيطرة على جموحه ويعود الناس لمتابعة محمد رمضان، أما يشيدون بالإخراج والقصة لمحمد فريد ويصمتون تجاه رمضان الذى لم يعوض خسائره المتتالية جماهيريًا وفنيًا فى المواسم الثلاثة الأخيرة .