الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بعد الأربعين كفاية عليكِ «النفَس»؟!

العمر مجرد رقم.. والسِّن فى الروح، والحياة عمرها ما كانت بعمرك.. كل هذه العبارات عبارات جميلة.. ومنصفة.. ولكنها تمامًا مثل قصص الخيال.. أو كما يقول أجدادنا «كلام ابن عم حديت» أى.. كلام فى كلام.



عندما تطأ قدماك عزيزتى السينجل.. تبدأ المعاناة.. بداية من بيتك وأهلك نهاية بأصحابك وقرايبك.. فى الثلاثين تصحى الصبح تقولى صباح الخير يا ماما.. تنظر لك باستياء شديد كأنها  فوجئت أنك مازلتِ فى البيت.

 

مازلت «واقعة فى أرابيزها» فترد عليكِ الصباح بالعافية.

وتسألك أسئلة غير متوقعة «وضبتى سريرك؟.. غسلتى هدومك؟ نفضتى سجادة السفرة؟».. لو إجابتك:  «لا» يبقى يوم مش فايت.

وبالمناسبة لو إجابتك «آه» برضه يومك مش هيفوت».

هتسألك كلمتى خالتك صبحتى عليها.. قريتى الفاتحة على جدتك؟!

أى تعجيز فقط عشان تقول كلمتين نفسها تقولهم وهما «مالكيش لازمة.. والبيت لوكاندة.. وانت مش نافعة.. وتعالى على قبرى واعملى  مش عارف ايه ؟!!»  إذا وصلتى الأربعين وأنت مازلت معها فى البيت.. مش هترد عليكِ أصلاً! لا صباح ولا مسا!

 

 

 

 

وستتعامل معك على أنك قطعة أنتيك تتمنى لو تقذفها من الشباك تقع على دماغ بائع الروبابيكيا وتأخذ مكانك دفاية.. لا يمكن تكتفى بشمعة!

لو روحتى فرح وأنت فى الثلاثين طنط لا يمكن تسيبك غير لما تعمل كل خطوات الحسرة والأسى على حالك وتقولك عقبالك والدموع تملأ عينيها!

أما لو كنتى فى الأربعين.. ستسلم عليكِ بصمت تام حتى كلمة عقبالك مش هتقولها!

وتنظر لك نظرات أقرب للاشمئزاز من الشفقة.. ليه؟ لا أحد يعرف؟

وأنت فى الثلاثين نوعية العرسان تكون غريبة وأحيانًا مخيفة!

ويتم الضغط عليكِ لمقابلتهم والموافقة عليهم «عشان تلحقى تجيبى حتة عيل»!

ممكن مثلاً يعرضوا عليكِ عريس خمسينى! مطلق ويعول.. أو أربعينى متزوج وعنده من الأطفال أربعة، لكنه حقه الشرعى الزواج مرة أخرى فيعرضون عليكِ لأنك خلاص.. فى الثلاثين.. فى الأربعين بقى.. إذا عرض عليكِ أى حد عريس.. فتأكدى أنك ستقومين بخدمته.. ويقولك.. عشان يكون ونس ليكى.

أى نعم « يعنى تونسوا بعض بدل الوحدة.. نفَس معاكى فى البيت»!

طيب السؤال هنا.. لو على النفَس.. ممكن أجيب كلب.. قطة.. يتنفسوا وبانتظام كمان.

ومن قال لهم إن الست فى الأربعين بتكون عايزة نفَس بس؟! أو ونس بس؟ هل هناك نظرية علمية تثبت أن المرأة بعد الأربعين بتكون ماتت داخليًا.. تتنفس فقط.. طيب ما تتجوز أنبوبة أكسجين ومن الحجم الكبير! 

لا يفكرون ولا يعطونها الحق فى أنها ممكن تحلم أو ما زالت تحلم بالأمومة! هذا شىء غريب بالنسبة لهم.. «هو انت لسة عايزة تجيبى أولاد»؟!

المجتمع يحكم على الثلاثينية غير المتزوجة بأنها يمكن أن تكون  ناقصة.. معيوبة! أما الأربعينية فهى بالتأكيد عندها مشكلة أو تعانى نقص ما أو عيب خطير.. الرجل أيضًا يواجه أحكامًا إذا تأخر عن سن الزواج ولكن ليس كألمرأة! ووقت ما يقرر الزواج يتزوج ويجد ألف من يجيب له عروسة حتى لو أصغر منه بعشرين سنة! أما المرأة فلا طبعًا.. ولو تزوجت أو فكرت تتجوز شابًا يصغرها فتصبح شمطاء مجنونة مش حاسة بسنها ولا مقدرة إنها يادوب لازم تتنفس بس!

نحن نعيش فى مجتمع ظالم للمرأة بفطرته.. لا يهمه المرأة ناجحة فى عملها، فى حياتها، طالما أنها لم تتزوج،  إذن هى عار على أهلها وعلى نفسها! لا يهمه أى مركز وصلت ولا عقليتها التى ربما لا يضاهيها رجل بها.

كل هذا لا يهم.. المهم هل تزوجت وأنجبت أمْ لا؟! 

دراسات كثيرة تثبت أن الأربعينية هى الأنضج والأكثر جاذبية فى كل الأعمار.. ولكن فى مجتمعنا هى لا تستحق إلا الونس.. والنفَس مع راجل كبير تعيش الباقى من عمرها تخدمه لأنه كتر خيره أنقذها من لقب عانس و.. وَنَس!